فاروق: نموذج للتجربة الآسيوية والأوروبية.. وعيسى: يمكن مصر من تخطى الأزمة الاقتصادية كشف خبراء اقتصاديون ل"المصريون" أن المبادرة التى أطلقها الرئيس محمد مرسى بالرياض والخاصة بالتكامل الاقتصادى العربى تحاكى التجربة الأوروبية كما أنها تستفيد من تجربة الصين فى الاستفادة من التطورات الاقتصادية وطالبوا بأهمية تشكيل لجنة اقتصادية عربية لتحويل الاقتراح إلى مشروع على أرض الواقع. وأكد أيمن فاروق، عضو اللجنة الاقتصادية بحزب "الوطن" السلفى، أن المبادرة التى أطلقها الرئيس من السعودية بتشكيل مجموعة تفاوضية عربية ومجلس وزارى عربى للتنمية المستدامة، خطوة إيجابية؛ لأنها نفس الفكرة الخاصة بإنشاء سوق عربية مشتركة، مشيرًا إلى أنه طموح كل الاقتصاديين فى مصر منذ زمن طويل مؤكدا أن الرئيس يحاكى التجربة الآسيوية من جانب والأوروبية من جانب آخر نحو تحقيق التنمية الاقتصادية العربية. وقال فاروق إن المشروع يمكن أن ينجح فى المنطقة العربية خاصة فى ظل تكامل المقومات من لغة موحدة وتاريخ وأرض وغيرها ويوجد معوقات عدة على رأسها "اختلاف الأنظمة السياسية وأهمية وجود عدد من الاتفاقات التى قد يصعب تجاوزها"، وأوضح فاروق أن الرئيس محمد مرسى استلهم كافة التجارب التى أقيمت فى أوروبا وفى منطقة الخليج والمنطقة الإفريقية، ويمكن أن ينجح فى التغلب على فكرة الاستدانة من الخارج والأزمات الاقتصادية المتلاحقة فى مصر. وطالب فاروق بسرعة قيام مصر بعمل خطة متكاملة للمشروع ومن خلال تعاون بين مجموعة من الاقتصاديين فى مصر لتحويل هذا المشروع إلى أرض الواقع، مؤكدًا أنه يجب على البلدان العربية تشكيل لجنة اقتصادية موحدة لتنفيذ المشروع وتقوم بوضع خطة معينة ومن خلال جدول زمنى محدد يمكن من خلالها تحقيقه. ورحب الخبير الاقتصادى حمدى عبد العظيم بمبادرة الرئيس محمد مرسى فى القمة الاقتصادية بالسعودية والخاصة بفتح مجال التعاون الاقتصادى بين الدول العربية وأيضًا إنشاء جسر مصرى سعودى يربط بين البلدين، مشيرًا إلى أن هذا الجسر سيعود على البلدين بمنافع كثيرة، وذلك لإمكان تنشيط حركة السياحة والتجارة بين البلدين ونقل البضائع والعمال، بالإضافة إلى تسهيل عمليات الحج والعمرة للمصريين. وأضاف عبد العظيم أن التعاون الاقتصادى العربى ستكون أولى لبناته بالطبع هذا الجسر الذى كان يفترض قيامه منذ زمن طويل وسيكون بمثابة معبر للخليج العربى باعتباره أسهل من النقل البرى وهو ما سيعود على مصر والسعودية برسوم مالية لتكلفة النقل والسير بين البلدين. وأكد أن الجسر ليس به أى مخاطر على مصر لأنه يمكن الرقابة والسيطرة عليه من جانب الدولة، وذلك عن طريق وضع البوابات على مداخل ومخارج الجسر وكشف هوية المتنقلين بين البلدين، مضيفاً أن السعودية أقامت جسراً بينها وبين البحرين، ونجح هذا الجسر فى تنمية الاستثمارات بين البلدين، كما أن وجود مشروع تكامل عربى يمكن مصر من تخطى الأزمة الاقتصادية الحالية وفكرة الاستعانة بالخارج. بينما أوضح رضا عيسى، الخبير الاقتصادى، أن المبادرة تحتاج إلى كثير من الجهود من جانب الدول العربية حتى تثمر عن نجاحات منها التيسير فى الجمارك العربية وتشجيع الاستثمار بين الدول والتكامل فيما بينها وفتح الأسواق العربية ودعم بعضها لبعض، مشيرًا إلى أن الفكرة نفسها حاول الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر وفشلت لتحفظات بعض الدول. وأشار إلى أن طبيعة اتصالات هذه الدولة تختلف عن بعضها فلدينا الكويت والسعودية تشجع الاقتصاد الحر والانفتاح بشكل كامل على كل الدول كعكس الدول الأخرى، مؤكدا أن تباعد مستويات الاقتصاد بين الدول تمثل أكبر عائق بين الدول. وأضاف أن تدخل السياسة فى الاقتصاد يمثل عائقًا كبيرًا، لافتًا إلى أن العاملة المصرية تمثل أكبر عائق للدول العربية حيث لدينا عشرات المشكلات فى السعودية وقطر وغيرها من الدول العربية التى مازالت تضع فروقاً كبيرة بين العامل المصرى وغيره.