في الوقت الذي يتحدث فيه الغرب عن الخلايا الجزعية والنانو تكنولوجي ويحلق في أجواء الفضاء ويصنع الطائرات والقنبلة النووية ويستخدم الطاقة النووية في الغواصات ومحطات توليد الكهرباء، يصر الكثيرون في العالم العربي على إهدار أوقاتهم وأموالهم هباءً لاهثين وراء المتعة الجنسية رغبةً منهم في النوم طويلًا في العسل!، ولِمَ لا وكل أسباب ودوافع ذلك موجودة ومُيَسَّرة، والسبل مُمَهَدة، والعقول مغيبة وفارغة، والنفوس غارقة في الشهوات والملذات والتعلق بالدنيا تعلقًا سلبيًا لا جدوى منه!! مؤامرة قذرة حيكت ضد الشباب العربي لتغييب عقولهم وتجريف فكرهم وإلهائهم بكل ما هو تافه وضار.. خطة محكمة تدار بعناية ووعي من أعدائنا في الخارج والداخل الذين اشتروا عرض الحياة الدنيا بالآخرة، وأبرموا اتفاقية مع الشيطان لإغراق الشعوب العربية في الشهوات والملذات بطرق غير سوية وغير أخلاقية كي يلازموا غرف النوم طول الوقت يستمتعون ويتناسلون فقط!، لا عمل ولا إنتاج حقيقى يقومون به، لتزداد الأمة الإسلامية والعربية وهنًا، وتبقى طويلًا في ذيل الأمم ونظل نحن العرب أضحوكة العالم أجمع لا نرى تقدمًا أو نهضة أبدًا في أي مجال!!.. لا تتعجب عندما تعلم أن تجارة المنشطات الجنسية تحتل المرتبة الثانية بعد تجارة السلاح في العالم العربي، بفضل الإعلانات العشوائية التى تحفل بها القنوات الفضائية المختلفة – خاصة قنوات الغناء والرقص الشرقي الداعر - إضافة إلى اليافطات واللافتات المعلنة عن هذه المنشطات التى تمتلئ بها الشوارع بجوار الصيدليات!، والأدهى من ذلك ما نشاهده هذه الأيام في مصر من افتراش مجموعة من البائعين البسطاء لأرصفة بعض الميادين والشوارع الرئيسة ليروجوا ويبيعوا بعشوائية هذه المنشطات دون مساءلة أو حساب من جانب الحكومة!!.. الأمر الذي أدى إلى تزايد تناول المنشطات الجنسية بدون وصفات طبية أو دواعي مرضية حقيقية تدفع لاستخدامها!.. إذ يندفع الكثيرون - خاصة الشباب الأصحاء - لشراء هذه المنشطات غير عابئين بشكلها وحجمها أو ثمنها ومكوناتها ومصدر صناعتها، وإنما مهتمون فقط بتأثيرها وقدرتها السحرية على تحقيق رغباتهم الجنسية كما يتوهمون خطأً!!.. ويرجع ذلك الإقبال الجنوني إلى الفضول وحب التجربة أو نتيجة لإصابتهم بالهوس الجنسي والخوف من فتور الأداء الجنسي أو رغبة في إظهار فحولة زائدة!!.. لا شك أن لأي عقار أو صنع دوائي أعراضًا ومضاعفات - إذا كان استخدامه تحت إشراف الطبيب - فما بالنا بعقاقير وأصناف يتم تناولها بدون وصفات وأعراضها ومضاعفاتها كبيرة!.. وما زالت الأبحاث الطبية والدراسات تفاجئنا كل يوم بأضرار وأخطار جديدة يتم اكتشافها نتيجة تناول المنشطات الجنسية الكيميائية.. وآخر ما توصلت إليه هذه الأبحاث أن استعمال هذه العقاقير لمدة طويلة يؤدي في نهاية المطاف إلى تأثير عكسي تمامًا.. أي أن من يتعودون على هذه المنشطات يصلون بعد فترة طويلة إلى عجز جنسي تام لا تنفع معه هذه العقاقير حتى وإن تم مضاعفة استخدامها.. هذا إذا كُتب أو