سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كاتب حكومي يصف المعارضة بالقوى الشاردة .. ومقال بالأهرام يتهم الحكومة بابتزاز رؤساء الصحف القومية .. وهجوم عنيف على سمير رجب بسبب مقال مخيمون .. ووصف نائب المرشد العام للإخوان بالجنرال حبيب .. وتفسير لظاهرة لجوء الحزب الوطني للبلطجية .
بدأت صحف القاهرة اليوم ، بمختلف توجهاتها ، في عرض ما يمكن أن نسميه " جردة حساب " عن نتائج الاستفتاء على التعديل الدستوري ، ففيما اتهم البعض قوى المعارضة "الشاردة" بأنها باتت تتكلم بنفس لغة قوى الخارج " الدخيلة" ، فان البعض الآخر ذهب إلى حد اتهام الحكومة بتسريب شائعات حول تغييرات وشيكة في قيادات الصحف القومية من أجل ابتزاز تلك القيادات ودفعها لبذل أقصى طاقة ممكنة في الترويج للنظام كي تنجو من مقصلة التغيير . في المقابل شهدت صحف اليوم هجوما عنيفا على جماعة الإخوان المسلمين وبالتحديد الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام للجماعة ، وذلك على خلفية تصريحاته بشأن استعداد الجماعة للتضحية بأرواح عشرة آلاف أخواني من أجل الإصلاح ، كما أن الهجوم كان أيضا من نصيب رئيس رجب رئيس تحرير الجمهورية بسبب مقاله حول الاعتداء الذي تعرض له الفنان عبد العزيز مخيمون . وفي التفاصيل مزيد من المساجلات . نبدأ من صحيفة الجمهورية الرسمية ، ورئيس تحريرها سمير رجب ، الذي هاجم معارضي الاستفتاء ، قائلا " لا جدال أن هناك بعض القوي في الداخل. والخارج.. لم تكن تريد أن يتم استفتاء 25 مايو "علي خير"..! . لذا.. ما إن أخذ المواطنون يتدفقون علي صناديق الاقتراع منذ صباح الأربعاء "التاريخي".. حتى هرعت تلك القوي تعد سيناريوهات الاتهام. والانتقام في آن واحد..! " . وأضاف رجب " بديهي إذن أن تحاول تلك القوي بطريقة أو بأخرى الانقضاض علي أبناء هذا الشعب الذين تحدوا كافة دعاوى الزيف. والضلال.. وأصروا علي إعلان موقفهم بكل جرأة وشجاعة لسبب بسيط أن الوطن.. وطنهم.. وليس من حق الآخرين أن يتدخلوا في مشيئتهم تحت وطأة أي ظرف من الظروف.. وإن كان ما ينبغي التوقف أمامه.. أن تتحدث القوي الداخلية "الشاردة".. نفس لغة قوي الخارج "الدخيلة" والتي تعمل في استماتة علي تسيير العالم وفقا لما تهوي.. وتشتهي..!! " . ولكن هذا الهجوم العنيف من رجب ، والذي نال قوى الداخل الشاردة وقوى الخارج الدخيلة على حد سواء ، نجد تفسيرا له عند الكاتب الكبير سلامة أحمد سلامة ، حيث اعتبر في عموده اليومي بالأهرام " أن بقاء الإعلام تحت سيطرة الدولة سوف يظل عائقا يحول دون تطور الديمقراطية وقد كان من الممكن ونتائج الاستفتاء شبه محسومة سلفا أن يبرهن الإعلام علي قدرته علي الحياد والموضوعية. ثم إن ممارسة الدولة لضغوطها علانية علي الأجهزة والمؤسسات بطريقة فجة لم تنج منها مؤسسات الصحافة القومية, بدا دليلا علي انعدام الثقة بالنفس.. فجاءت الايحاءات المستترة والعلنية بأن تغيير القيادات الصحفية قد يتم في أي لحظة. وبدا من الغريب والعجيب أن تسكت الدولة بالمخالفة للقانون علي أوضاع الصحف القومية سنوات طويلة, وتصحو فجأة إلي أن الوقت قد حان لتغييرها. لماذا الآن وما هو وجه العجلة؟ وكيف يمكن أن تلعب هذه الصحف دورا رائدا في مرحلة واعدة بالديمقراطية إذا ظلت تخضع لنزوات أفراد في السلطة واختياراتهم؟ " . ومضى سلامة في انتقاداته " ثم يأتي ذلك التناقض المركب حين تعيب الدولة علي البعض خلط الدين والسياسة, ولكنها هي لا تري حرجا في استغلال المؤسسة الدينية التي تبدو دائما في الخدمة.. فيصدر المفتي فتواه ويتبعه شيخ الأزهر مهددين الناس بالجنة والنار إذا قاطعوا الاستفتاء. مع أن المفروض أن ينأى كلاهما عن ذلك وتخرج السلطة الدينية تماما عن العمل بالسياسة وصراعاتها الحزبية ". وأضاف سلامة " لاشك عندي أن أحزاب المعارضة التي قاطعت لم ترتكب جريمة وطنية كما حاول البعض أن يصمها. فقد كان عليها أن تثبت أن الحزب الحاكم لم يعد هو اللاعب الوحيد. وإذا كانت نتائج الاستفتاء قد ولدت آلية جديدة في الحياة السياسية, فإن أحزاب المعارضة مطالبة بألا تتخلي عن مسئولياتها في تقويم اعوجاج ما تراه مهددا للديمقراطية والعمل السياسي, وأن تواصل العمل علي تنفيذ أفكارها في صياغة قوانين الانتخاب وممارسة الحقوق السياسية والأحزاب ومجلسي الشعب والشورى.. فقد تأكد الآن أن ترك الحزب الحاكم وحده في الساحة لن يغير شيئا " . وإذا كان تفنيد سلامة لما كتبه رجب قد جاء مصادفة ، فان محمد الغيطي ، شن صراحة هجوما حادا في صحيفة " المصري اليوم" المستقلة ، على ما كتبه سمير رجب حول حادث الاعتداء على الفنان عبد العزيز مخيمون ، حيث استغل رجب الحادثة لمهاجمة حركة كفاية ، التي يعد مخيمون أحد مؤسسيها ، وشن هجوما فجا تضمن تجريحا وقذفا يتنافيان مع ما تنص عليه مواثيق الشرف الصحفي . وقال الغيطي " إنني أنفي على لسان مخيون أي شبهة سياسية للحادث لكنني لا أنفي آلمه الشديد مما كتبه سمير رجب حتى أنه قال لي:إن سكاكين هيثم التي حاولت اغتياله هي أقل حدة وأخف من سواطير رجب التي وضعت ملحاً في جرحه إن ما كتبه رئيس تحرير جريدة الحزب الوطني أقل ما يوصف به أنه ابتذال مهني ينسف كل مواثيق شرف هذه المهنة.. كل حرف وكل كلمة فيه تحول هذا الوطن إلى ماخور كبير تنعدم فيه الأخلاق وتشيع فيه الفحشاء أنا لم أتصور وأنا أقرا ما كتب أن يصدر عن صحيفة يومية في مصر وتساءلت: أين مجلس الشورى والمجلس الأعلى للصحافة ونقابة الصحفيين ". وأضاف الغيطي " نرجوكم أيها الصحفيون ومن أجل أبناء صغار سيعيشون تحت سماء هذا الوطن لا تضخموا الموضوع وتضعون عليه الفلفل والبهارات بحكايات غرف النوم وارحموا فنانا أعطى أربعين عاماً من عمره للإبداع والفن الصادق الذي يدافع عن ضمير هذا الوطن وسياجه وقيمه وليس موقفه السياسي إلا تعبير عن إيمانه به وبحق الأجيال القادمة في الحرية والديمقراطية والعدل إن كل من هاجم مخيون على طريقة سمير رجب وكل من رشوا الملح على جروحه هم الخونة الحقيقيون ودعوني أسأل الحكومة: لماذا لم يتصل مسئول بعبد العزيز مخيون حتى الآن ؟ هل لأنه عضو في حركة كفاية ؟ . وأخيراً.. إن الحب الذي لمسته في كل الوسط الفني والثقافي والسياسي الذي أحاط بمخيون لأكبر وابلغ رد على الذين يلوثون نهر النيل بسمومهم.. وصح النوم " . ونبقى في نفس الموضوع ، إذ اعتبر أسامة أنور عكاشة في صحيفة " الوفد" المعارضة ، أن " الصدفة المأساوية التي جعلت حياة هذا الفنان الشخصية معروضة بهذا الشكل الفظ نتيجة لمحاولة الاعتداء علي حياته.. لا يمكن أن تكون فرصة للوثوب علي سمعة الرجل واغتياله أدبياً ومعنوياً بهذا الشكل الوضيع والحقير.. انتقاما من موقف سياسي اتخذه مخيون بما لا يوافق مزاج حملة المباخر ودراويش النفاق. فتصفية الحساب في خصومة سياسية لا يجدر ان يتناول الأمور الشخصية للخصم.. فهذا ما ينأى عنه الخلق الكريم.. أما انتهاز الفرص للولوغ في سمعة فنان له تاريخه وله مكانته اصطياداً لمأساة شخصية فأمر ينفر منه الذوق السليم وحسن التربية!" . وأضاف عكاشة " أن عبد العزيز مخيون ليس ممثلاً "مغموراً".. وله أدوار تعد علامات بالنسبة لممثلي جيله..وهو في النهاية إنسان من لحم ودم لا يخلو من أخطاء أو حتى خطايا ولكن هذا فيما لا يمس جانب "الفنان" فيه وهو الجانب الذي يهم الناس.. وإذا كان قد تحمس لرأي واتجاه سياسي فهذا حقه.. وليس من حق كائن من كان أن يعاقبه عليه.. ولكن الخلط وتلبيس الأمور ودس الأنف في النفايات والتلذذ بنبش القمامة.. كلها بعض من علامات الانهيار الذي أصاب الضمائر.. وفي مواقع من المفترض أنها ترعي الضمير! " . ونترك سمير رجب ومعاركه ، لكن نبقى أيضا مع الهجوم الحاد ، والذي كان هذه المرة من نصيب الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ، إذ كتب حمدي رزق مقاله اليومي في صحيفة " المصري اليوم" تحت عنوان " الجنرال حبيب" ، قال فيه " لو كنت إخواني لفكرت ألف مرة في ترك تلك الجماعة وما تدعو إليه في ظل قيادتها التحريضية الحالية ولن أخسر كثيراً بمغادرة جماعة كانت دعوية تقول قال الله وقال الرسول ثم يعلن نائب مرشدها العام الجنرال الدكتور محمد حبيب أنه مستعد للتضحية بأرواح عشرة آلاف إخواني في معركته من أجل الإصلاح" . وأضاف " الجنرال الجيولوجي حبيب أفصح صراحة عما كنا نظنه وهما وأكد على مخطط ما كنا نحسبه تخويفاً أو تهديداً وأكد أنه ماض بقوة عسكرية في معركته المصيرية مع النظام مهما كانت التضحيات الإخوانية ، مؤكداً وبالفم المليان: نعم نضحي بعشرة آلاف إخواني لصالح مصر !!" . ومضى الكاتب في هجوم الحاد " لكي تصرح تصريحاً قتالياً كهذا فأنه اعتراف ضمني بان الإخوان لهم تنظيم خاص ولنسمه تنظيم الضحايا مثلاً وهؤلاء شروا الحياة الدنيا بالآخرة يعني مقتولين ويحاربون بطريقة يا قاتل يا مقتول كما أنه يعني توحيد القيادتين العسكرية والسياسية ويعطي مبرراً للقبض على العقيد عصام العريان واللواء محمود عزت باعتبارها من القيادة القطرية " . وأضاف رزق أن " مثل هذه التصريحات تشبه الانتحار على طريقة (الهاريكاري) اليابانية ، فأنت تدفع الإخوان الطيبين للانتحار وليس للانتصار تدفعهم للقتل كما قتل سمير قطب