كذب.. افتراء.. تشويه للحقائق وقلب للموازين.. سفالة أنيقة وغطرسة واستعلاء واحتكار لفهم وإدراك كافة الأمور فى جميع المجالات.. هذه وأكثر مجموعة من مهام النكبة الحقيقية المعروفة خطأً ب"النخبة السياسية المثقفة" التى أراها السبب المباشر والرئيسى فى كل ما عانته وتعانيه مصر من أزمات على كافة الأصعدة هذه الأيام!، تلك "النكبة" التى جعلتها الأنظمة السابقة واصية على الشعب المصرى وكأنه لم ولن يبلغ سن الرشد، فأنزلتها منازل لا تستحقها، ومنحتها فرصًا كبيرة الشأن وعظيمة الأثر رغم أن غالبية أفرادها غير أهل لذلك!!.. كما بالغت فى احتضانها وتدليلها وفرضها على الشعب ليل نهار من خلال المؤتمرات والندوات ووسائل الإعلام المختلفة، حيث مكنتها من احتكار غالبية المساحات فى الصحف والبرامج التليفزيونية والإذاعية لتنفيذ أجندات معينة وتصفية الحسابات وترويج الأكاذيب والشائعات لصالح أسيادهم وأولياء نعمتهم فى الداخل والخارج وكله بثمنه!!.. تتعمد هذه "النكبة" المدمرة الحديث دائمًا باسمنا دون توكيل أو تفويض من أى منا وكأن أحدًا لا يفهم ولا يدرك فى البلد سواها!!.. فعدد أفرادها لا يتجاوز العشرات، تبدو الأناقة المزيفة على مظاهرهم الخارجية لكن الكثير منهم يعتصرون جهلًا وحقدًا وغطرسة وتشويهًا للحقائق ومحاربة للدين دون داعٍ وفى أى مناسبة بدعوى الديمقراطية وحرية الرأى والتعبير واختلاف الأزمان!، فمنهم من يتنكر للدين ويسخر من الحجاب ويستهزأ باللحية والنقاب، ومنهم من يدس السم فى العسل ويشيد بالتجارب الغربية المنحلة ويتغزل فى الإباحية والانفتاح اللعين الذى من شأنه تدمير كل القيم والثوابت ونشر الفواحش والموبقات فى المجتمع المصرى!!.. يحفظ هؤلاء المضللون بعض العبارات والألفاظ العجيبة التى يتعمدون الاستعانة بها فى حواراتهم ومقالاتهم والتى يستعصى على العامة فك شفراتها وألغازها لإيهام من يتابعهم بأنهم متعددو الثقافات وغزيرو المعرفة!!.. تقف هذه النكبة خلف معظم المصائب والكوارث التى تحل بالبلد، حيث يفتون بجهل فى كل شيء، فى السياسة والدين والاقتصاد والعلاقات الدولية دون أن يعارضهم أو يتصدى لهم أحد، فالجهات التى تستضيفهم تحصنهم وتحميهم من النقد لأغراض مشبوهة فى نفوسها كما أن مَن يحاول بالحجة والعقل التصدى لهم لكشف أكاذيبهم وجهلهم لن يأمن مكرهم ولن يسلم من شرهم وضجيجهم واتهاماتهم الجزافية وشائعاتهم المغرضة!!.. إذا أردنا الخير لمصر وشعبها مسلمين ومسيحيين فيجب وفى أسرع وقت ممكن تطهير الإعلام من هذه "النكبة" لأن ذلك ضرورة ملحة وفرض عين على أولى الأمر، فلا بد من تنحيتهم جانبًا بسرعة ومنعهم من الظهور، فمنهم أناس يكرهون بشدة كل ما هو عربى أو إسلامى، وبالتالى يعد استمرارهم هكذا فتنة كبيرة وخطيرة الويلات فى هذه المرحلة من تاريخ مصر والتى يحاولون باستماتة عرقلتها ووضع كثير من المعوقات والعقبات فى طريقها حتى يتم القضاء عليها سريعًا وتذهب بلا رجعة!!.. ما أود الإشارة إليه هو أن بلدنا المكلوم لن يتحمل مزيدًا من الفتن والمشكلات والدعوات التخريبية الهدامة المدمرة، غالبية الشعب ضاقوا بهؤلاء المضللين ذرعًا وسئموا طلتهم ورؤيتهم الموحشة، والكل ينتظر إشارة البدء للتغيير وتصحيح الأوضاع لنحيا ما تبقى لنا من عمر وننعم بالاستقرار والأمن والأمان الذى حُرمِنا منه طويلًا!!.. مصر ليست عقيمة حتى يتم التركيز على مجموعة بعينها عليها علامات استفهام لا حصر لها ومشكوك فى وطنيتها وانتمائها لتراب هذا البلد، كفى هذه الشرذمة ما حصلوا عليه من أموال هائلة وشهرة واسعة فى الداخل والخارج، فليذهبوا بما أخذوه ويتركونا لنبدأ عهدًا جديدًا نظيفًا خاليًا من الأجندات المشبوهة والصفقات الملعونة!!.. مصر بها آلاف الشرفاء والوطنيين المثقفين حقًا والمستنيرين الذين سيلبون النداء ويهرولون إذا ما فُتِحت لهم الأبواب ومُهِدَت لهم السبل للمشاركة فى البناء والتعمير ولو بالفكرة والرأي. اللهم احفظ مصر من أى سوء، وخلصها من نكبتها المضللة إلى الأبد وأبدلها نخبة حقيقية تحق الحق وتبطل الباطل وتتقى الله فى كل كلمة، تحترم عقول المصريين ولا تستخف بها، أنت ولى ذلك ومولاه. [email protected]