إخفاق الأهلي وإنجاز الهلال.. حصاد العرب في كأس العالم للأندية 2025    "11 من 11".. جوارديولا يحلق في سماء كأس العالم للأندية    كاظم الساهر وميريام فارس يتألقان بحفل موازين بالمغرب (فيديو)    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الفرنسي التطورات الإقليمية وسرعة التوصل لوقف إطلاق النار فى غزة    ماكرون يحذر من تداعيات انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي    ملخص وأهداف مباراة الوداد ضد العين فى كأس العالم للأندية    شروط التسجيل لاختبارات القدرات بالثانوية العامة 2025    تراجع أسعار الذهب اليوم الجمعة 27 يونيو في بداية التعاملات بالبورصة    الزمالك يبحث عن 8 صفقات جديدة لتدعيم صفوف الفريق    "لازم واحد يمشي".. رضا عبدالعال يوجّه طلب خاص لإدارة الأهلى بشأن زيزو وتريزيجيه    7 هزائم و23 هدفًا في الشباك.... حصاد مرير للكرة الإفريقية في كأس العالم للأندية 2025    القاهرة على صفيح ساخن، درجات الحرارة اليوم الجمعة فى مصر    محافظ الجيزة يعتمد تنسيق القبول بالثانوية العامة الأحد المقبل    أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم 27 يونيو    سطو مسلح على منزل براد بيت بلوس أنجلوس أثناء تواجده بالخارج    الكشف المجاني على 872 مواطن بقافلة حي الصفا بالعريش    طريقة عمل كيكة البرتقال، خطوات بسيطة ونتيجة مبهرة    يكسر رقم أبو تريكة.. سالم الدوسري هداف العرب في تاريخ كأس العالم للأندية (فيديو)    حريق ضخم في منطقة استوديو أذربيجان فيلم السينمائي في باكو    سعر الدولار اليوم الجمعة 27-6-2025 ينخفض لأدنى مستوياته عالميًا منذ مارس 2022    بكام طن الشعير؟ أسعار الأرز اليوم الجمعة 27 يونيو 2025 في أسواق الشرقية    كم فوائد 100 ألف جنيه في البنك شهريًا 2025؟ أعلى عائد شهادات في البنوك اليوم    فلسطين.. اندلاع مواجهات عنيفة بين فلسطينيين ومستوطنين إسرائيليين في المنطقة الشرقية بنابلس    قمة الاتحاد الأوروبي تفشل في إقرار الحزمة ال18 من العقوبات ضد روسيا    مدحت شلبي يكشف قرارًا صادمًا من وسام أبو علي.. وتخوف الأهلي    حنان مطاوع تروي كواليس «Happy Birthday»: صورنا 8 ساعات في النيل وتناولنا أقراص بلهارسيا    دعاء أول جمعة فى العام الهجرى الجديد 1447 ه لحياة طيبة ورزق واسع    فضل شهر محرم وحكم الصيام به.. الأزهر يوضح    مصطفى بكري: 30 يونيو انتفاضة أمة وليس مجرد ثورة شعبية    «البنت حبيبة أبوها».. أحمد زاهر يوجه رسالة مؤثرة لابنته ملك في عيد ميلادها    ليوناردو وسافيتش يقودان الهلال ضد باتشوكا فى كأس العالم للأندية    بالصور.. نقيب المحامين يفتتح قاعة أفراح نادي المحامين بالفيوم    وزير قطاع الأعمال يعقد لقاءات مع مؤسسات تمويل وشركات أمريكية كبرى على هامش قمة الأعمال الأمريكية الأفريقية بأنجولا    الورداني: النبي لم يهاجر هروبًا بل خرج لحماية قومه وحفظ السلم المجتمعي    30 مليار دولار مقابل نووي بلا تخصيب.. تفاصيل خطة «ترامب» السرية لإعادة إيران لطاولة المفاوضات    ملف يلا كورة.. جلسة الخطيب وريبييرو.. فوز مرموش وربيعة.. وتجديد عقد رونالدو    من مصر إلى