واصلت نتائج الانتخابات الإسرائيلية، التي جرت صباح أمس، مفاجآتها بإنهاء حلم اليمين الإسرائيلي بتحقيق أغلبية في الكنيست (البرلمان) وذلك من خلال النتائج شبه النهائية التي عرضت صباح اليوم الأربعاء. وبحسب تلك النتائج التي قدّمتها القناة الثانية العبرية بأرقام تفصيلية فإن معسكر اليمين حصل على 60 مقعدًا مقابل معسكر اليسار الذي تعادل معه في النتيجة، محققاً نتائج وصفت في الإعلام الإسرائيلي بالمعجزة الانتخابية. وبلغت نسبة التصويت في الانتخابات التي جرت أمس %66.6 مما يعادل 3 ملايين و767، في حين وصلت نسبة المشاركة في عام 1999 إلى 64%. وحصلت قائمة الليكود بيتنا اليمينية على 31 مقعدًا، فيما حصد حزب "يش عاتيد"، وبالعربية "هنا المستقبل" (يسار- الوسط)على 19 مقعدًا، وحزب العمل اليساري على 15 مقعدًا، في حين حصل حزبا شاس والبيت اليهودي الديني على 11 مقعدًا لكل منهما، و7 مقاعد ل"يهادوت هتورا" اليميني، و6 آخرين ل"ميريتس" اليساري، ونفس النتيجة لحزب "هتنوعا الحركة". هذا وحصلت القائمة الموحدة والعربية للتغيير والتي يرأسها النائب العربي أحمد الطيبي على 5 مقاعد، فيما حصلت الجبهة الديموقراطية التي يرأسها النائب العربي محمد بركة على 4 مقاعد، في الوقت الذي حصل في حزب "كاديما" على مقعدين فقط. وفي رد فعله، قال بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الحالي: "هذه هي الديمقراطية، تعطيك في الأمس ثم تأخذ منك اليوم، نحن نسعى إلى تحقيق أوسع تحالف لمواجهة التحديات، أنا أمد يدي لكافة الأحزاب الإسرائيلية". هذا الحديث تناغم مع تصريحات جاءت صباح اليوم على لسان "لابيد"، رئيس حزب يش عتيد الحاصل على المركز الثاني، حيث قال: "إسرائيل أمام تحديات كبيرة، لذلك علينا تشكيل حكومة موسعة يكون فيها اليسار بجانب اليمين لتحقيق تطلعات المواطن في إسرائيل". صالح طريف، عضو الكنيست السابق عن حزب الليكود، علق للقناة الأولى الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية على هذه النتائج بقوله: "الأحزاب العربية سيكون لها تأثير كبير في تحديد وجه الحكومة القادمة". لكن زعيمة حزب العمل اليساري تشيلي يحموفتش صعّدت من لهجتها ضد اليمين، قائلة: "نتنياهو لن يستطيع بعد اليوم تشكيل حكومة متطرفة ورّطت إسرائيل (..)، نحن نسعى لتشكيل حكومة عدالة وسلام، هذا ما قاله المواطن الإسرائيلي اليوم". وفي تعليق الصحف العبرية على النتائج، أجمعت من خلال عناوينها على خسارة اليمين وصعود اليسار، لكنها أبقت باب المفاجآت مفتوحًا أمام تحالفات المستقبل لتشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة.