سلطت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية الضوء على الغارة التي شنتها إسرائيل على الحدود السورية اللبنانية، قائلة إنها تعزز المخاوف من احتمال اتساع دائرة الحرب الأهلية السورية إقليميا. ولفتت الصحيفة -في مستهل تعليق أوردته في موقعها الإلكتروني الأربعاء- إلى أن الغارة الإسرائيلية استهدفت قافلة كانت تنقل بطاريات صواريخ من طراز "اس ايه-17" المضادة للطائرات من سوريا إلى لبنان، مشيرة إلى ارتفاع حدة التخوفات لدى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن انتقال هذا النوع من البطاريات إلى حزب الله اللبناني أمر قد يعزز قدراته في مجال الدفاع الجوي..وهو ما تخشاه إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن محللين إسرائيلين قولهم إن النظام السوري ربما أراد عبر نقل أسلحته الروسية الصنع إلى حزب الله أن يحول دون سقوط مثل هذه الأسلحة في أيدي الثوار الذين قد يستخدمونها للاطاحة بدولة بشار الأسد. ورأت الصحيفة أن من شأن هذه الغارة كذلك أن تضفي مزيدا من التعقيد على الصراع الداخلي في سوريا، حيث تضع المعارضة -التي تضم صفوفها عددا غير قليل من الإسلاميين- في موقف صعب إذ تصورها كما لو كانت في خندق واحد مع إسرائيل. ونوهت الصحيفة بأن هذا الهجوم يمثل التدخل الأول من نوعه من قبل إسرائيل في سوريا منذ اشتعال الثورة التي انقلبت حربا أهلية هي الثانية التي تعيشها سوريا على مدار الخمسين عاما الماضية. كما لفتت الصحيفة إلى الخطوة التي اتخذتها إسرائيل مؤخرا بنشر بطارية ثانية من بطارياتها الدفاعية الخمس المسماة بالقبة الحديدية المضادة للصواريخ في الشمال الإسرائيلي تحسبا لأي هجوم محتمل. واختتمت الصحيفة تعليقها بالقول إن إسرائيل تعتبر حصول حزب الله على هذا النوع من الصواريخ المضادة للطائرات بمثابة تغير استراتيجي في إحداثيات اللعبة، قد يحول دون تمكن إسرائيل من القيام بعمليات جوية ليس فقط على لبنان ولكن أيضا على أجزاء من الشمال الإسرائيلي.