قُدر لمستخدم المنشطات الجنسية أن ينجو من الأضرار والأخطار الأخرى لتناولها.. فعلى سبيل المثال أكدت الدراسات الطبية أن تناول المنشطات الجنسية من قبل أشخاص أصحاء تمامًا يؤدي إلى إصابتهم بالتشنجات العصبية واختلال في ضربات القلب وإحمرار الوجه ونقص في عدد الحيوانات المنوية.. وقد ينتج عنها العقم بعد فترة قصيرة، فيما أكدت الأبحاث أنها تؤدي إلى تدهور الحالة الصحية أكثر فأكثر لمن يعانون من أي مشاكل صحية قد تكون بسيطة لكن إدمان المنشطات يؤدي إلى استفحال هذه المشاكل.. وكانت إدارة الغذاء والأدوية الأمريكية قد كشفت قبل فترة عن إصابة (500) شخص ب"العمى" نتيجة استخدام المنشطات الجنسية.. حيث وُجد أن هؤلاء كان لديهم أصلًا مشاكل في الإبصار، ومع تناولهم للمنشطات أصيبوا بالعمى.. وكذلك نشرت نفس الإدارة نتائج عن إصابة (29) شخصًا آخرين بفقدان مفاجئ للسمع في أعقاب تناولهم لعقار جنسي. وفي جامعة الينوي في شيكاغو توصل فريق من العلماء خلال دراسة أجروها حول المنشطات الجنسية إلى أن أغلب المنشطات تسبب الإصابة بجلطات الدم والسكتات الدماغية لدى بعض الرجال.. وأخطر ما توصلت إليه وحذرت منه هو أن مدمني عقاقير المنشطات الجنسية معرضون أكثر من غيرهم للذبحات الصدرية والوفاة المبكرة، ويصابون كذلك بضعف مقاومة أجسامهم للأمراض المختلفة. بدأت كثير من الهيئات الرقابية في الدول الكبرى مراجعة سياساتها فيما يخص هذه المنشطات.. فقد حذرت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية من مخاطر وأضرار شيوع استخدامها.. ومنذ عدة أشهر أكدت وزيرة الصحة الألمانية أن وزارتها بصدد مراجعة الخطوط العريضة لاستخدام عقاقير المنشطات الجنسية بعد صدور تقارير تشير إلى مخاطر تتمثل في حصول بعض الأشخاص عليها وتناولها دون وصفات طبية، أما في بلادنا فلا توجد رقابة حكومية على بيعها مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لدى من يستخدمها خصوصًا المصابين بالضغط وأمراض القلب.. فمعظم الصيادلة في العالم العربي – إلا من رحم ربي - يقومون ببيع المنشطات الجنسية بشكل عشوائي وبدون روشتة طبية، فلا هم لهم سوى مزيد من الربح والكسب، ولهذا يعتبرون مخالفين للقانون ويرتكبون بفعلهم هذا جريمة ضد البشر وينبغي معاقبتهم على ذلك. لم تقتصر أضرار ومخاطر المنشطات الجنسية على الجانب الصحي في حياة مستخدميها بل تعدت لتشمل الجانب الاجتماعي وتهديد الاستقرار الأسري للعديد من البيوت.. فقد تزايد معدل الخلافات الزوجية خلال الفترة الأخيرة بسبب استخدام العديد من الأزواج للمنشطات الجنسية لدرجة وصلت معها إلى حد الطلاق أو الخلع بسبب نفور الكثير من الزوجات من أزواجهن لإصابتهم بعنف وهستيريا جنسية حولت العلاقة الزوجية الحميمة إلى اغتصاب وقهر جنسي لا يمكن تحمله!. اللهم أصلح أحوال شعوب الأمة الإسلامية والعربية، واكفهم شر أنفسهم وشر أعدائهم أينما كانوا، وأشغلهم وألهِهم بما ينفع ويفيد ويأتي بالخير والصلاح، أنت ولي ذلك والقادر عليه. [email protected]