إحدى السيدات: اصطحبت أطفالى ليشهدوا اللحظة التاريخية للاستفتاء على أول دستور بعد الثورة الحاجة فوزية: أصريت على المشاركة فى الاستفتاء رغم مرضى لأنها لحظة لن تتكرر مرة أخرى الحاجة بدرية: الدستور الحالى أفضل من اللى قبله ومن الممكن تعديل المواد محل الخلاف بعد انتخاب مجلس الشعب الجديد مارجريت عازر: المرأة المصرية شاركت فى الاستفتاء لأنها مدركة أن مشاركتها ستؤثر على مستقبل أولادها هدى عبد المنعم: المرأة المصرية تتبوأ مقعد الصدارة فى إصرارها الواضح على المشاركة فى الدستور تحقيق - عزة الفشنى شهدت اللجان الانتخابية للتصويت على أول دستور مصرى للبلاد بعد ثورة 25 يناير إقبالا غير مسبوق من السيدات، على الرغم من معاناتهن والوقوف فى طوابير طويلة طوال اليوم بهدف إرسال رسالة إلى العالم بصفة عامة والمسئولين فى مصر بصفة خاصة بأهمية دور المرأة المصرية بعد تهميشها فى ظل النظام السابق بأهميتها وأحقيتها ورغبتها الشديدة فى المشاركة السياسية فى وضع الدستور المصرى من أجل الحفاظ على مستقبل أبنائها رافضة التهميش والإقصاء من ممارسة حقها العديد من سيدات مصر من مختلف الأعمار والطبقات شاركوا فى عملية الاستفتاء على الدستور بالمرحلتين والتى تمت بشكل حضارى لم تشهده مصر من قبل، حيث وجدنا الكثير من الأمهات قد إصطحبن أطفالهن الصغار والرضع إلى اللجان فى إصرار واضح على الإدلاء بأصواتهن فى الاستفتاء. كما اصطحبت السيدات من كبار السن إلى اللجان كراسى صغيرة وزجاجات مياه وأعدت اللجنة العليا للإشراف على الاستفتاء تجهيزات خاصة لتسهيل دخولهن إلى اللجان دون معاناة، حيث خصصت لهن طوابير مع إعطائهن الأولوية للوصول إلى اللجان كما تبرع العديد من أفراد الأمن لمساعدتهن وإيصالهن إلى داخل اللجان. ونظرا للإقبال المتزايد واحتشاد عدد كبير من السيدات أمام اللجان قبل الموعد المحدد لغلقها اضطرت اللجنة العليا للانتخابات إلى مد التصويت إلى الساعة الحادية عشرة مساء. وشهدت لجان كثيرة تصدى السيدات للانتهاكات التى كانت تحدث أثناء عملية التصويت فعلى سبيل المثال وليس الحصر قامت العديد من السيدات فى البحيرة بقطع الطريق اعتراضا على منعهن من دخول اللجان، وفى الجيزة قامت السيدات بالاحتجاج على غلق المقر الانتخابى فى بعض اللجان قبل الموعد المحدد بساعتين مطالبات باستمرار اللجنة فى عملها حتى انتهاء الموعد المحدد لعملية الإقتراع. أرادت "المصريون" أن تتعرف عن قرب على سر إصرار النساء على المشاركة فى الاستفتاء على الدستور المصرى. التقينا منال عبد العزيز مصطفى ربة منزل التى قالت إنها ذهبت إلى الإستفتاء بصحبة أطفالها ليشهدوا اللحظة الفارقة للاستفتاء على أول دستور بعد ثورة 25 يناير مشيرة إلى أنها أصرت على إصطحابهم لكى يتذكروا هذه اللحظة التاريخية فى المستقبل مؤكدة أن الدستور يؤسس لوضع بنية أساسية ستحدد مستقبلهم وتقول سامية سعيد، موظفة تحدثت إلينا قائلة أنا ذهبت للاستفتاء ووجدت نفسى فى طابور طويل وسط زحام شديد وعلى الرغم من ذلك كان عندى إصرار شديد أن أصل إلى داخل اللجنة وأدلى بصوتى. وأشارت سامية إلى أن وسائل الإعلام طوال الأيام القليلة الماضية كانت تحث السيدات على النزول والمشاركة فى عملية الاستفتاء على الدستور على اعتبار أن السيدات يمثلن شريحة عريضة من المجتمع المصرى و أن الدستور يخص كل شرائح المجتمع مما يعنى ضرورة أن يشاركن فى بناء مستقبل الوطن. أما الحاجة فوزية طلبه 62 عاما تقول إنها رغم سنوات عمرها الطويلة إلا أنها لم تدلى بصوتها فى أى دستور مصرى مضيفة أنها أصرت على المشاركة فى الاستفتاء لأنها لحظة لن تتكرر مرة أخرى واصفة إياها بأنها لحظة تاريخية فارقة فى تاريخ مصر. التقينا الحاجة فاطمة زكى 67 عاما التى قالت أنا ذهبت إلى لجنة الاستفتاء وأنا مريضة علشان نفسى أعيش فى استقرار وأمان أنا وولادى هنفضل عايشين كده لحد امتى كل يوم والتانى مظاهرات واحتجاجات وكتير من خيرة الشباب بيموتوا – للأسف البلد مقسومة كل واحد فى ناحية وعاوز رأيه هو اللى يمشى متسائلة إحنا هنتوحد إمتى ونبقى إيد واحدة زى ما كنا فى ثورة 25 يناير؟ سألتها هل قرأتى الدستور الجديد؟ ردت قائلة ابنى الكبير قرأه لى كله مضيفة أن الدستور الحالى أفضل من اللى قبله لأنه من الممكن تعديل المواد اللى عليها خلاف بعد انتخاب مجلس الشعب الجديد لكى يستقر حال البلد. من جانبها قالت مارجريت عازر عضو مجلس الشعب السابق والسكرتير العام المساعد لحزب الوفد أن مشاركة المرأة فى عملية الاستفتاء تميزت بالإيجابية فالمرأة المصرية مدركة تماما مشاكل المجتمع وتعلم جيدا أن الدستور مؤسس فى حياتها وحياة أولادها وأحفادها وهذا يدفعها لأن تقول رأيها مؤكدة أن المرأة المصرية بعد معرفتها أن مشاركتها لها تأثير فى حياة أولادها لا يستطيع أحد أن يثنيها أو يغير رأيها بعد ذلك. وأكدت عازر أن المرأة المصرية كان لها دور قوى وفعال ليس فقط فى هذا الاستفتاء إنما فى مراحل سياسية سابقة حيث شاركت فى الانتخابات البرلمانية والانتخابات الرئاسية السابقة حتى فى ثورة 25 يناير أيضا كانت تشارك بكثافة لأنها مدركة أن مشاركتها ستؤثر على مستقبل أولادها. وقالت عازر بالرغم من بعض الانتهاكات والتجاوزت التى طالت عملية الاستفتاء من غلق لبعض اللجان ومحاولة توجيه العديد من السيدات الأقل تعليما والأميات منهن إلى التصويت لصالح فئة معينة إلا أن المرأة المصرية كان لديها إصرار واضح أن تقف ضد هذه التجاوزات حيث لاحظنا وقوفها فى طوابير لفترات طويلة ومنهن من ذهبت إلى منزلها لمتابعة بيتها و أولادها وعادت مرة أخرى لمواصلة وقوفها فى الطابور لكى تدلى بصوتها. وأضافت عازر أن المرأة المصرية أكثر من نصف المجتمع وهى المسئولة عن تربية أولادها فلابد أن تكون القوانين الخاصة بالمرأة منصفة لها ولابد من القائمين على الحكم مراعاة ظروف المرأة فى العمل ووضع قوانين تيسر لها أمورها وأن يكون هناك اعتناء بالمرأة المعيلة والفقيرة لأن المرأة عامل مؤثر فى تغيير المجتمع ويجب أن يكون لها تواجد قوى، مشيرة إلى أن مشاركة المرأة فى العملية السياسية كانت رسالة منها بأنها متواجدة وحريصة على مستقبل أولادها وعلى تقدم بلدها وحريصة على أن تكون مشاركة وإيجابية. وفى سياق متصل تقول هدى عبد المنعم أمينة المرأة بحزب الحرية والعدالة وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان شاهدنا زيادة إقبال المرأة المصرية على مستوى محافظات مصر كلها فى إصرارها على التصويت على الإستفتاء وتعتبر هذه الظاهرة من الظواهر الإيجابية كلنا نلحظها منذ إستفتاء 19 مارس مشيرة إلى أن هناك نزولا من النساء بجميع المراحل السنية حيث وجدنا الشابة و المرأة الحامل والسيدة التى اصطحبت طفلها ووجدنا أيضا نزول المرأة بجميع مراحلها الصحية حيث شاهدنا نزول سيدات قعيدات على كراسى متحركة. تضيف بعد ثورة 25 يناير العظيمة وجدنا النساء لديهن إصرار شديد على المشاركة وتعد هذه إرادة وإيجابية منهن على الاستفتاء على دستورهم ودستور بلدهم، وأن المرأة زيها زى الرجل تماما بدون أى تمييز فهى مواطنة مصرية لها حقوق وواجبات ولديها رأى وكيان، مشيرة إلى أن المرأة المصرية تتبوء مقعد الصدارة فى إصرارها الواضح أن تعطى صوتها حيث وجدنا الكثيرات منهن قد وقفن بالساعات أمام اللجان حتى يعطين أصواتهن سواء من قالت منهن نعم ومن قالت لا وبناء على ذلك يجب على كل القوى السياسية أن تحترم دور المرأة فى محاولة منهم لبذل جهد كبير لتقديم مشروعات حقيقية وعلى أرض الواقع لتكون عونا للمرأة فى المرحلة القادمة. وتؤكد عبد المنعم، أن المرأة المصرية بهذه المشاركة أصبحت تتصدر المجتمع والشعب المصرى وهى بذلك تزيد السياسيين عبئا ومسئولية تجاه القيام بتوصيل حقوقها و كل ما تحتاجه من خدمات. كان هذا هو دور المرأة الذى رصدناه فى عملية الاستفتاء على دستور مصر والذى سيشهد لها التاريخ والعالم أجمع حيث تميزت بالوعى والتحضر والإصرار على أن يكون لها دور فعال وحقيقى فى المشاركة السياسية ليس فى وضع الدستور فقط إنما فى كل مراحل الحياة السياسية القادمة فى هذه المرحلة الفاصلة والحاسمة لبناء واستقرار مستقبل أبناء وأجيال مصر