تعرضت قرى الصعايدة ومسرة والخالدية التابعين لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، للغرق بسبب ارتفاع منسوب مياه بحيرة قارون فى فصل الشتاء عن معدله الطبيعي، مما يهدد بانهيار المنازل على المواطنين البسطاء، خاصة أنها عبارة عن منازل صغيرة، مشيدة من حوائط بالطوب الأبيض يعلوها عرائش من جريد النخل والعروق، كما يسكنها عدد كبير من الأسر، التى تعد تحت خط الفقر أو معدومى الدخل، الذين لا ملجأ لهم غيرها. وبالرغم من هذه المعيشة الصعبة التى يرضى الأهالى بها؛ لكن أحيانا تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فارتفع منسوب مياه البحيرة، جاء ليعكر صفو الضعفاء، مما أدى لاضطرار عدد من الأهالى للنوم فى الشارع بعد أن غمرت المياه كل شيء يستعملونه داخل منازلهم. وهم يصرخون ويستغيثون من برد الشتاء القارص. انتقلت "المصريون" إلى أرض الواقع داخل هذه القرى للتعرف على أبعاد الكارثة الحقيقية. فى البداية يصرخ أحمد زغلول "40 سنة عامل" ويقول " أنا من قرية معسرة التابعة لعمدية الصعايدة مركز يوسف الصديق، أعمل باليومية لأجد قوت أسرتى وأعول 7 أولاد وزوجتى مصابة بجلطة وتأخذ الكثير العلاج الذى لأجد ثمنه أحيانًا إلا بمساعدة أهل الخير من القادرين". وأضاف أن المياه أغرقت منزلى الذى تبلغ مساحته غرفتين وصالة وأتلفت أثاثه، وأنام حاليًا خارج المنزل ولا أجد أى مأوى لى سوى الشارع. وتابع: طرقنا كثير من الأبواب بداية من رئيس القرية ومجلس المدينة مرورا بأعضاء مجلس الشعب السابقين والشورى، لإيجاد حل للمشكلة لكن دون جدوى. و طالب سعيد عبد السلام 50 سنة - صياد - المسئولين وذوى القلوب الرحيمة بإنقاذه وأولاده من الغرق، مؤكدًا أنه قام بردم حجرة من منزله لأكثر من منتصفها حتى يقيم بها بعدما غمرتها مياه البحيرة، مشيرًا إلى أنه ليس لديه بديلاً للمعيشة ولا يريد التطفل على أحد، خاصة أن زوجته مريضة بالتهاب على الصدر. وأضافت زوجته "إيمان أحمد عبد الباقى 40 سنة " "مش حرام على المسئولين أن يتركونا فى هذا العذاب والهلاك الذى يدمر صحتنا ويجلب لنا الأمراض المعدية، مضيفة أن المؤسسات الخيرية والمسئولين لم يتدخلوا لحل المشكلة. وأوضح "صلاح محمد عبد الجواد "44 سنة " عامل ": أن أسرته مكونة من 8 أفراد، وأنهم استيقظوا من النوم بعدما شعروا ببرودة شديدة، مشيرا إلى أنهم عندما نظروا حولهم وجدوا المياه تغمر حجرات المنزل. وتابع: لولا استيقاظنا لماتت الأطفال غرقا، مشيرًا إلى أن أمهم أسرعت بهم مهرولة إلى الشارع خوفا عليهم من الموت غرقا "0 كما التقت "المصريون" الشيخ على بيومى إمام وخطيب مسجد والذى قال: "للأسف مياه البحيرة غمرت المسجد وحاصرته من كل مكان هو والمنازل المجاورة له. وأشار إلى أن شدة الملوحة بالمياه وانتشارها بجدران المسجد أدت إلى انهيار الأجزاء الخارجية للمسجد نظرًا لأن القرية تقع على بعد أمتار قليلة من البحيرة التى تزداد سنويًا. وأوضح أن الأهالى لا يستطيعون دخول المسجد لتأدية فرض الله، موضحًا أن قرية "المعسرة" يبلغ عدد المنازل بها مائة منزل، أغرقت المياه معظمها. وأشار إلى أن المحافظة قامت بتوفير ماكينة رفع لسحب المياه وإلقائها فى مصرف على أطراف القرية منوها إلى أن الماكينة تحتاج مصاريف يومية 100 جنيه لتشغيلها لأنها تعمل بالسولار. وأضاف "بيومي" إن الأهالى كانوا يقومون بجمع هذا المبلغ من أموالهم، حتى لا تغرق منازلهم، وأن ظروفهم المالية الآن لا تسمح بذلك لأن معظمهم يعمل ما بين الزراعة وصيد الأسماك من بحيرة قارون، التى حدث انخفاض فى إنتاجها من الأسماك فأصبحوا بدون عمل. وناشد الأهالى المهندس أحمد على محافظ الفيوم بتوفير ماكينة رفع تعمل بموتور كهربائى بدلاً من الماكينة الحالية التى تعمل بالسولار، بالإضافة لصرف تعويضات لهم على محتويات منازلهم التى انهارت بسبب غمر المياه لها.