مع بداية شهر نوفمبر تبدأ في هوليوود حالة من التوتر والترقب تسيطر علي نجوم السينما وصناعها، حيث يقترب موعد إعلان الترشيحات للجوائز السينمائية الكبري مثل الجولدن جلوب والأوسكار، بعد أن تكون شركات التوزيع قد أفرغت مالديها من أفلام قبل نهاية الموسم في 13 ديسمبر، بحيث إن الفيلم الذي يعرض بعد هذا الموعد بساعة واحدة يخرج من دائرة احتمالات الترشيح! وتشتد المنافسة هذا العام بين أكثر من فيلم وأكثر من مخرج ونجم، ومن الصعب بل من المستحيل أن تتمكن من ضبط بوصلة الترشيحات تجاه فيلم بعينه، كما حدث مثلا في العام الماضي للأوسكار،حيث كانت المؤشرات تتجه بقوة للفيلم الفرنسي (الفنان) الذي حصد أغلب الجوائز المهمة وعلي رأسها أفضل فيلم وأفضل ممثل وأفضل مخرج، أما هذا العام فكل الاحتمالات واردة، والصراع بين النجوم حامي الوطيس، حيث يعود للأضواء بعض جهابذة فن التمثيل لينافسوا بشدة وقوة، منذ ثلاثة أعوام فقط عادت فكرة ترشيح عشرة أفلام للأوسكار بعد أن كانت خمسة، أما المرشحون لجوائز أفضل ممثل وممثلة ومخرج والدور الثاني رجالا ونساء بالإضافة لجميع العناصر الفنية، فلايزال عددهم خمسة فقط، بمعني أن الترشيحات لجائزة أفضل ممثل تتضمن خمسة من نجوم الأفلام المرشحة أو غير المرشحة ومن الأفلام التي تطل برأسها بشدة لتحتل موقعا مميزا بين الأفلام العشرة المرشحة للأوسكار، فيلم "لينكولن"، للمخرج ستيفين سبيلبرج، وهو الفيلم الذي يضم أسماء تخض، ويعمل من أجلها ألف حساب، منها الممثل الجهبذ دانيال دايلويس، الحاصل علي الأوسكار مرتين عن فيلمي »قدمي اليسري«، و»سوف يكون هناك دماء«، بالإضافة لعدة ترشيحات منها عصابات نيويورك، وباسم الأب، وفي نفس الفيلم لانغفل وجود الممثل تومي لي جونز الذي من الوارد جدا أن ينال ترشيحا لأفضل ممثل في دور ثان وكان قد حصل سابقا علي أوسكار في نفس التصنيف عن فيلم "الهارب"، بينما من المتوقع جدا أن تنال سالي فيلد ترشيحا كأفضل ممثلة دور أول، وكانت قد حصلت علي الأوسكار عن دورها المتميز في فيلم "نورما راي" منذ مايزيد علي ثلاثين عاما، وطبعا من البديهي أن يحصل مخرج الفيلم ستيفن سبيلبرج علي ترشيح، وإذا حالفه الحظ، الذي يمكن جدا أن يكون كريماً معه هذا العام، فسوف يكون ثالث أوسكار في حياته بعد أن حصل عليه مرتين عن »إنقاذ الجندي ريان«، و»قائمة شندلر« فيلم لينكولن سوف يعرض في الصالات الأمريكية منتصف الشهر الحالي، وتدور أحداثه عن الرئيس الرابع عشر للولايات المتحدةالأمريكية الذي خاض الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، بعد إعلانه تحريم الرق، وانتهت حياته برصاصة غادرة، وحياة لينكولن أو بعض فصول منها علي الأقل كانت موضوعا لعدد ضخم من الأفلام والمسلسلات الأمريكية أهمها ماقدمه جريفيث في فيلم "مولد أمة" أحد أهم الأفلام الأمريكية في عصرها الصامت! وحتي نعرف قيمه إبراهام لينكولن الذي تعتبره أمريكا أحد رجالها الأفاضل، الذي تدين لهم برفعتها وقوتها بين الأمم، فإليك سطورا من حياته، ولد في مزرعة في ولاية كنتاكي وانتقل مع عائلته إلي إنديانا في سن الثامنة. في سن الحادية والعشرين انتقل إلي إلينوي حيث شغل العديد من الوظائف وبدأ في دراسة القانون. ورغم أنه حصل في أقل من عام واحد علي التعليم الرسمي إلا أنه أصبح كاتباً ماهراً من خلال قراءة الكتاب المقدس طبعة كنج جيمس وغيرها من كلاسيكيات الإنجليزية. مارس مهنة القانون في ولاية إلينوي وخدم في الجمعية العامة لإلينوي وانتخب عضواً في مجلس النواب الأمريكي،.