انزلق الإعلامى باسم يوسف مقدم برنامج "البرنامج" الذى يذاع على قناة ال cbc إلى مستنقع السطحية والتفاهة وأصبح برنامجه ينضح بكم هائل من الإيحاءات الجنسية الفاضحة والألفاظ البذيئة والمشاهد الجارحة. وما يعنينا هنا ليس الاعتراض على النقد الكوميدى الساخر، فمثل هذه النوعية من البرامج تحقق أعلى نسبة مشاهدة ليس فى مصر وحدها، بل فى العالم كله، لأنها تبتعد عن القوالب النقدية الجافة وهى مستساغة ومهضومة لدى قطاع كبير من المشاهدين.. ولكن اعتراضنا ينصب على أسلوب وطريقة هذا النقد واستخدام الإيحاءات الجنسية بكثافة فى البرنامج حتى كاد يتحول من برنامج سياسى ساخر كان ينتظره الجميع إلى برنامج جنسى يخدش حياء الأسرة. المصريون متشوقون بل شغوفون بمتابعة مثل هذا النوع من البرامج التى يفترض أن تكون هادفة بشرط: ألا تخالف القيم والمبادئ الإسلامية وأعراف وتقاليد المجتمع الشرقى المحافظ، فما يمكن أن يعرض على المشاهدين فى بلد مثل أمريكا لا يمكن عرضه فى بلد شرقى محافظ مثل مصر.. دعونا نتفق أن أى شخص ليس منزهًا عن النقد حتى رئيس الدولة نفسه، لكن هناك فرق كبير بين النقد والتجريح، بين الكوميديا الهادفة والتشويه المتعمد.. فهل استخدام الألفاظ الجنسية والملابس الداخلية تدخل فى نطاق النقد الهادف!!.. هل السخرية المبتذلة وإهانة رمز الدولة ورئيسها على مرأى ومسمع من العالم وتوجيه الإهانات الشخصية للرئيس ووصفه بأوصاف لا يقبلها شخص عادى على نفسه تعد من قبيل النقد البناء!! التجريح مرفوض، والنقد الموضوعى مقبول على الجميع وبلا استثناء طالما أنه نقد محترم بناء يهدف إلى كشف الفساد وإظهار أماكن الخلل والذى بات منتشرًا فى كل مفاصل الدولة المصرية.. كلنا يدرك أن الشعب المصرى عاش لعقود فى ظل نظام قمعى يكبت الحريات ويمنع حرية الرأى والتعبير إلى أن جاءت ثورة الخامس والعشرين من يناير لتعيد للشعب حريته والتعبير عن نفسه بكل الوسائل الممكنة بدون خوف من بطش أو اعتقال.. لكن هل الحرية تعنى الفوضى والسب والقذف والتجريح بسبب وبدون سبب لإظهار بطولات وهمية زائفة!!.. هل الحرية تعنى انتهاك الحرمات الخاصة ورمى الناس بالباطل!! ..العاقل يتفق على أن حرية التعبير مكفولة للجميع لكن بضوابط ودون الخروج عن الآداب العامة.. قد يقول قائل إن حرية التعبير ليس لها سقف وأن الإبداع ليس له قيود حتى ولو تصادم ذلك مع القيم الدينية والأخلاقية، وهذا بكل تأكيد رأى بعيد عن الجادة والصواب فما فعلته علياء المهدى على سبيل المثال لا الحصر واحتجاجها عارية كما ولدتها أمها بالسويد على الدستور المصرى، هل يمكن أن ندخله فى باب حرية الرأى والتعبير؟!.. لا يمكن لعاقل أو إنسان مسلمًا كان أم مسيحيًا أن يؤيد مثل هذه التصرفات الحمقاء. .. إن كل مصرى شريف يرفض الأسلوب الرخيص الذى يستخدمه باسم يوسف فى نقد الرئيس وتعمده بتر أجزاء من كلماته وخطبه فى المناسبات المختلفة ووضعها فى سياقها غير الطبيعى ناهيك عن تعمده إظهار الرئيس فى صورة الدرويش المنفصم عن واقع الشعب المصرى وآماله وآلامه والسخرية من صلاة الرئيس وكأنها أصبحت جرمًا كبيرًا لا يجوز للرئيس