أنا لا أعرف الدكتور مجدي النشار المتخصص في الكيمياء والحاصل علي درجة الدكتوراة من جامعة ليدز والذي سافر لأمريكا في فترة من الفترات عام 2000 لكنه لم يرتح إلي نمط الحياة هناك وتركها إلي بريطانيا ، ومن الواضح من المعلومات التي نشرت عنه أنه عالم مهم وكبير ، فهو من مواليد 72 وعمره حوالي 33 عاما ، وهو من أسرة متوسطة مثلنا جميعا فمنزل والده في منطقة البساتين ، وإن كان هو قد تم القبض عليه بمنطقة المعادي ، وإن كانت الصورة التي شاهدتها لأخيه خريج كلية التجارة والذي قال عن نفسه أنه يعزف المزيكا تعطي الانطباع أنه قبض عليه من البساتين وليس من المعادي . وحين قال أخوه إنه قبض عليه وهو ذاهب لصلاة العصر حزنت ، فلماذا لم يتم القبض عليه من منزله ، وكان يمكن الاتصال به تليفونيا من قبل الجهة التي قبضت عليه ليحضر إليها ويتم التحقيق معه والتأكد من موقفه ، إنني أتصور المنظر الذي حدث والذي لا يمت للحصافة أو العقل بصلة ، فعربات الحكومة والداخلية جاءت للرجل وهو يصلي والناس واقفة مشدوهة لأن سمعته جيدة ولأنه يصلي ولأن علاقته جيدة بالناس من حوله ، فلماذا إخافة الناس من الذين يصلون . مجدي النشار ترك لندن قبل الحادث بشهر وجاء ليقضي أجازته الصيفية مع أهله وترك كل متعلقاته بلندن ، وأنا متأكد أن الرجل برئ من عملية لندن براءة تامة ولا صلة له بها من بعيد أو قريب ، وهو ماصرحت به الحكومة المصرية في بيان الداخلية ، ولكنه كان بيانا غريبا إذ نفت عن الرجل أنه ليس من تنظيم القاعدة ، وكأنه من تنظيمات أخري ، وكثير من الجاليات العربية والمسلمة في الغرب يعرف بعضها بعضا وتكون العلاقات بينهم كعلاقات الأهل وإذا كان هناك طلبة في الجامعة فإنهم يكونون مترابطين ومن ثم فقد يكون أحد ممن له صلة بموضوع عمليات لندن كان له علاقة بالدكتور مجدي كجالية عربية وإسلامية ، وأخشي أن يكون مفتاح شقته إن كانت هذه المعلومات صحيحة – قد أسئ استغلاله . البعض حدثني عن مأساة الرجل وأنه قد تعرض للتعذيب ، وأنا أطالب وزارة الداخلية أن لا تعرض الرجل للتعذيب أو تخضع للضغوط الأمريكية المجنونة والبريطانية الهائجة لتوريط الرجل ، خاصة وأننا علمنا من مصادر موثوقة أن ضباطا بريطانيين حضروا التحقيق مع الرجل رغم نفي وزير الداخلية ذلك ،كما أن مكتب التحقيقات الفيدرالي بالقاهرة يتابع مجريات التحقيق أولا بأول . من خلال المتابعة لتغطيات الصحف البريطانية للموضوع فإن هذه التغطيات تتسم بالاندفاع وعدم الموضوعية أو التأكد من صحة الأخبار التي يتم نشرها ، فهناك نوع من الهياج الإعلامي المحير الذي يحاول استيعاب غضب الرأي العام البريطاني والذي يدفع ناحية وضع الجالية المسلمة في بريطانيا في وضع لا تحسد عليه ، الآن أظن أن وزارة الداخلية المصرية لديها تصور واضح عن وضع الرجل وعلاقاته ببريطانيا ومصر ، وأنه من الضروري صدور بيان واضح من الداخلية لتحديد وضع الرجل حتي لا يتحول أولادنا إلي ضحايا للوثات الإعلام الغربي . إنني آمل براءة الدكتور مجدي النشار ممن نسبته إليه أمريكا وبريطانيا ، وعندي إحساس قوي بأنه لا صلة له بكل هذه الزوبعة ، وعلينا هنا أن لا نتأخر ولا دقيقة لتحديد موقف الرجل بمنتهي الوضوح والشفافية والسرعة والحزم . كما أطالب بأن يأخذ حقه القانوني في توكيل محامين للدقاع عنه ومتابعة قضيته ومعرفة أوضاعه ، وهنا لابد من تحرك جهات قانونية مثل منظمات حقوق الإنسان ونقابة المحامين والمجلس القومي لحقوق الإنسان لمتابعة قضية الرجل ومعرفة وجه الحقيقة فيها حتي لا يصل هواننا إلي الحد الذي تلقي التهم جزافا علي أبنائتا دون أن يجدوا من يدفع عنهم هذه التهم تحت وطئة الضغوط الأمريكية والبريطانية والرأي العام والصحافة هناك ، وعلينا أن لا ننسي أن تقارير حقوقية عديدة تحدثت عن استغلال الطابع القمعي والديكتاتوري لنظم العالم الثالث المتخلفة ومنها مصر للتعاون الأمني الكامل في الحرب علي الإرهاب بما في ذلك الحصول علي اعترافات من متهمين عن طريق التعذيب لصالح التحقيقات الأمريكية بالذات ، وهي تحقيقات سيئة وتفتقر للمصداقية وتوافر الحد الأدني من الضمانات الحقوقية للمشتبه فيهم خاصة من المسلمين والعرب وكم اتهم العديد من العرب والمسلمين الدارسين في أمريكا وثبت أنهم لا علاقة لهم بالاتهامات الأمريكية من قريب أو بعيد .