يورى جاجارين هو أول رائد فضاء فى التاريخ، وهو أول إنسان كتب له أن ينفذ من قطر الأرض ويجتاز الفضاء الخارجى مكتشفًا المجهول. ولد يورى لأسرة فقيرة فى منطقة كلوشينو بالقرب من غرب موسكو عاصمة الاتحاد السوفيتى وقتها فى التاسع من مارس سنة 1934، وقد تم إعادة تسمية مسقط رأسه باسمه سنة بعد وفاته عام 1968، كان والده نجارًا، وعانت أسرته الأمرين خلال فترة الحرب العالمية الثانية، وقد فقد شقيقيه أثناء الحرب حيث قام الألمان بأسرهم ولم يعودا حتى نهاية الحرب، لم يتردد أساتذته بوصفه بالذكى، المجتهد، المتفانى فى عمله. فى عام 1960 بدأ القائمون على برنامج الفضاء السوفيتى بعمليات بحث دقيقة للعثور على الأشخاص المناسبين، من أجل تدريبهم وتجهيزهم للمهمة التاريخية المرتقبة التى ستحدث تغيرًا كبيرًا على الساحة الدولية، فنجاح الاتحاد السوفيتى فى برنامجه لاجتياز الفضاء يعنى أنهم قد سبقوا الولاياتالمتحدة فى أبحاث الفضاء، خاصةً أن تلك الفترة كانت تمثل تنافسًا لا محدودًا بين القوتين العظمتين فى ذلك الوقت فى جميع المجالات، ووقع الاختيار على عشرين شخصًا من بينهم يورى، وقد أخضع العشرين لشتى أنواع الاختيارات الجسدية والنفسية القاسية لضمان نجاح المهمة، وكان على القائمين فى البرنامج السوفيتى أن يختاروا أحد الاسمين يورى جاجارين أو جيرمان تيتوف، ليكون أول شخص يرسل للفضاء، ووقع الاختيار على قصير القامة يورى جاجارين، لكونه الأكثر تميزًا أثناء التدريبات والاختيارات بالإضافة لتمتعه بشخصية لطيفة وبسيطة. فى الثانى عشر من أبريل سنة 1961 يورى أقلعت رحلة المركبة "فوستوك 1" وعلى متنها يورى جاجارين فى رحلة تاريخية كتبت بداية عصر الفضاء. دهش السوفيت من عودة يورى إلى الأرض سالمًا، حيث أنهم لم يتوقعوا ذلك، وأسرع نيكيتا خورتشوف إلى جعل يورى بطلًا قوميًا، والمبالغة فى تكريمه، مما زاد من شهرة يورى أكثر فأكثر، أعجب خروتشوف بالإنجاز غير المسبوق والنجاح الباهر لبرنامج الفضاء السوفيتى وأمر بزيادة الإنفاق لتطوير ترسانة الصواريخ السوفيتية, على حساب الأسلحة التقليدية مما أثار سخط المؤسسة العسكرية، وكان أحد أهم الأسباب التى أودت بخروتشوف سياسيًا. أصبح يورى جاجارين بعد عودته إلى الأرض أحد أهم المشاهير فى زمنه، وراح يجول العالم فى حملة إعلانية للاتحاد السوفيتى، واستقبله العديد من زعماء العالم، ومن بين الدول التى زارها مصر، واستقبله الرئيس جمال عبد الناصر فى مثل هذا اليوم من عام 1962، وأهداه قلادة النيل التى هى أرفع وسام مصرى. وفى يوم 27 مارس سنة 1968، كان يورى يقوم بالطيران مجددًا على متن ميج -15 فتحطمت طائرته يورى نتيجة لخللٍ لم يعرف سببه مما أودى بحياته، قبل أن يحقق حلمه بأن يكون هو أول إنسان ينزل على القمر.