أكدت الصحف الغربية الصادرة اليوم /الأربعاء/تضاؤل الآمال في حدوث إنفراجة للازمة السورية، مشيرة إلى أن الدول الغربية تقترب وبدرجة أكبر من القيام بعمل عسكري للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. ومن جانبها ذكرت صحيفة /نيويورك تايمز/ الأمريكية - في تقرير نشرته اليوم وأوردته على موقعها الإلكتروني - أن حركات المعارضة المسلحة السورية أعلنت امس أن قواتها سيطرت على منطقة استراتيجية على الحدود التركية في وقت يصعد فيه الرئيس السوري من هجماته الجوية وقصفه بالمدفعية ضد المعارضة والمدنيين مما يودي بأرواح الآلاف منهم. وأضافت الصحيفة /أن احتمالات حدوث إنفراجة قريبة للازمة السورية باتت قاتمة، نظرا لقول بعض حركات المعارضة إنها ستعارض أى اتفاق من شأنه أن يسمح للأسد بأن يبقى في سلطته/. هذا ونقلت /نيويورك تايمز /عن عضو بارز في حزب البعث الحاكم قوله /ان من غير المرجح أن يوافق الأسد على أى اقتراح يقضي بتنازله عن السلطة ويمنعه من خوض الإنتخابات في المستقبل ، فيما نوه بأن الأسد قد يقبل تشكيل حكومة ائتلاف وطنية تخضع لقيادته فقط ، وفقا لما تنادي به المقترحات الدولية بشأن تشكيل حكومة موحدة من المسئولين الحاليين وأعضاء من حركات المعارضة/. ونسبت النيويورك تايمز إلى العضو البارز بحزب البعث إشارته إلى أن الأمل الوحيد في حدوث انفراجة وإبرام اتفاق سيتطلب مشاركة روسياوالولاياتالمتحدة للموافقة على الخطوط العريضة ومشاركة أيضا من تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية للضغط على الجماعات الثورية لكي توقف عمليات القتال الدائرة. وبشأن لقاء الرئيس السوري بالمبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي والوفد المرافق له أمس الأول بدمشق للتوصل إلى حل عاجل للانتفاضة السورية، قالت الصحيفة /ان الزيارة لم تعلن منذ وقت طويل مما يعكس المخاوف الأمنية في وقت يقترب فيه القتال من كرسي الحكومة حيث سعت جماعات المعارضة الأسبوع الماضي بكل قوتها للسيطرة على ضواحي العاصمة دمشق/. وبدورها، ذكرت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية في عددها الصادر اليوم أن الدول الغربية تبدو حاليا أقرب من أي وقت مضى من القيام بعمل عسكري في سوريا لحسم الأوضاع الفوضوية ولحماية المدنيين. وقالت - في تقرير اليوم أوردته على موقعها الإلكتروني- أنه بعد 21 شهرا من القتال، وصلت قوات المعارضة إلى العاصمة السورية دمشق واستطاعت السيطرة على عدد من المدن الاستراتيجية لممارسة ضغط متزايد على الرئيس السوري بشار الأسد الذي يكثف هجماته التي تستهدف المدنيين كلما شعر باليأس. وأشارت الصحيفة إلى أن الأممالمتحدة أعلنت عن مقتل ما يزيد عن 40 ألف شخص سوري في مذابح وهجمات ارتكبها الجانبان سواء الحكومة أو المعارضة، مما دفع الصحيفة للتساؤل عما إذا كان يتعين على الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي العمل من أجل التعجيل بسقوط الأسد، وسط مطالبات بتحرك ينهي الأزمة في سوريا. وتابعت الصحيفة قائلة /إن العقبات أمام التدخل العسكري الدولي كبيرة وضخمة، نظرا لمواصلة الروس تقديم الدعم العسكري والسياسي للحكومة السورية مما يزيد من احتمال حدوث تطور خطير يلوح في الأفق ويتمثل في توسيع بؤرة الصراع حال مقتل أي روسي داخل سوريا/. لهذا رأت الصحيفة في ختام تقريرها أنه في حال اعتراف الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بتحالف المعارضة كحكومة شرعية في سوريا، يمكنهم قانونا تقديم مساعدة عسكرية لها دون الحاجة لقرار من الأممالمتحدة ومن ثم تقوم تركيا وقطر بالمساعدة في فرض منطقة حظر جوي أو القيام بأي تحرك عسكري في هذا الاتجاه.