هناك حالة احتقان كبيرة بين أطياف الشعب المصرى، وللأسف أصبح التطاول والغلو سمة المرحلة الحالية عند المصريين من كافة الاتجاهات، وهى آفة غريبة على الشعب المصرى، وأظنها مرتبطة بالتحول الذى نشهده، فهى مرحلة متقلبة تتسم بالاضطراب والشد والجذب، وتترك أثرها بالتأكيد على المزاج العام للشعب، وسوف تنتهى هذه الظاهرة بمجرد أن تستقر الأمور وتهدأ وتتضح ملامح المرحلة المقبلة - قريبًا بإذن الله - لأن طبيعة المصريين تقوم على الوسطية والاعتدال منذ فجر التاريخ، وترفض التطرف بكل أشكاله، وهو ما ظهر للأسف بصورة واضحة فى هذه المرحلة، ونأمل أن تختفى هذه الظاهرة، ويعود الشعب إلى طبيعته السمحة، ويتقبل كل واحد منا الآخر؛ لأن اختلاف الرأى لا يفسد للود قضية. والحقيقة أنه فى فترات الاحتقان تظهر لغة إقصاء وتخوين من كل الأطراف تتضمن ألفاظ وكلمات نابية وبذيئة وتراشق بالألفاظ والكلمات الجارحة والخارجة على مقتضى الأدب واللياقة لا تليق بإنسان مصرى متحضر ينتمى لأول مجتمع مدنى فى التاريخ الإنسانى ولحضارة عريقة وعظيمة سبقت جميع الحضارات والشعوب، ليتنا نتخلص من أمراض الشد العصبى والتوتر والقلق التى تحكم سلوك البشر فى لحظات الضيق والشدة، وننظر لمستقبلنا جميعًا على هذه الأرض بروح الود والتسامح وقبول الرأى الآخر حتى ننهض بمجتمعنا ومصرنا. أزمة وستخرج منها مصر أقوى مما كانت معافاة من جرحها فاختلاف وجهات النظر والشد والجذب فى هذه المرحلة شىء طبيعى؛ لأننا فى أولى مراحل الديمقراطية أو ما يمكن أن نسميها مراهقة سياسية، وهناك سوء ظن لدى الأطراف بعضها ببعض، وكل طرف يتربص بالآخر، ويريد أن ينتصر عليه أو يهزمه أو يؤخر نجاحه أشبه بتلاميذ يتشاكسون حول مجموعة بلالين أو أكياس شيبسى لكن فى النهاية ستتنصر إرادة الحق والعدل. وفى الختام أتوجه بسؤال برىء لرموز ونخب المعارضة إذا كنتم واثقين من صدق رأيكم وصواب موقفكم من الإعلان الدستورى والدستور الجديد الذى انسحبتم من لجنته التأسيسية لماذا لا تحتكمون إلى الشعب، ونرتضى به فى الحكم بالتصويت على الدستور الجديد، وعليكم أن تنشطوا بين الجماهير لتوضحوا لها أخطاء الدستور بدلًا من الاعتصامات والصوت العالى أظن أن حديثكم المسبق عن مقاطعة الاستفتاء أكبر دليل على ضعف موقفكم، وأن رصيدكم لدى الجماهير نفد، ستستمر المسيرة ولن يعطلها أحد.. وقى الله مصرنا الشر والسوء وعصم دماء أبنائها من أن تراق فى خلافات ومناوشات حزبية ضيقة يدفع إليها العند والاستكبار عن قبول الحق . [email protected]