ترمي بهم للتهلكة وهذا منهي عنه في القرآن والسنة المطهرة وإذا كنت تحمل الحكومة دم سمير قطب من ستحمل دم العشرة آلاف الذين ستدفع بهم المذبحة الإصلاحية باعتبارهم ضحايا أعتقد سيحاسب عليهم يوم القيامة الذي ألقاهم في النار بتصريحات الجنونية في صحيفة الوفد الخضراء " . وخاطب رزق نائب المرشد قائلا " إن أرواح الإخوان ليس لعبة تتقاذفها أنت والمرشد عاكف والإخوان بشر يفهمون ويعقلون ويختارون ويميزون الصالح من الكالح من الدعاوى التي تطلق كالبالونات في سماء الجماعة كما أنهم في التحليل النهائي مصريون وإن كانوا أخونا مسلمين وإذا تألمت مصر هم جندها في معركة الذود عن الأرض والعرض وليس في معارك يصطنعها موتورون يحاربون أوهاما بسيوف خشبية في الأحلام " . ونختتم جولة اليوم من صحيفة "الأسبوع" المستقلة ، حيث حاول مجدي شندي ، في مقاله الذي جاء تحت عنوان " شبكات مناهضة التغيير " ، تقديم تحليل لظاهرة لجوء الحزب الوطني للدفع بالبلطجية والحرامية إلى الشارع لمواجهة مظاهرات المعارضة ، قائلا " يثبت نجاح الحزب الوطني في حشد المتظاهرين واقتيادهم بالترغيب أو الترهيب للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء الأخير أن له أنصارا من نوع خاص، علي استعداد لفعل أي شيء من أجل أن تبقي الوجوه الخشبية الحاكمة في مقاعدها للأبد إن استطاعوا ". وأضاف " هؤلاء الأنصار ليسوا جماهير بقدر ما هم أعضاء في شبكات متصلة لا تجمعها غير المصالح، وهم لحظ مصر السيئ خليط من السياسيين ورجال الأعمال والكتاب والمتثاقفين ورجال الإدارة المحلية ورؤساء الشركات، بعضهم يملك النفوذ وبعضهم الآخر يملك الأموال. هذه الطبقة التي تبدو غريبة ومقحمة علي سياق التاريخ المصري الحديث تكونت أغلبها خلال الربع الأخير من القرن الماضي ونمت وترعرعت في مناخ من الفساد أتاح لها أن تتجاوز القانون وأن تكون في منأى عن المساءلة العامة وأن تحقق مكاسب لم تكن تحلم بها وتراكم ثروات من فراغ. أصحاب هذه الإمبراطوريات التي يمكن أن تتهاوي أمام سؤال قضائي واحد من أربع كلمات (من أين لك هذا؟) هم أحرص الناس علي بقاء السلطة كما هي ودون أدني تغيير " . وأوضح شندي أن " المنخرطون في هذه الشبكات ليسوا إذن علي استعداد للتضحية بمكاسبهم المهولة التي يحققونها عبر تجاوز القانون، فرئيس الشركة الذي تدخل جيبه عشرات الملايين سنويا عبر التسهيلات التي يحصل عليها دون وجه حق، والسياسي الذي ينتظر مواسم الانتخابات لكي يتقاضى أموالا طائلة ممن يرشحهم، ورجل الأعمال الذي تتيح له صلاته بعائلات في الحكم احتكار منتج حيوي وضخ الإرباح التي كان يفترض أن تتجه نحو شركات عامة إلي حسابه الخاص. وأضاف " طبيعي إذن أن تشهد الساحة المصرية ممولين لمتظاهرين يتقاضى كل منهم عشرين جنيها ووجبة غداء، وممولين لشراء الأصوات الانتخابية مهما بلغ سعرها، فلو دفع هؤلاء 100 جنيه مقابل الصوت الانتخابي لما كلف حشد 20 مليون مصوت أكثر من 2 مليار جنيه وهو مبلغ تافه قياسا بالإرباح الضخمة التي تتحقق لشبكات الفساد سنويا ".