كثيرة هي الأسباب التي دعت ملايين المعتصمين من أبناء الشعب العراقي في سامراء والأنبار والموصل وغيرها من المدن العراقية الاستمرار والصبر على ذلك وانضم إليهم بعض الطوائف من إخوانهم الأكراد بالإضافة إلى التيار الصدري بزعامة المرجع الشيعي مقتدى الصدر وذلك احتجاجًا على سياسات الحكومة العراقية الحالية والطائفية بامتياز بزعامة رئيسها "نوري المالكي" وعلى الفساد الذي استشرى في جميع ربوعها من الفساد المالي والإداري والمحسوبية والرشاوى والطائفية البغيضة الضيقة لأبعد الحدود وكذلك الظلم البين لكافة الطوائف عدا فصيله وأبناء مذهبه حتى وصل إلى إصدار أحكام بالإعدام بحق بعض العراقيين بلا محاكمات أحيانًا وبمحاكمات صورية للغاية في أحيان أخرى ووصل الفساد والعفن السياسي إلى مكتب المالكي نفسه. جاء الربيع العراقي في وقت شديد الحساسية من عمر الثورة السورية ليكشف بوضوح للعالم أجمع أن المالكي ورفاقه ليس لديهم برنامج تنموى للعراق وأهله وإنما هم يد يحركها ملالي طهران للإجهاز على الثورة السورية وذلك بإمداد عصابة الأسد بالبترول والسلاح وبمساعدتهم معنويًا بتيسير عبور المعونات الإيرانية عبر طرق العراق الشعبي والمؤيد للثورة السورية تمامًا ومن أول يوم. هذا المالكي الطائفي البغيض والذي كان يعمل بائعًا لملابس النساء في شوارع بغداد قبل أن يعمل مع المخابرات الإيرانية وينضم إلى قطار البائعين لوطنهم لصالح الأسد الأب ثم جاء على ظهر دبابات الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003، وبالإضافة إلى فساد المالكي وحكومته الفاشلة وسيرته المليئة بالتواطؤ والطائفية المتعصبة لأبعد الحدود، فقد خرجت ملايين العراقيين من العشائر والطوائف كافة رفضًا للاعتقالات التعسفية التي تقوم بها ميليشيات المالكي وأتباعه والتي شملت أبناء العراق من رجاله ونسائه، وفي تقرير خطير وصل مؤخرًا إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي نسخة منه يشير إلى أن من بين كل عشر نساء معتقلات يتم اغتصاب أربع منهن في انتهاك صارخ لكل قيم الإنسانية وحرق لمعنى الرجولة واغتصابٍ لكافة حقوق الإنسان في الأعراف الدولية كافة في العالم أجمع. وليس الفساد الظاهر والاعتقال الظالم فقط هما من أخرج العراقيين عن صمتهم وزج بهم إلى الساحات والميادين بل هناك ثمة أسباب أخرى لا تقل في أهميتها عن سابقاتها من أهمها تلك السيطرة الواضحة لحزب "الدعوة الشيعي" الطائفي والتابع للمالكي لكل مفاصل الدولة من الوزارات والمحافظات والبلديات، حتى أن أكثر المحافظات السنية الأنبار والموصل واللتان يبلغ عدد السنة فيهما سبعين بالمائة ليس من بين قياداتها الأمنية أو الإدارية سنيُ واحد وكذلك الحال في المحافظات العراقية كافة والتي يبلغ عدد السنة فيها ستين بالمائة أو أقل قليلًا هذا الواقع الأليم يقول عنه المتابعون إنه احتلال شيعي لكل مراكز صنع القرار في العراق. بل إن الأخطر من ذلك والأدهى والأمر تلك السيطرة الطائفية لحزب الدعوة المالكي للجيش العراقي حيث إن من بين سبعة عشر قائدًا للفرق العسكرية يوجد خمسة عشر شيعيًا وواحد كردي والأخير سني تشيع قبل أيام وأعلن هو بنفسه ذلك على الملأ. إنه حقُ للعراقيين الشرفاء ولكل محبي بلاد الرافدين التاريخية العظيمة أن يثوروا رفعًا للظلم ودفعًا لما وقع عليهم من ظلم وبلاء وحتى لا تصير بلادهم الحبيبة إلى المصير المجهول والمحفوف بالمخاطر الذي يريد المالكي وقائمته وحكومته الذهاب بهم إلى هذا المنحدر الخطير والقائم على الطائفية وبغض الآخر، وعلى العقلاء من أبناء الطوائف الشيعية أن يحكموا العقل والمصلحة الوطنية على أي حسابات طائفية ضيقة، فاللّهم انصر أهل العراق وطهر بلادهم من كل من يريد بهم سوءًا ورده خائبًا خاسرًا يا رب العالمين. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]