الاقتراب منه، مدعيًا زورًا وبهتانًا أنها تتكلف ملايين الجنيهات مرددا ومستدلا بالأبواق الإعلامية الفاسدة التى تدور فى فلك النظام القديم والتى تنعق آناء الليل وأطراف النهار مسبحة بحمد أسيادها وأولياء نعمتها فى وقت لم يجرؤ فيه أحد ممن يطلق عليهم مرتزقة الإعلام أن يتفوه ولو بكلمة واحدة والرئيس السابق يقيم الحفلات المخملية الصاخبة التى تتكلف الملايين من الجنيهات والتى كانوا يهرولون للمشاركة فيها ونيل شرف الحصول على إيماءة رضا من الرئيس المخلوع. إن ما يفعله باسم يوسف ليس من الأمانة الإعلامية فى شىء، بل يصب فى خانة التوجهات السياسية للقناة الفضائية التى يعمل بها والتى تعمل على تشويه صورة الرئيس ليل نهار، والجميع يعرف من هو صاحب القناة وصلته بالنظام القديم!! وقد حاول باسم يوسف ببراعة أن يخدع ويضلل المشاهدين من خلال حلقة يتيمة استهل بها برنامجه وجه فيها بعض الانتقادات المتفق عليها سلفا مع صاحب القناة لقناةCBC وبعض مذيعيها، ولم يستطع حتى هذه اللحظة رغما عن أنفه وإرضاء لأسياده وأولياء نعمته الذين يملأون جيوبه بالمال أن ينتقد ما تنشره هذه القناة وشقيقاتها من فتن فى الشارع المصرى وما تبثه من أحقاد فى نفوس كل المصريين من خلال تسخينها للأجواء بمناسبة وبدون مناسبة فى وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى توحيد الصفوف ونبذ بذور الفتنة والتفرق ومواجهة الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تمر بها مصر. .. إذا كان باسم كما يقول متوازنًا فليقى الضوء على مثل هذه الممارسات الإعلامية الهدامة وهى بالمناسبة تحتاج فى معالجتها إلى أكثر من حلقة.. فأين هو من هذا كله! يبدو أن باسم يوسف الذى يملأ جيوبه بمئات الآلاف من الجنيهات من قنوات الفلول كما سماها هو شخصيًا قد باع ضميره ورماه فى أقرب سلة للمهملات!! إن محاولة باسم بإظهار نفسه فى صورة الإعلامى المحايد المتوازن إعلاميًا وتمرير هذا الانطباع للجمهور من خلال بعض الإشارات الساخرة الخاطفة التى تنتقد مذيعى CBC والتى تمر مرور الكرام ولا يشعر بها أحد، حيلة مفضوحة مكشوفة لن تنطلى على أحد. أين انتقاد باسم يوسف لقادة من يسمون أنفسهم جبهة الإنقاذ الذين أرادوا جر مصر إلى ويلات حرب أهلية كانت ستأكل معها الأخضر واليابس بحجة التظاهر السلمى والتعبير عن الرأى.. أين انتقاده لمن أساءوا لاسم مصر فى الداخل والخارج بهدف العمل على تلطيخ سمعة الرئيس ومحاولة القفز عنوة على كرسى الحكم وهم يتشدقون ليل نهار بالحرية والديمقراطية!! أين هو من كل هذه الممارسات الفاضحة!! إن كل ما أخشاه أن يكون باسم يوسف قد وقع فى الفخ وأنه قد استخدم من قبل فلول النظام القديم فى لعبة سياسية قذرة، وإننى أربأ به أن يكون طرفاً فى هذا الصراع السياسى أو أن يكون أداة طيعة فى يد طغمة فاسدة ظالمة تريد العودة بنا مرة أخرى إلى عهد الاستبداد.. ..على باسم أن يعود إلى رشده وأن يكون أميناً مع نفسه، متوازنا فى طرحه الإعلامى الساخر وإلا فإن الجمهور الذى أحبه واحترمه سوف يلفظه بأسرع مما يتصور. [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]