تتجه مصر بقوة لاستغلال أكبر قدر من الأراضى السودانية فى الزراعة من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح رغم الضغوط الأمريكية وتحقيق تكامل تجارى بين الدولتين حيث بدأت مصر باستئجار مزارع تجريبية بعشرات الآلاف من الأفدنة منذ أيام فى إطار خطة توسعية كبيرة تصل لاستئجار 2 مليون فدان رغم وجود بعض المعوقات. وفى هذا الإطار، قال الأمين العام لحزب الحرية والعدالة بأسوان محمد عبدالفتاح إن التكامل مع السودان كان حلمًا قديمًا، وكان النظام السابق بضغط من الخارج يقف عائقاً أمام تحقيق هذا الحلم، وهو ما يسعى الدكتور محمد مرسى لتحقيقه، مفيداً بأن الأراضى الشاسعة للسودان تحتاج فقط عمالة لتزرعها فالسودان تعتبر سلة الغذاء العربي. وأوضح عبد الفتاح أن الدكتور محمد مرسى يسعى لتحقيق تكامل زراعى وتجارى بين مصر والسودان مثلما كان فى الماضى حيث كانت التجارة تمر بين البلدين عن طريق البطاقة الشخصية وكل العوامل متوافرة. وكشف عبد الفتاح أن مرسى وزع آلاف الأفدنة فى بنى سويف وبعض المدن المصرية وأيضاً توقيع بروتوكول للزراعة فى السودان من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح، مشيراً إلى أن الضغوط الأمريكية لن تجدى مع شخص له شعبية فى الأرض وتقف خلفه إرادة شعبية كبيرة. وشدد على أن تحقيق الاكتفاء من الغذاء خاصة القمح سيؤثر على القرار السيادى فى مصر مطالباً الدول العربية التكاتف من أجل هذا الهدف عوضاً عن افتعال الأزمات. وفى نفس السياق، كشف الدكتور عادل عامر، رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية، عن أن البروتوكول الذى عقده الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء يأتى ضمن خطة كبيرة تهدف لها مصر لتحقيق اكتفاء ذاتى للقمح من خلال السودان، موضحاً أن الأراضى التى تزرع فى مصر هى 6.4 مليون فدان منها 2.2 مليون فدان تزرع قمحاً ومصر فى حاجة ل2 مليون فدان أخرى لتحقيق الاكتفاء من القمح وهو ما ستوفره من خلال السودان، خاصة أن السودان بها نصف مليار فدان قابلة للزراعة ذات خصوبة ولكنها غير مستغلة. وأشار إلى أن الأراضى التى استأجرتها مصر من السودان منذ أيام تأتى كدفعة أولى، موضحاً أن إيجار الفدان يبلغ نصف مليون جنيه والسودان سوف تكون شريكاً فى الأرباح لأنها تميل للمرابحة والمتجارة. وبين عامر أن مصر تستخدم عمالة سودانية حتى الآن ولكن هناك اتجاهًا لإسناد هذه الأراضى لشركات زراعية مصرية من أجل إدارتها والاستعانة بالعمالة المصرية، مشيرًا إلى أن الضغوط الأمريكية لعدم تحقيق مصر للاكتفاء الذاتى من القمح كانت زوبعة من النظام السابق لتقديم فروض الطاعة لأمريكا، موضحاً أنها من أعمال السيادة. من جانب آخر، قال الدكتور هانى رسلان، المتخصص فى الشئون السودانية، إن مصر استأجرت مزرعة تجريبية فى شمال السودان فى الولاية الشمالية بمساحة أربعة آلاف فدان وتم الاتفاق على عشرة آلاف فدان فى منطقة الجزيرة كتجربة يمكن تعميمها. وأوضح رسلان أن هناك مجموعة من العوائق تواجه مصر للتوسع فى استغلال الأراضى السودانية ومنها إقامة بنية تحتية للسودان وسكن للعمال ومصادر للطاقة بالإضافة لتوفير المياه، مشيراً إلى أنها من الأمور الخلافية فالسودان وصلت لسقف الحصة المخصصة لها من دول حوض النيل وفقاً للاتفاقية والخلاف حول هل ستروى هذه الأراضى من حصة مصر أم السودان من المياه.