يثير عدم استجابة المدخنين لحملات التوعية ضد أضراره، والتي وصلت حتى علب السجائر نفسها والتي تم وضع صور بشعة عليها تثير اشمئزاز وخوف أي فرد عادي، منها صورة لرجل مصابة بغرغرينا القدم وأخرى لإصابة بسرطان الفم، إلا أنها لا تترك تأثيرا يذكر على المدخنين أنفسهم، بينما تبذل محاولات كثيرة في اتجاه حمايتهم من هذه العادة الضارة إلا أنهم يزيدون إصرارا عليها، وهي الظاهرة التي دفعتنا لاستفسار من المتخصصين حولها. وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور حسام الدين عزب، أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس ومدير مركز الإرشاد النفسي سابقا، أن الاستجابة لحملات التوعية ضد مخاطر التدخين تختلف من شخص لآخر حسب ظروفه وخصائص حالته واستعداده النفسي للإقلاع عن هذه العادة. وبين د. حسام الدين ل"المصريون" أن تعامل المدخنين مع السجائر ينقسم لثلاثة مراحل، المرحلة الأولى هي المدخن العادي، والثاني هو العادة السلوكية الخاطئة ثم المستوى الأخير الذي يتمثل في الإدمان، مؤكدا أن المدخنين في المرحلة الأولى والثانية يكونون على استعداد للتخلص من هذه العادة، لكنه من الصعوبة تخلي المدمن عنها لارتباطه الشديد بالتدخين وهو ما يحتاج لتأهيل نفسي وعلاج سيكولوجي وكيميائي لخروجه من دائرته. وأضاف أن المدخن في المرحلة الأولى والثانية يمكن التعامل معه إعلاميا وتوجيهه من خلال الأفلام الوثائقية والبرامج أو الاحتفال باليوم العالمي للإقلاع عن التدخين، مؤكدا على ضرورة التوعية المستمرة اليومية لمخاطر هذه العادة على المدخن والمحيطين به، حتى تحدث تأثيرا واضحا. وكشف عزب أن الصور البشعة التي تضعها شركات السجائر على العلب الخاصة بها لا تخرج عن كونها محاولة للتنصل من مسئوليتها عن جريمة التدخين وما ينشأ عنها من أضرار سواء للمدخن أو المحيطين به، مؤكدا أنها الطرف الأساسي في جريمة قد تصل لحد قتل النفس. وأشار إلى أن الدول الأوروبية وأمريكا نجحت في القضاء بشكل كبير على عادة التدخين حيث يوجد بهذه الدول وعي كبير بحقوق الإنسان، وبالتالي قام العديد من الأشخاص ممن وقع عليهم ضرر التدخين برفع دعاوى قضائية ضد هذه الشركات مما جعلها توشك على الإفلاس، وبالتالي فالعادة تنسحب تدريجيا من هذه المجتمعات، بينما توجه هذه الشركات سمومها للشرق الذي يغفل المواطنين فيه عن حقوقهم.