خالد يوسف مخرج الأفلام الهابطة أقام الدنيا ولم يقعدها لأجل أنه هُدد وكُسر زجاج سيارته الأمر جعله يلفّ على جميع قنوات الفلول ليسرد تفاصيل واقعة الاعتداء عليه، و قامت هي الأخرى بالواجب وزيادة فاحتفت به أيّما احتفاء ، تضامنت معه ووصفت من تسببوا في إفزاع مخرج فيلم دكان شحاته بجميع الأوصاف وأحط العبارات ، و طالبوا بإنقاذ البلد من دولة المليشيات( إلى هذه الدرجة ) خالد يوسف بعد حادثة الاعتداء المزعومة ظهر في كامل أناقته على بلاتو قناة المحور رغم أن ما كان يسرده من تفاصيل قبل لحظات على الهاتف يوحي بأن الرجل شُجّ في رأسه أو كُسر ذراعه أو تعرض لأي نوع من الخدوش أو الإصابات، لكن الرجل ظهر سليما معافى لم يمسسه سوء ..! الرجل الذي اتهم الرئيس والمرشد و الشيخ حازم أبو إسماعيل بمحاولة قتله والتحريض ضده اتصل به وزير الداخلية شخصيا واطمئن عليه، ودخل مدينة الإنتاج الإعلامي في حماية مساعد مدير أمن الجيزة و نائب مدير المباحث وبحراسة مدرعات وقوات معتبرة من قوات الأمن المركزي ... وفوق ذلك اتصل به خلال برنامج حدوتة مصرية على قناة المحور احد الممثلين عن الشيخ حازم أبو إسماعيل ليفند ما قيل أن أتباع الشيخ هم ممن زعم الاعتداء عليه و ذكر أن عملية الاعتداء مدانة في جميع الأحوال مما يشي بالاعتذار والأسف إن ثبتت التهمة ضد أنصار أبو إسماعيل ....، وبالرغم من ذلك كله صور الإعلام الداعر على أن قضية خالد يوسف قضية رأي عام ولا يجب السكوت عنها ... !؟
في مقابل ذلك حُوصر الشيخ المحلاوي داخل مسجد القائد إبراهيم من ظهيرة يوم الجمعة إلى فجر يوم السبت ، وهو الرجل الإمام صاحب العلم والفضل وفوق ذلك الرجل الطاعن في السن وصاحب المرض ، حوصر من طرف بلطجية بسيوف و مولوتوف ، ومن يحاصرونه لا يحاصرونه في أي مكان بل في بيت من بيوت الله وهي سابقة لم تحدث من قبل ..كل ذلك ولم نجد الإعلام القذر يدين ويشجب ويستنكر و يرغي ويزبد ويحلل ويناقش ويناشد و يستجدي و يعوي ويصرخ كما فعل مع خالد يوسف ، رغم أن الأمر يتعلق ببيت من بيوت الله وبرجل يمثل رمزا إسلاميا ، ومن الناحية الإنسانية هو رجل كبير في السن ومريض ، بل تجد أن هناك محاولات لتبرير ما حصل عن طريق جعل القضية صراع بين معارضين ومؤيدين للدستور ، بل هناك من الكُتاب ساوى بمنطقه التافه بين جريمة استخدام المسجد للدعاية السياسية وبين جريمة حصار المسجد على حد تعبيره ، وهو تبرير مبطن للعدوان على المسجد وحصار الشيخ .. !
جريمة مع سبق الإصرار والترصد لم يراها الإعلام الأحول المريض ، جريمة سبق التمهيد لها من خلال صفحات على الفايس بوك دعت صراحة لإنزال الخطيب إن تكلم في قضية الدستور ، وهي جريمة موثقة ولكن الإعلام الوضيع ضرب عنها صفحا .. !؟ لم نشاهد تويتات البشاوات البرادعي وحمدين وعمرو موسى.. البرادعي الذي رافع لأجل بناء معابد للبوذيين ولكنه عندما يرى مساجد المسلمين تنتهك لم ينبس ببنت شفة ، حتى النخبة الفاشلة التي اعتادت على إقامة المناحات لأجل تهديد مذيع أو خدش ناشط أو لأجل حذف سيارة معارض بطوبة سكتت وبلعت لسانها ، والسؤال ما ذا لو حُوصرت كنيسة أو هُدد قس ..؟؟وما هو موقف هذا الإعلام الرخيص ..؟؟ الواقع أن الإعلام المصري فقد مصداقيته بشكل نهائي ، لم يفقد مهنيته فحسب بل تخلى عن إنسانيته وأضحى شريكا في الجريمة ، هو إعلام مجرم بجميع المقاييس انتقل من تزييف الواقع والكذب في نقل الوقائع إلى المشاركة في الجريمة.
إعلام يجعل من القاتل مقتولا ومن الجلاد الضحية ومن البلطجي ثائرا ومن الخائن وطنيا ومن الدجال ناشطا سياسيا ، هو إعلام شريك في عملية البلطجة وتبيض صورة البلطجية وتلميعهم وحتى تشجيعهم في عدوانهم والحيلولة دون محاسبتهم.. !
الإعلام الذي يجعل من شهداء الاتحادية بلطجية ويعتّم على من قتلهم ويستضيف البلطجية على أساس أنهم هم من كانوا ضحية هو إعلام خليق بأن يحاكم فورا بتهمة الإشادة بالمجرمين وأعمال البلطجة.. الإعلام الذي يعتم على جنائز شهداء الاتحادية ويحاول عبثا أن يعتّم على انتمائهم ويتاجر بدمائهم لحساب من قتلهم ويحرض ضدهم لتحقيق مكاسب سياسية هو إعلام فاشي فقد جميع قيم ومبادئ العمل الإعلامي النزيه، الإعلام الذي يتعامي على حرق مقرات الأحزاب ويضرب عنها صفحا ويركز على أشياء موهومة لم تحدث بل مجرد تخمينات ويتهم من حُرقت مقراته بأنه هو من يقود البلد إلى الهاوية ..هو إذن صريح لمن يحرقون ويعتدون على الممتلكات أن واصلوا انتم في الطريق الصحيح... فلا إدانة ولا شجب ولا تهويل ولا كشف للمحرضين .. ! ترى ما هي ردة فعل احد هؤلاء المرتزقة لو أن احد الإسلاميين فعل ما فعله عمرو موسى بنعي فتاة مسيحية في مؤتمر صحفي وهي لم تمت ..؟؟ما كانت ردة فعلهم لو أن احد الإسلاميين دعا إلى تدخل الجيش واستقوى بالخارج كما فعل البرادعي..؟؟ ماذا لو قال احد الإسلاميين انه لن يعترف بالدستور حتى لو وافق عليه الشعب كما صرح حمدين صباحي وعمرو حمزاواي ...؟؟ أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]