نكتة لطيفة نشرتها "المصريون" على هيئة (خبر بايخ جدًّا) كان نصه: (عقد مجلس نقابة الصحفيين اجتماعًا مساء اليوم الأحد، وأعلنوا خلاله موافقتهم على قيد عدد من الصحف المصرية، منها صحيفة المصريون اليومية، وجريدة ......! ويذكر أن صحيفة المصريون مستمرة فى نضالها منذ أكثر من عام، شهدت خلاله الكثير من الصعوبات، ولكنها تحدت الظروف، وواصلت مسيرتها فى النجاحات، واليوم تمكنت من (التواجد) على قيد جداول نقابة الصحفيين) أ.ه.! يا عيني على الانتصار الكبير؟ يعني إيه؟ المصريون الإلكترونية لم يكن معترفًا بها منذ انطلاقها، والورقية لم يعترف بها منذ صدورها، في حين أن صحف الضرار، التي يديرها أفاقون، ومحاسيب رجال البزنس، وعملاء أمن الدولة، وأرزقية الكتابة السمجة، يعترف بهم، ويصوتون في مجالس النقابة، ويحملون كارنيهات، ويتصرفون كالباشوات؟ شيء (عظيم جدًّا) صح.. جمال سلطان ومحمود سلطان ومن معهم من الرجال لا يستحقون، ولا تستحق صحيفتهم أن يعترف بها، واليوم السابع، والدستور، والفجر، وأشباهها جديرة بالحماية والدعم والإعلاء! صحافة إبراهيم عيسى وعادل حمودة ومجدي الجلاد، والإخوة المتمرسين في الردح والتزوير، والتلفيق، ولعن اللي خلفوا الإسلام، صحافة محترمة، والمصريون (عليها كخة)! ذكرني هذا بحادثة غريبة جدًّا أميط عنها اللثام في الثاني من يونية عام 2002 حين نال رجل (نكرة، عديم الخبرة، يعمل في السينما) اسمه ستيفن سبيلبرج شهادة البكالوريوس في السينما، وعمره آنذاك 55 سنة، وكان قد التحق بجامعة ولاية كاليفورنيا، عام 1965، ليتعلم فن السينما، ثم ترك الدراسة بعد ثلاث سنوات من ذلك دون أن ينهيها، لينال الشهادة بعد 33 سنة كاملة! ثم لتعزف الموسيقى التصويرية لفيلم إنديانا جونز الذي أخرجه، أثناء سيره نحو المنصة، ثم لالتقاط الصور مع زملاء دفعته الذين يصغره بعضهم بثلاثين سنة. و(من كسوفه) سجل سبيلبرج نفسه في الكلية سنة 2001 تحت اسم مستعار، واحتفظ بالأمر سرًّا، واستطاع الحصول على الدرجات التي تمكنه من الحصول على المؤهل. وبين بدئه العمل في السينما، ونيله الشهادة، بعد ثلث قرن، كان قد نال (جائزة أفضل مخرج عام 1978، وأفضل مخرج عام 1982، وأفضل مخرج عام 1983 عن فيلم إي تي، وأفضل فيلم عام 1986، وأفضل مخرج عام 1994 عن فيلم قائمة شندلر وفاز عنه بالأوسكار، وأفضل مخرج عام 1999 عن فيلم إنقاذ الجندي رايان وفاز بالأوسكار. وأفضل مخرج عام 2006، وأفضل فيلم عام 2006 ، وأفضل فيلم عام 2007.. و(من خيبته التقيلة) رشح لجائزة الجولدن جلوب، ونال لقب أفضل مخرج عام 1976 عن فيلم الفك المفترس، وأفضل مخرج عام 1978 وأفضل سيناريو وحوار عام 1978 وأفضل مخرج عام 1982، وأفضل مخرج عام 1983، وأفضل مخرج عام 1986، وأفضل مخرج عام 1994 عن فيلم Schindler's List وفاز بها، وأفضل مخرج عام 1998 وأفضل مخرج عام 1999 عن فيلم إنقاذ الجندي رايان، وفاز بها، وأفضل مخرج عام 2002، وأفضل مخرج عام 2006.. بس! واشتهر له: الفك المفترس (وكان ابن 27 سنة حين أخرجه) وإنديانا جونز، وإي تي، والحديقة الجوراسية، وقائمة شندلر، وإنقاذ الجندي رايان، وميونخ، والذكاء الاصطناعي، وشريك (الكارتوني) وغيرها من الإبداعات العظيمة! وقد حطم فيلماه البحث عن السفينة المفقودة (رايدرز أوف ذِ لوست آرك) وحديقة الديناصورات، الأرقام القياسية في إيرادات شباك التذاكر. ونال سبيلبرج ثلاث درجات فخرية، وثلاث جوائز أوسكار، منها اثنتان عن قائمة شندلر، والثالثة عن إنقاذ الجندي رايان. وأسس مع شريكيه دافيد جيفين وجيفري كاتزنبرج شركة إنتاج استوديو دريم وركس). كما كتب موقع بي بي سي (بتصرف كبير).. اعترفت السينما به إذن دارسًا أكاديميًّا وهو في الخامسة والخمسين، واعترفت النقابة الموقرة بجريدة وإنجازات جمال سلطان وهو في الخمسين (من مواليد 1962 على ما أذكر) وبمحمود وهو قريب من هذا.. وبين الاعتراف بالجريدة وحمل كارنيه النقابة بفضل الله تعالى ثم الحاج حسين عاشور رحمه الله، كان جمال سلطان قد (بهدل الدنيا) وكتب في المختار الإسلامي، والأمة، والبيان، وعددًا من المجلات والجرائد، وقدم عددًا كبيرًا من البرامج التليفزيونية، وشارك في محاضرات وندوات، ومناظرات، وأسس مجلة هاجر، وأسس مجلة الأسرة، وأسس وأدار مجلة المنار الجديد، والمصريون، وكتب عددًا كبيرًا من الكتب الجادة والثمينة بعد بداية كتاباته اللافتة، التي عرفتني به حين كنت أعمل في مجلة الأمة عامي 1985 – 86، وكان آنذاك (في عشرينياته) يكتب بجوار الغزالي والقرضاوي وعماد الدين خليل ومحمود شيت خطاب ومن في قاماتهم، ويواجه أفكار محمد عمارة (اليساري آنذاك) وحسن حنفي، ومحمد أركون، وعابد الجابري، وجابر عصفور، والطيب تيزيني، وأشباههم.. تواضعت النقابة إذن، وتنازلت، واعترفت بالمصريون جريدة، بعد أن ملأت الدنيا تغريدًا، وواجهت (أتخن شنب) في مصر، وصادمت الحديد، وصدعت بالحق، رغم أنها قامت من جيوب مجموعة مفاليس لا يملكون شيئًا، ولا يحصدون من ورائها غير الهم، في حين أن جرائد عميلة تلقى الدعم السخي من مساجين (سجن السبع نجوم) في طرة، ومن رجال البزنس الطلقاء، ومن الفاسدين في الداخل والخارج! لا والله.. لا تعترفي أيتها النقابة بجريدة نجحت في استقطاب أقلام شريفة، وقامات سامقة، ومثقفين ذوي اقتدار، وأقلقت الفلول الذين هددوها بحرقها، وانفردت، وسبقت، وصدقت، وسُرقت أخبارها، وأصابت تحليلاتها! لأنها بذلك لا تستحق الاعتراف بها.. لا تعترفي أيتها النقابة بجريدة يقودها جمال (الوديع الشرس، والفارس النبيل) ومحمود (السُّهُنّ اللادغ، والمحلل العفريت) ويكتب فيها محمد عمارة، وعبد الله الأشعل، وفراج إسماعيل، ومحمد موافي، وسيف الدولة، وحلمي القاعود، ونهى الزيني، وزينب عبد العزيز، ومصطفى رجب، وجابر قميحة، وعادل عفيفي، ومحمد حلمي، وخضر الشريف، ويوسف عدس، وحشلة، وعشرات آخرون ليسوا أقل اقتدارًا، ولا أهدأ أوارًا.. لا تعترفي، فنحن في زمان الاعتراف فقط بأبناء الباشوات الحاصلين على (مقبول) بالعافية، وإقصاء الممتازين، وفي العهد الذهبي لكتاب التقارير، وماسحي الجوخ، ومنافقي السلطة، ورافعي فرعون إلى مقام (أنا ربكم الأعلى)! بناقص المصريون يا نقابة، والمجد للإعلام الوطني الداجن، والإفك المعارض المرتزق، ولا عزاء للأقلام الحرة، والفكر النظيف، والرأي الجريء. [email protected]