دائمًا ما يلتقى الفاشلون والانتهازيون على آمال لن تتحقق..! ويتمسّك الواهمون بأحلام السراب؛ ويقتسم المخرفون أهدافًا مشئومة تبعثرت..! ذلكم حال الذين يختزلون مصر وشعبها فى ذواتهم فقط ولا يرونها إلا إذا كانوا هم فى سُدة الحكم؛ لذلك نراهم وقد جمع بينهم الضحالة الفكرية والانتهازية السياسية؛ ما يجعلنا نتساءل ويتساءل معنا جموع الشعب المصري داخل البلاد وخارجها، الذين يتألمون لما يحدث في مصر من تغرير بالشباب النقي للانغماس في معارك مدمرة للوطن ومقدّراته: ماذا تريد ما يسمّى بجبهة الإنقاذ، التي انقلبت على الشرعية وتلعب على وتر إشعال نار الفتنة الطائفية، وتوظيفها في تحقيق أطماع شخصية حتى لو كان على حساب تدمير الوطن؟ وماذا يريد جنودها بالوكالة: المخرّبون والبلطجية المستأجرون اليومَ؟! وما الرابط الذي يجمع الليبرالي مع اليساري مع الناصري، والشيوعي والفوضوي بعد أن وحّدهم هدف واحد وهو إظهار العداوة والبغضاء للإسلام ولكل من سعي ويسعى إلى التهدئة واستقرار الأوضاع؟! على أى أساس دعوتم إلى المظاهرات والاحتجاجات، والاعتصامات؟! وإذا كان لجبهة خراب الوطن، أغلبية في الشارع المصرى الآن؛ فلماذا لا يلجأ أتباعها إلى شرعية الصندوق الذي جاء به أول رئيس مصري شرعي منتخب؟! ولماذا تحرص على الدعوة إلى التخريب والتظاهرات والاعتصامات التي تسيء إلى الديمقراطية ذاتها؟! ولماذا الحرص على إظهار الشعب المصري على غير ما عهده العالم عنه من همجية وغوغائية, بما يسهم في طرد الاستثمار وتخويف السائحين، وإظهار مصر كمنطقة خطرة غير آمنة بسبب سلوكيات أفراد محدودة، والضغط بكل الحيل الشيطانية حتى انخفض الجنيه المصرى لأدنى مستوى عرفه التاريخ, بأسلوب ماكر وخبيث لإسقاط الدولة؛ ليصبح الضحية، الشعب المصرى الفقير الذى لا يستطيع مواجهة تضخم الأسعار هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تحقيق الفوضى الخلاقة التي ينشدها أعداء الوطن، ويقوم بهذا الدور بالوكالة جبهة خراب مصر؛ والإساءة إلى سمعة أغلبية الشعب الصامتة التي عبرت عن إرادتها بالأسلوب الديمقراطي السليم؟! لماذا ترفض هذه الجبهة "الوطنية"! الحوار مع مؤسّسة الرئاسة، ويهرول قادتها عندما دعا إليها الجيش قبل إلغائها؟ ثم يسعون إلى محاورة جون ماكين، والاستقواء بالغرب؟! لماذا كل هذا الحقد وهذا الغل على رئيس منتخب، يحبه الشعب، ويفديه بالغالي والنفيس؟ ولماذا زعمتم اليومَ مطالب، هي تحصيل حاصل، كما تعلمون، علم اليقين أن ألف باء حماية الثورة، عودة الإنتاج وجذب المزيد من الاستثمار وتنشيط السياحة وعودة الأمن والأمان حتى تتحقق أهدافها؟ وكيف تنادون بحد أدنى وأقصى للأجور في ظل عدم توافر سياحة ولا استثمارات؟! من أين تأتى الدخول لكى يأتى العيش الكريم للشعب الذي قدّم كل ما يملك من أجل ثورته؟! في ظني أن هدف المخربين الأسمى اليوم، هو إحداث حالة من الفوضى الخلاّقة لإسقاط الدولة المصرية العريقة، لا إسقاط النظام، والسعي الحثيث والدؤوب، بعد فشلهم في أحداث الاتحادية، للزج بالوطن في أتون الحرب الأهلية التي ستكون فتنة لا تبقي ولا تذر! فهناك فارق كبير بين إسقاط الدولة وإسقاط النظام, إسقاط الدولة بالتظاهرات والاعتصامات المخربة التي تشل حركة الوطن، وتجعل منه نموذجًا للصوملة أو الأفغنة؛ أما إسقاط النظام، أيُّها الداعون إلى التخريب والعنف، له خريطة طريق معلومة للصغير قبل الكبير، وتتم هذه العملية من خلال الانتخابات النيابية المقبلة، التي تحاول هذه الجبهة تحاشي المشاركة فيها، حتى لا تظهر قوتهم المعجزة على الأرض! ومن يريد الكرسي فالفرصة متاحة وسانحة أمام الجميع, يوفرها الدستور كل أربع سنوات..! أما من يريد تخريب مصر وإسقاط الدولة؛ فعلى مؤسسات الدولة الأمنية جنبًا إلى جنب مع أبناء الشعب الشرفاء، التصدي لهم والقضاء عليهم قبل أن ينالوا من الدولة. لقد كتب الله تعالى على مصر الأمن والأمان، فقال:﴿ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين﴾ وسيحقق، بعونه وتوفيقه، لها آمالها وأمنها بقدرته، عزَّ وجلَّ، ثم بعزم جنودها جيشًا وشرطةً وإخلاصًا لشعبها وحكامها؛ وستظل مصر والمصريون ساعين إلى السلام والعمل والإنتاج بالإخلاص والمعروف عنهم، نابذين التخريب والتدمير والإرهاب. مصر في حاجة إلى مشروعات بنَّاءة، تجمّع المؤيّدين والمعارضين؛ لبناء سلطات الدولة على أساس ومعايير من الولاء لحب مصر وليس بشعارات خادعة، جوفاء هدفها الاستيلاء على كرسي الحكم من مجموعة تاريخها معروف للجميع بالانتهازية والغل والحقد. حمى الله مصر من شرورهم، وجعل كيدهم تدميرهم وردَّهم على أعقابهم خاسرين،..! همسة: الطيور على أشكالها تقع..! [email protected]