الأمن يسيطر على كوبرى قصر النيل ويقبض على بعض مثيرى الشغب.. ذعر بالتحرير بعد تقدم الشرطة.. المتظاهرون يشعلون إطارات السيارات ويقيمون الحواجز الحديدية على الكورنيش.. الثوار يعطلون المترو 40 دقيقة ويقطعون كوبرى أكتوبر.. منصة الميدان ترفض خطاب الرئيس وتطالب بإسقاط النظام.. وإصابة العشرات بالاختناقات وطلقات الخرطوش تصاعدت مساء الأحد وتيرة الاشتباكات بين عدد من المتظاهرين وقوات الأمن بكورنيش النيل فى الجهة المقابلة لفندق شبرد، على كوبرى قصر النيل من مدخل ميدان التحرير من أمام جامعة الدول العربية، فى حين سادت حالة من الهدوء كافة الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية والمؤدية إلى ميدان التحرير، بعد مصادمات عنيفة منذ الخميس الماضى فى شوارع يوسف الجندى ومحمد محمود والفلكى ونوبار وقصر العيني. وتصاعدت حدة المواجهات بعد قيام المتظاهرين بالهجوم المتكرر على قوات الأمن المتمركزة فى ميدان سيمون بوليفار وبالقرب من كنيسة قصر الدوبارة فى محاولة لتفريق الأمن عن المدخل الوحيد لمجلس الشورى بعد غلق جميع المداخل المؤدية للمجلس بالكتل الخرسانية، وهو ما ردت عليه قوات الأمن بإطلاق مكثف للقنابل المسيلة للدموع التى وصلت إلى كوبرى قصر النيل، ما تسبب فى سحابة دخان غطت سماء المنطقة بشكل غير مسبوق. واشتدت حدة الاشتباكات بعد قيام المتظاهرين بإشعال النيران أمام فندق سميراميس وتصاعد الأدخنة التى غطت الفندق ما دفع قوات الأمن إلى إطلاق وابل من القنابل المسيلة للدموع التى وصلت إلى ساحة الفندق أثناء محاولة الأمن تفريق المتظاهرين للسيطرة على الوضع خوفا من امتداد النيران إلى الفندق. فيما استمرت حالة من الكر والفر على الكورنيش ومحيط الفندق بين الأمن والمتظاهرين، بينما رابط عدد من المتظاهرين على طريق الكورنيش خلف الحواجز الحديدية لمنع وصول قوات الأمن إليهم وقاموا بإطلاق العديد من الشماريخ والألعاب النارية مرددين هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام". كما نظم العشرات من المتظاهرين والملثمين مسيرة من كوبرى قصر النيل إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو" للمطالبة بإسقاط النظام، فى الوقت الذى دعا فيه بعض المتظاهرين إلى قطع المترو بمحطة السادات والاعتصام على قضبان السكة الحديد، مرددين هتافات "ارحل.. ارحل".. "يسقط يسقط حكم المرشد".. "جايين الليلة ناويين".. "ثوار أحرار هنكمل المشوار".. "الداخلية بلطجية". فيما اقتحم مجهولون محطة مترو السادات وقاموا بتكسير الواجهات الزجاجية بالإضافة إلى تكسير واجهة أحد القطارات، وافترشوا القضبان ما أدى إلى توقف الحركة لمدة 40 دقيقة، وسط حالة من الفزع داخل المحطة، وأعلنت الإذاعة الداخلية للمترو عن توقف حركة المترو تمامًا. وقال عبد الله سيد، رئيس محطة مترو السادات: إن المتظاهرين قاموا بالنزول على شريط السكة بالمحطة بالخط الأول ما أدى إلى وصول القطارات إلى المحطة حفاظا على حياة الركاب والمتظاهرين، حيث تم إقناع المتظاهرين بإنهاء اعتصامهم على شريط المترو حرصًا على مصالح المواطنين، مؤكدًا انتظام حركة القطارات بالخط الثانى دون تأثر. كما قطع المتظاهرون كوبرى 6 أكتوبر أمام حركة السيارات، ووضعوا الحواجز الحديدية وأشعلوا إطارات السيارات، ما أدى إلى وقوع اشتباكات بالأيدى بين المتظاهرين والسائقين تم خلالها تحطيم زجاج بعض السيارات، ولكن تدخل العقلاء لفض المشاجرة وتحويل مسار السيارات وعودتها مرة أخرى. فيما أشعل المتظاهرون النيران فى إطارات السيارات والأشجار على كورنيش النيل فى محاولة للتصدى لمصفحات الأمن المركزى، وأغلقوا الطريق بالحواجز الحديدية أمام فندق سميراميس، بينما ردت قوات الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع فى اتجاه المتظاهرين على الكورنيش وميدان سيمون بوليفار بالقرب من فندق شيبرد، فى الوقت الذى اتجه فيه العشرات من متظاهرى التحرير إلى كوبرى قصر النيل لمساندة المتظاهرين بناءً على طلب منصة التحرير، وتسببت كثافة إطلاق قنابل الغاز فى تراجع المتظاهرين باتجاه ميدان التحرير، وسادت حالة من الذعر داخل الميدان، وطالبت المنصة الرئيسية المعتصمين ضرورة الالتزام، بأماكنهم، مرددين هتافات "يسقط يسقط حكم المرشد".. " والداخلية بلطجية"، وسط سقوط العديد من المصابين بالاختناقات والإغماءات بسبب استنشاق الغاز. ورفض المعتصمون بميدان التحرير خطاب الرئيس محمد مرسي، وأعلنت المنصة الرئيسة الاستمرار فى الاعتصام حتى إسقاط النظام، مؤكدة أن الخطاب لا يختلف عن خطابات مبارك، مطالبة بالاستمرار فى قطع الطرق والعصيان المدني، مرددين هتافات: "لا إخوان ولا سلفيين دول باعوا الدم وباعوا الدين". وفى الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، توافد مئات المتظاهرين على كوبرى قصر النيل، الذى شهد مواجهات حادة، خاصة بعد إعلان الرئيس محمد مرسى حالة الطوارئ فى محافظات القناة وفرض حظر التجول لمدة 30 يومًا، ولكن كثفت قوات الأمن من إلقاء القنابل المسيلة للدموع وطلقات الصوت، ما دفع المتظاهرين إلى الفرار ناحية دار الأوبرا والشوارع الجانبية، وألقت القبض على عدد من المتظاهرين بعد التضييق عليهم والالتفاف من خلفهم، بعد أن استطاعت إحكام سيطرتها الكاملة على كوبرى قصر النيل وملاحقة المتظاهرين لمنعهم من معاودة التظاهر على الكوبرى مرة أخرى. ومع أذان الفجر، توقفت قوات الأمن عن إطلاق القنابل المسيلة للدموع بعد انخفاض حدة الاشتباكات وتراجعت إلى محيط السفارة الأمريكية، فيما تراجع المتظاهرون إلى ميدان التحرير مع شروق الشمس وسادت حالة من الهدوء الحذر.