ظهرت تسريبات أكدت أن إقصاء وزير الداخلية فى مصر قبل أيام يعود إلى ستة أسباب ما يهمنا منها سبب رياضى خطير هو تقديمه 'بشجاعة تحسب لصالحه' موافقة كتابية إلى اتحاد كرة القدم على عودة الدورى المتوقف منذ عام كامل، وموافقته على تحمل الأمن مسئولية المباريات وحماية المشاركين فيها سواء اللاعبين أو المدربين أو الحكام، وهو ما قوبل بالترحيب والارتياح فى الشارع الرياضى المصرى للتخلص من حالة الجمود واقتراب الأندية واللاعبين من درجة الإفلاس وإلغاء الأنشطة الرياضية. التسريبات ظهرت عقب تعيين وزير جديد بديل للداخلية وهو ما يشير بوضوح إلى عدم رضا الدولة عن عودة كرة القدم فى محاولة لاجتذاب تأييد طائفة المشجعين الألتراس الذين تحولوا إلى طرف مهم فى المنظومة الرياضية وتأثيرهم السياسى واضح للجميع، يحدث ذلك فى مصر بينما جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولى يغض البصر ويغلق عقله أمام ما تتعرض له الكرة المصرية من تنكيل وتدمير بفعل فاعل، ولم يتعرض فى تصريحاته السخية التى أدلى بها فى المنامة خلال افتتاح خليجى 21 أو فى دبى عندما شهد حفل تكريم الفائزين فى جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضى إلى ما يحدث عندنا، والمحزن أن بلاتر دافع عن حق الإنسان فى ممارسة الرياضة وخص بالذكر إشادته باستمرار المباريات والمسابقات فى مناطق حافلة بالتوترات السياسية والعرقية مثل العراق وأفغانستان واليمن وتونس، وهى دول تعيش ويلات صراعات دامية بين طوائفها دون أن يؤثر ذلك على حق الشباب فى ممارسة الرياضة وإقامة المباريات والبطولات، ونسى الرجل ما يحدث فى مصر الدولة الرائدة عربيا وإفريقيا فى ميدان الرياضة وما تتعرض له كرة القدم من تخريب متعمد. أتابع منافسات خليجى 21 من القاهرة عبر الفضائيات مستمتعًا بطرح القضايا الرياضية الخلافية ومشاهدة المباريات وتحليل تفاصيلها الفنية، وهى متعة افتقدناها منذ توقف النشاط الرياضى قسرا فى أعقاب الحادث الدامى الكارثى الذى وقع فى استاد بورسعيد يوم أول فبراير من العام الماضى، فالرياضة عندنا تحولت إلى رياضة على الهواء بلا مزاق وتدور حول الأمنيات والتمنيات والمشاكل المستعرة داخل الأندية بعد انقطاع الموارد من التسويق وحقوق البث الفضائى، وبسبب الظلام الدامس فى الملاعب المصرية تحول المنتخب إلى حياة الاغتراب برحلاته المتكررة ومعسكراته الخارجية حتى إننا نطلق عليه الفريق {المهاجر}، لعدم رغبة الدولة فى عودة الحياة الرياضية، ولم تستجب إلا خوفا من عقوبات دولية عندما سمحت بحضور الجماهير لمباراة الأهلى مع الترجى التونسى وكانت مرة ولم تتكرر. كنت أتصور أن بلاتر سيشير للحالة البائسة التى تعيشها الكرة المصرية وانتظرت خلال أحاديثه للحشود الإعلامية المحيطة به فى البحرين ودبى ويعلن رفضه تجميد المسابقات دون مبرر مقنع لكنه تجاهل الحالة رغم أن الاتحاد الدولى فى تصورى الشخصى قادر على إجبار الدولة إذا لوح بعقوبات تجميد ومقاطعة للرياضة المصرية إذا استمر هذا الوضع المؤسف، وبلاتر كان أول من أدان حادث استاد بورسعيد ويدرك حجم الفاجعة لكن يبدو أنه نسى أو تناسى، أقولها بكل أسى. على الهامش لم أصدق أن الاتحاد السعودى لكرة القدم يعتزم التصويت لصالح المرشح الصينى جواهو زيانج فى انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوى بعد أسابيع وتجاهل عن عمد المرشحين الإماراتى يوسف السركال والبحرينى الشيخ سلمان آل خليفة، ولا أتصور أن رئيس الاتحاد السعودى أحمد عيد الذى دخل التاريخ بوصفه أول رئيس منتخب للاتحاد يقرر ذلك بدعوى البحث عن مصالح الكرة السعودية فى الصين. إذا صدق هذا التوجه فقل "على العروبة السلام".