أعربت ماريا أتاوي خبيرة شئون الديمقراطية بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي عن شكها بأن تضغط الإدارة الأمريكية على الحكومة المصرية من أجل تحقيق تقدم أكثر في اتجاه الديمقراطية. وقالت: أنا غير متأكدة ما إذا كانت إدارة بوش ستضغط على النظام المصري، ولا أعتقد أن الإدارة الأمريكية يجب أن تقول شيئا عن الحاجة إلى تحقيق تقدم أكثر في اتجاه الديمقراطية في مصر. ونقل "تقرير واشنطن" عن أتاوي قولها: الرئيس بوش مازال يحتاج مبارك، وهو يخشى الإسلاميين على أي حال. وأضافت أنه لا يزال أي بديل للنظام المصري الحالي يمثل معضلة حقيقية للولايات المتحدة، التي ترى في النظام المصري حليفا جيدا في القضايا الإستراتيجية الهامة مثل الحرب على الإرهاب وصراع الشرق الأوسط. وذكر التقرير أنه طبقا لما توقعه العديد من الخبراء في واشنطن، لم تقم إدارة الرئيس جورج بوش بضغط حقيقي على رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف خلال زيارته للولايات المتحدة، واكتفت الإدارة الأمريكية بعرض مطالب عامة ترى أن تنفيذها سيقلل من ضرورة توجيه نقد أو ضغط مباشر على النظام المصري. في الإطار نفسه نقل التقرير عن مصادر أمريكية قريبة من المحادثات التي جرت بين بوش ونظيف أن هناك مجموعة من المطالب الأمريكية تمثلت في: 1 ضرورة ضمان أكبر شفافية ممكنة لعملية الانتخاب القادمة. 2 تخفيض عدد نواب مجلس الشعب اللازم موافقتهم على المتقدمين للترشيح لمنصب رئيس الجمهورية من 65 عضوا إلى 30 عضوا فقط. 3 ألا تتعدى نسبة تمثيل الحزب الوطني في مجلس الشعب القادم 50 في المائة. وأكد أنه رغم أن جماعة الأخوان المسلمين تعتبر في رأي العديد من الخبراء الأمريكيين حجر الأساس لأي تطور ديمقراطي حقيقي في مصر، إلا أن موضوعهم لم يثار في أي من لقاءات نظيف مع المسئولين الأمريكيين. من جانبها رأت خبيرة الديمقراطية تمارا ويتز بمعهد بروكينجز بواشنطن أن "جماعة الإخوان المسلمين هي أكبر جماعة منظمة معارضة في مصر، وأن انضمام الجماعة إلي قائمة المطالبين بمزيد من الديمقراطية هو شيء إيجابي للغاية". وأعربت عن اتفاقها مع خبيرة معهد كارنيجي على أنه "لا يمكن استثناء جماعة الإخوان المسلمين من العملية الديمقراطية في مصر، فهي الجماعة التي لديها أكبر قاعدة شعبية في مصر". وقالت: ويبدو أن قضية الإخوان لم تشغل الإدارة الأمريكية كثيرا، فلم يظهر أي تعليق رسمي علي وجود أي مناقشات بين الجانبين المصري والأمريكي حول حملة الاعتقالات الأخيرة في صفوف أعضاء جماعة الإخوان، أو بخصوص قرار الجماعة مقاطعة الاستفتاء حول التعديلات الدستورية المقترحة. من ناحية أخري ذكر التقرير نقلا عن محللين تأكيدهم أن واشنطن تخشى من فكرة السماح للجماعات الإسلامية السلمية، مثل الإخوان المسلمون في مصر، بأن تشارك وأن تستفيد من عمليات التحول الديمقراطي، وذلك بسبب تشككها من عدم اقتناع الإخوان أنفسهم بفكرة الديمقراطية. وتوقعوا أن تستمر الإدارة الأمريكية في الحديث علنا عن ضرورة زيادة الجرعة الديمقراطية في مصر، والإلحاح على شفافية الانتخابات المقبلة. وأعربوا عن قناعتهم بأن ما تحتاج إليه مصر هو وجود معارضة داخلية حقيقية فعالة تستطيع أن تشكل تحديا حقيقيا لنظام الرئيس مبارك، حيث أن الضغوط الخارجية لها حسابات أخرى بدرجة لا يمكن معها توقع الكثير من الأوربيين أو الأمريكيين.