انحسرت خسائر البورصة المصرية بشكل كبير في نهاية تعاملات امس الأحد، في جلسة اتسمت بالتذبذب الشديد في الأداء بسبب ترقب المستثمرين للاضطرابات الأمنية والسياسية التي تشهدها البلاد. وقلص المؤشر الرئيسي "EGX30"، من حجم تراجعه، مغلقا على هبوط طفيف بلغت نسبته 0.02%، فاقدا نقطة واحدة، ليستقر عند مستوى 5688 نقطة، بتعاملات بلغت قيمتها 432 مليون جنيه تعادل 65.4 مليون دولار. وتراجعت خسائر رأس المالي السوقي لتصل إلى 2.7 مليار جنيه تعادل 409 مليون دولار، بعد أن أغلق على 378.9 مليار جنيه، مقابل 381.6 مليار جنيه في إغلاق الأربعاء الماضي. وكان المؤشر الرئيسي هبط في التعاملات الصباحية بنحو 1.6%، لتخسر الأسهم نحو 6.1 مليار جنيه من قيمتها السوقية خلال الدقائق الأولى من التداول. وتحول المستثمرون المصريون للشراء بنهاية الجلسة، لتسجل صافي تعاملاتهم 26.3 مليون جنيه، بعد موجة من البيع العشوائي من جانب الأفراد، فيما واصل الأجانب الشراء بقيمة 101.4 مليون جنيه، بينما اتجهت تعاملات العرب للبيع بقيمة 127.7 مليون جنيه. وقال عادل طه محلل أسواق المال، في مكالمة هاتفية لوكالة الأناضول للأنباء، إن بداية الجلسة شهدت عمليات بيع عشوائي من جانب المستثمرين المصريين الذين يتخوفون من تعرض البورصة لأزمات على خلفية حلول الفوضى في بعض المناطق بالمحافظات الساحلية شمال شرقي البلاد ومنها بورسعيد والسويس وامتدادها إلى باقى المحافظات. وتشهد مصر أحداث دامية منذ الخميس الماضى فى ذكرى الثورة، نتيجة اشتباكات مع قوات الأمن المكلفة بحماية المنشآت العامة. كما سجلت مدينة بورسعيد الساحلية أحداث عنف أمس بعد أن قضت محكمة جنايات بورسعيد بإحالة أوراق 21 متهماً فى القضية المعروفة باسم مذبحة ستاد بورسعيد إلى المفتى، بعد أن رفض أهالى بورسعيد الحكم واشتبكوا مع قوات الأمن والتى أسفرت عن مقتل نحو 30 شخصاً على الأقل. وقال محسن عادل، نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار، إنه ما شهدته البورصة اليوم يؤشر على أن المتعاملين أصبحوا أقل تفاعلا مع أحداث الاضطربات الأمنية والسياسية، خاصة وأن تكرارها أعطي مرونة أكبر للسوق في التعامل معها. وأضاف عادل في مكالمة هاتفية لوكالة الأناضول للأنباء :" انخفاض أسعار الأسهم أيضا أدي لتراجع الشهية البيعية للمتعاملين"، وأشار إلي أن هناك محاولة لاقتناص الصفقات من السوق حتى الآن عند المستويات السعرية الحالية للاستفادة من الانخفاضات السعرية. وتابع :" حدوث أعمال عنف مؤخرا يعني أن تعافي السوق والتداولات سيأخذ وقت أطول مما يتمنى الجميع، بينما يقتنص المتعاملون العرب والأجانب الأسهم بأسعار رخيصة وسط توقعاتهم المستقبلية بخصوص تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر".