أكد الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، أن الشعب المصري متديِّن بطبعه، و"لا يوجد به ملاحدة"، مناشدًا أطياف المجتمع المصري للوقوف صفًّا واحدًا حتى تخرج مصر من أزمتها. جاء ذلك خلال استقبال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر له الأحد بمقر مشيخة الأزهر، في لقاء استمر أكثر من ساعتين، ناقشا خلاله دور الأزهر الشريف بمختلف هيئاته ومؤسساته وعلى رأسها هيئة كبار العلماء بتشكيلها الجديد. وجاءت زيارة القرضاوي عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر لشيخ الأزهر بعد يومين من إلقاء خطبته الجمعة بالجامع الأزهر للمرة الثانية في تاريخه، وقيادته لمظاهرة تضامنية مع الشعب السوري. وقال القرضاوي إن "الشعب المصري متدين بطبعه، ولا يوجد به ملاحدة؛ مما يتطلب أن نأخذ الناس بالرفق واللين والبعد عن الغلو والتطرف ومنطق التكفير، وطالب الجميع أن يتحلوا بأدب الخلاف ولباقة اللسان". وناشد القرضاوي أطياف المجتمع المصري للوقوف صفًّا واحدًا حتى تخرج مصر من أزمتها، مشيدًا بدور الأزهر في لم شمل كافة أطياف القوى الوطنية والسياسية، التي أثمرت عن العديد من وثائق الأزهر التاريخية، التي حظيت بتأييد جميع القوى والتيارات السياسية، مما جعله بيتًا للوطنية ومعبرًا عن ضمير الأمة؛ وهو ما يُلقي على كاهله مسئوليات جسامًا وأدوارًا ضرورية ينبغي أن يضطلع بها في المرحلة القادمة؛ باعتباره منبرًا للوسطية والاعتدال. وقال إن زيارته تأتي ليشد من أزر شيخ الأزهر ويشكره على الدور الكبير الذي يقوم به، ورعايته للمصالحة الوطنية لكافة أطياف المجتمع. من جانبه، أكد الطيب أن الأزهر يشهد حاليًّا أكبر عملية تطوير وإصلاح على مدار تاريخه، وخاصة في مجال التعليم وتطوير المناهج، وعودته القوية إلى كتب التراث التي سار عليها طوال عهوده؛ مما هيَّأه لقيادة الأمة لعهود طويلة من خلال علمائه في مختلف العلوم الشرعية واللغوية وعلوم الطبيعة والفلك؛ فكان المدرسة العلمية الكبرى لكل طالب علم شرقًا وغربًا؛ مما يدعونا إلى إصلاح المدرس باعتباره حجر الزاوية في العملية التعليمية.