الْعَاقِلُ هُوَ الْفَطِنُ الْمُتَغَافِلُ..وعن التغافل كتب الكثير من الكلام وأفاض الشعراء..بل وتحدثت الأحاديث النبوية وذلك لما للتغافل بين الناس من أهمية.التغافل عن الخطأ..ليس بضعف ..أكثر منه ..كرم وكياسة وإحساس بالمسئولية..وأحياناً..أولادى يخطأون..وأتغافل عن الخطأ..حتى أشعرهم بالذنب أكثر..وهم يعرفون أننى أعرف أنهم أخطأوا..فيكون إنتظارهم للعقاب أشد من إنزال العقاب نفسه..و أحياناً..تتغافل الحكومات فيما بين بعضها البعض عن الكثير من التجاوزات حتى يتجنبوا الأزمات السياسية والدبلوماسية..وايضاً أحياناً تتغافل الدول كقوة حيال قوة آخرى قد تسبب المصادمة معها الكثير من المشاكل وتغافل أمريكا عن النووى الكورى خير دليل..وأحياناً أيضاً تتغافل الزوجة عن خيانة زوجها ..ويكون هذا أيضاً.. مصدر قلق للزوج..أكثر من مصارحته بالخيانة..وإن كنت لا أحبذ التغافل لأكثر من مرة بهذه الحالة فبعد الزلة الآولى وإن تعدت للثانية فلابد من وقفة. ولكل' ظروف ومزاج ورأى..وأحياناً..يتغافل الصديق عن خطأ صديقه.. حتى لا يقطع حبل المودة بينهما ..فيكون هذا أشد وطأة عليه..وأحياناً..أتغافل عن بعض السفهاء ..عندما يوجهون كلاماً..لو دل ..ما يدل إلا عن غباء الحرف والكلمة..وقليل من الإحساس بالمسئولية تجاه القلم الذى يتراقص بين أصابعهم كراقصة درجة رابعة..تعطى لمن يشاء ما يشاء المهم الدفع كما تشاء..ويمكن أضيف على ذلك قلة الخبرة..أو الخوف من ضياع الخبرة مع جيل جديد قادم..وعن التغاااااااافل ..قالوا.... َقَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ : مَنْ شَدَّدَ نَفَّرَ ، وَمَنْ تَرَاخَى تَأَلَّفَ ، وَالشَّرَفُ فِي التَّغَافُلِ الْعَاقِلُ هُوَ الْفَطِنُ الْمُتَغَافِلُ وَقَالَ شَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ الْأَدِيبُ : . وَقَالَ الطَّائِيُّ : لَيْسَ الْغَبِيُّ بِسَيِّدٍ فِي قَوْمِهِ لَكِنَّ سَيِّدَ قَوْمِهِ الْمُتَغَابِي ..وقَالَ الشَّاعِرُ نَزِرُ الْكَلَامِ.. مِنْ الْحَيَاءِ تَخَالُهُ صَمْتًا وَلَيْسَ بِجِسْمِهِ سَقَمُ..وَقَالَ آخَرُ : كَرِيمٌ يَغُضُّ الطَّرَفَ دُونَ خِبَائِهِ وَيَدْنُو وَأَطْرَافُ الرِّمَاحِ دَوَانِي....وقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : الْعَاقِلُ هُوَ الْحَكِيمُ الْمُتَغَافِلُ.....وَقِيلَ لِبَعْضِ الْعَارِفِينَ : مَا الْمُرُوءَةُ ؟ قَالَ التَّغَافُلُ عَنْ زَلَّةِ الْإِخْوَانِ وَفِي فُرُوعِ الْإِمَامِ ابْن مُفْلِحٍ : حَدَّثَ رَجُلٌ لِلْإِمَامِ أَحْمَدَ مَا قِيلَ : الْعَافِيَةُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ مِنْهَا فِي التَّغَافُلِ ، فَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : الْعَافِيَةُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ كُلُّهَا فِي التَّغَافُلِ.....وَكَثِيرًا مَا وَصَفَتْ الْعَرَبُ الْكُرَمَاءَ وَالسَّادَةَ بِالتَّغَافُلِ...فَإِنَّ التَّغَافُلَ إنَّمَا يُمْدَحُ فِي أَمْرِ الْمَعَاشِ وَفِي الْمُسَامَحَةِ فِي كَلِمَةٍ ، وَإِهْمَالِ أَدَبٍ مِنْ آدَابِ الزَّوْجَةِ مَعَ زَوْجِهَا..وَنَحْوِ ذَلِكَ ، وَأَمَّا فِي أَمْرِ الدِّينِ وَالْعِرْضِ فَلَا يَحْسُنُ التَّغَافُلُ لَا سِيَّمَا عَنْ الْوَاجِبَاتِ..ولكن..إلى أى مدى يستطيع الآخرون التغاافل؟؟وهل يعقب تغافلك التسامح؟؟أم إنك تظل متذكرا لما تغافلت عنه يوماً ما ؟ [email protected]