تسابقت وسائل الإعلام الألمانية في نقل الرسائل التي تضمنها خطاب الرئيس محمد مرسي الذي أذاعه التليفزيون المصري نهار الأربعاء، و أبرزت هذه الصحف احترام الرئيس لمن صوتوا بلا للدستور ووصفه لهم "بأنهم جزء محترم" من الشعب المصري بعد الثورة، كما أبرزت الصحف الألمانية و بخاصة (دير شبيجيل الناطقة بالألمانية و سوددويشته و فرتانكفورت الجمينة) الخطوات السياسية الهامة التي اتخذها الرئيس المصري لمواجهة التحديات الإقتصادية و التي كان من أبرزها التعديل الوزاري ووضع القضايا الإقتصادية على قمة أجندة العمل السياسي و دعوة المعارضة لحوار جاد و بناء للإسهام في حل مشكلات الوطن. جدير بالذكر أن ألمانيا عضوا هاما و مؤثرا من أعضاء صندوق النقد الدولي الذي تتفاوض معه مصر من أجل القرض المنتظر. و تناغمت هذه الإجراءات مع دعوات القوى العظمي الغربية للرئيس مرسي و بخاصة الإتحاد الأوروبي و الولاياتالمتحدة بالدخول مع المعارضة في حوار بناء لبلورة وفاق وطني. و كان وزير الخارجية الألماني قد أثنى على نتيجة الإستفتاء على الدستور المصري ووصف النتيجة بأنها "أغلبية واضحة"، فيما ذكرت صحيفة "سوددويشة" أن الإستفتاء قد أسفر عن نسبة قاربت الثلثين "و ليس 98% على طريقة اتشاوتشيسكو" في إشارة من الصحيفة الإتحادية الكبرى إلى الديكتاتور الشيوعي الروماني نيكولاى اتشاوشيسكو. و تابعت الصحيفة نفسها قائلة: "إن القبول الشعبي لدستور ذات مرجعية إسلامية يؤكد من جديد على الشرعية الساطعة للرئيس مرسي (...) و من يصادف في نفسه تحفظات من هذا التوجه الإسلامي فليعلم أن مصر لن تكون ساحة لقطع يد قد سرقت.. ورجم نفس قد زنت. إن انكار الواقع و مقاومته لضيق صدر بكل ما هو إسلامي... كما فعل الغرب من قبل مع انتخابات حماس في فلسطين و انتخابات الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر لم يعد مجديا..بل لابد من الإعتراف بالواقع الديمقراطي في مصر... و التعامل معه كما هو". ثم اختتمت الصحيفة مقالها الذي جاء تحت عنوان: "مصر تقبل الديمقراطية التجريبية": "إن من أبرز مميزات حكم الإخوان المسلمين في مصر بعد دور مرسي كرجل الإستقرار في المنطقة هى: أنهم ليسوا لصوصا، إذ لايخفى أن الذين يعارضونهم اليوم... كثيرون منهم من بقايا و من مدرسة نظام الفساد الذي أسقطه الشعب"