وفي عام 0681م انتخب رئيساً للولايات المتحدة علي أساس برنامج يعارض توسيع العبودية إلي الغرب الأمريكي وهو موقف عجل في انفصال الولايات الجنوبية عن الاتحاد. رفض لينكولن قبول الانفصال وخاض حرباً ضد الجنوب للحفاظ علي الاتحاد وإلغاء الرق أخيراً في الولاياتالمتحدة. أغتيل برصاصة غادرة في 41 أبريل 5681م بعد وقت قصير من استسلام الجنوب. أما الفيلم الثاني الذي ينافس بشدة علي الأوسكار، فهو »البؤساء« المأخوذ عن رواية الأديب الفرنسي فيكتور هوجو، وكانت السينما قد قدمتها في معالجات سابقة، أما الفيلم الذي أخرجه توم هوبير، وسوف يبدأ عرضه في الخامس والعشرين من ديسمبر المقبل، فهو عن المعالجة المسرحية الميوزيكال التي شهدتها مسارح برودواي لسنوات، نجوم الفيلم: النجم الاسترالي هيو جاكمان،الذي لم يرشح للأوسكار سابقا، وإذا حدث فسوف يكون ترشيحه الأول عن شخصية جان، فالجان اللص الذي تحول إلي رجل أعمال صالح، ويشاركه البطولة راسل كرو ولكن في دور ثان،حيث يجسد شخصية رجل القانون غليظ القلب "جافيرت" وكان كرو قد حصل علي الأوسكار في عام 1002 عن فيلم المصارع، »أوجلادياتور« كما تشارك في الفيلم النجمة الشابة آن هاثاوي في دور "فانيتن" وهي من الأسماء المطروحة بشدة،للترشح لأوسكار أفضل ممثلة، وكثير من النقاد يراهنون علي فوزها وكانت قد تدربت علي الغناء لمدة ستة أشهر كاملة لتؤدي دورها بمهارة تضعها بين قائمة أكثر ممثلات هوليوود الأقرب للفوز! أما فيلم المخرج كونتين تارانتينو "ديجانو غير مقيد" فهو يضم أكثر من عنصر من الممكن ترشحه بالإضافة للفيلم نفسه، ومخرجه طبعا، والفيلم من بطولة جيمي فوكس وسبق له الحصول علي الأوسكار عن فيلم "راي "، والممثل النمساوي الأعجوبة كريستوفر والتز وسبق حصوله علي أوسكار أفضل ممثل ثان عن فيلم كتيبة الأوغاد لترانتينو أيضا، وأمامه فرصة جيدة لتكرار الفوز، ويبقي ليوناردو دي كابريو الذي يعافر منذ زمن غير قصير، ولكنه ورغم أدواره المتعددة لم يحصل علي الأوسكار في تاريخه، وإن حصل عليها هذا العام، فسوف يكون ضمن فئة الدور الثاني! ويعود بعد طول غياب الممثل جواكين فونكس الذي سبق أن أعلن توقفه عن التمثيل واتجاهه للغناء، مع فيلم الأستاذ أو ماستر وهو من إخراج بول ثوماس أندرسون، وبطولة فيليب سيمور هوفمان، وطبعا لايمكن أن تستهين بقدرات فونكس التمثيلية وخاصة أنه سبق له الحصول علي أوسكار عن فيلم "أمشي علي الخط"، كما لايمكن تجاهل سيمور هوفمان ،الذي سبق له أيضا الحصول علي الأوسكار ومضاف إليهم النجمة الناعمة إيمي آدمز التي تلقت أكثر من ترشيح سابق لأوسكار أفضل ممثلة ثانية. ومن الأفلام التي يمكن جدا أن تنضم لقائمة الأفلام العشرة المرشحة (اقتلهم برفق) للمخرج أندرو دومينيك وقد سبق عرضه في مهرجان كان السينمائي في آخر دوراته، وقد يبتسم الحظ أخيرا لبطل الفيلم براد بيت ويحصل علي الأوسكار بعد أن ترشح عنه أكثر من خمس مرات سابقة ولم يحصل عليه، وطبعا القائمة سوف يضاف لها أفلام قد تكون في الحسبان أو خارج التوقعات فعام 2102 لايزال لديه أكثر من شهر ونصف قبل أن يغادرنا، والأفلام الجيدة قد تعرض قبل نهايته بوقت قصير.