فرانكفورت.. مستشفى الناس يقدّم للعالم مستقبل علاج العيوب القلبية للأطفال    عطلة الجمعة.. قيام 80 قطارًا من محطة بنها إلى محافظات قبلي وبحري اليوم    بحضور مي فاروق وزوجها.. مصطفى قمر يتألق في حفلة الهرم بأجمل أغنياته    السيطرة علي حريق مصنع زيوت بالقناطر    إصابة سيدتين ونفوق 15 رأس ماشية وأغنام في حريق بقنا    الشارع بقى ترعة، كسر مفاجئ بخط مياه الشرب يغرق منطقة البرج الجديد في المحلة (صور)    هل التهنئة بالعام الهجري الجديد بدعة؟.. الإفتاء توضح    الأوقاف تفتتح اليوم الجمعة 9 مساجد في 8 محافظات    "القومي للمرأة" يهنئ الدكتورة سلافة جويلى بتعيينها مديرًا تنفيذيًا للأكاديمية الوطنية للتدريب    لجان السيسي تدعي إهداء "الرياض" ل"القاهرة" جزيرة "فرسان" مدى الحياة وحق استغلالها عسكريًا!    موجودة في كل بيت.. أنواع توابل شهيرة تفعل العجائب في جسمك    ترامب: خفض الفائدة بنقطة واحدة سيوفر لنا 300 مليار دولار سنويا    مصرية من أوائل ثانوية الكويت ل«المصري اليوم»: توقعت هذه النتيجة وحلمي طب بشري    المفتي: التطرف ليس دينيا فقط.. من يُبدد ويُدلس في الدين باسم التنوير متطرف أيضا    مصرع سيدة وإصابة آخر في تصادم سيارة ملاكي مع نصف نقل بالجيزة    حجاج عبد العظيم وضياء عبد الخالق في عزاء والد تامر عبد المنعم.. صور    «30 يونيو».. نبض الشعب ومرآة الوعي المصري    حسام الغمري: الإخوان خططوا للتضحية ب50 ألف في رابعة للبقاء في السلطة    فيديو متداول لفتاة تُظهر حركات هستيرية.. أعراض وطرق الوقاية من «داء الكلب»    وزير السياحة والآثار الفلسطينى: نُعدّ لليوم التالي في غزة رغم استمرار القصف    مفتى الجمهورية: الشعب المصرى متدين فى أقواله وأفعاله وسلوكه    إصابة 12 شخصا إثر سقوط سيارة ميكروباص فى أحد المصارف بدمياط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قمة استثنائية ام عودة الي تعزيز دور الوكلاء؟ .. حمدان حمدان
نشر في المصريون يوم 04 - 08 - 2005

في حديث للرسول العربي (صلي الله وعليه وسلم) يقول نحن قوم لا نأكل حتي نجوع واذا أكلنا لا نشبع ، ولا هنا تحض علي عدم الشبع الكامل، لا علي الامتلاء والتخمة الي درجة وصول الطعام الي الحلق. الرئيس حسني مبارك يرشح نفسه لولاية خامسة، لم تكفه اربع ولايات علي مدي ربع قرن، فقد عقد الرجل العزم، باعتماد علي الله وتوفيقه، ان يرشح نفسه لولاية خامسة، كي يكون (في قلب المرحلة)، التي ازدادت مخاطرها وتحدياتها في المنطقة. والامة لا تعلم بالضبط، ما هي مصادر المخاطر التي يحذر منها الرئيس المصري، ذلك ان تفصيلات عن مواقعها وماهيتها لم يأت عليها الرئيس من قريب او بعيد، هل هي مثلا تفجيرات شرم الشيخ الاخيرة، او بصورة ادق الزلزال الذي ضرب العاصمة السياسية لمصر اليوم، ام هي تحديات انسحاب اسرائيل من غزة، ام مخاطر احتمال انسحاب الغزاة الامريكيين من العراق، مع اخفاق مشروع التطبيع لعراق جار في الركاب الامريكي عن طريق وكلاء؟! ام ان المخاطر والتحديات تتمثل في الارهاب المتصاعد علي الغارب في العالم، نتيجة قرون من الاذلال والسيطرة والنهب ودهرية استمرار انظمة رسمية بدعم الخارج الاستعماري، الي ان وصلت درجة التآكل، فبات لزاما، تبديل خرائطها السياسية بدعاوي الاصلاح والتحديث؟ ما الذي يدعو الرئيس مبارك الي اعلان مزدوج: الترشح للرئاسة والدعوة الي قمة استثنائية؟ فاذا كانت الاولي من طبيعة ملكية جمهورية، فان الثانية (القمة الطارئة)، من طبيعة ايماءات قسرية وعاجلة، فالرئاسة فوق ما هي لنفسه وشخصه، فان لزوميتها نابعة من استكمال السقوط في مدرسة مباركية، تؤبد ضمان مصر في موقع (اللادور) لا في افريقيا ولا في اسيا العربية، اذ اين مصر مبارك، من مصر عبد الناصر، فاذا ما تفهمنا طبيعة التبدلات في الازمنة والشروط والظروف، فانه ليس من المعقول، ان نقارب بين مرحلتين يفصل بينهما ثلاثة عقود ونصف من الزمن، لكن الامة لا يمكنها ان تتخيل دورا لمصر، لا في ازمان عبد الناصر، ولا حتي السادات، علي هذه الدرجة من التزام الحياد التام بين فلسطينيين واسرائيليين، وان تلعب دور عراب في التقريب والتوسط، بين اعداء الامس واصدقاء اليوم، الذين باتوا في منزلة اخوة السلاح، وربما اهم المقياس الجوهري للموقف ازاء قضية الشعب الفلسطيني او الموقف من احتلالات اسرائيل لاراض عربية اخري، يعرفها الرئيس المصري قبل غيره. اما الدعوة لقمة استثنائية، فهي للتجمع من اجل محاربة الارهاب، دون السؤال عن دواعيه ومعانيه لان مجرد السؤال عن دوافع الارهاب، انما يعني تبريره وتسويقه.. فكيف يمكن محاربة ارهاب مادي، بارهاب فكري، يمنع علي الناس، حتي مجرد التفكير بمنشأ السلوك لدي الانسان، فيما الغرب نفسه، يملأ مكتبات بحالها، بعناوين وكتب ومباحث ومدارس.. تريد تحليل الدافع القبلي لسلوك الانسان للحيلولة دون اقدامه علي ارتكاب جريمة قبل وقوعها، ولا نظن ان مبدأ الغاء عقوبة الاعدام في بعض الدول، الا نتيجة للقوة الطاغية، التي دفعت بالانسان نحو ارتكاب جريمة ما. لكن مشكلة القادة العرب، انهم باتوا يتحدثون عن ظاهرة الارهاب، كما يتحدث عنها، كل من بوش وبلير، بحيث ينضمون الي الصف الهادف لدمج المقاومة الوطنية الشرعية بالارهاب، فمؤتمر شرم الشيخ لجوار العراق السابق، لم يأت في بيانه الختامي علي كلمة واحدة، تقول بشرعية المقاومة الوطنية ضد الاحتلال، فيما امتلأت صفحاته بالغزير عن الارهاب، بموافقة وتوقيع وفد الثورة الاسلامية الايرانية دون تحفظ او اشارة، فالجميع يريد ان يسبح في فلك امريكا، ولو تنوع الخطاب وتباينت وجوه بلاغياته، سواء بدوافع الاستهلاك المحلي، او بدوافع مساومات تؤمن موقعا متقدما فوق القاع السفلي لشراكة مؤلمة، وهي سياسة ايران تجاه العراق تحت الاحتلال، كما هي سياساتها تجاه افغانستان. ان مؤتمر القمة الاستثنائي المطلوب، قد يزاد عليه جوار العراق ايضا، او ان هذا الجوار (غير العربي) سيظل في صلة الموصول بمجريات القمة واهدافها وما تسير عليه، فقد عودنا الرئيس مبارك، خلال ربع قرن من زمن الاحداث الخطيرة والمستطيرة من غزو لبنان واحتلال عاصمته، الي طرد المقاومة الفلسطينية منه، الي ضرب جنوب لبنان بكل الشراسة بما فيه مذبحة قانا، الي قمة القاهرة المستعجلة، بعد دخول القوات العراقية الكويت باسبوع واحد او اقل، الي تدمير العراق بذريعة تحرير الكويت، مع مشاركة مصر وسورية في حفر الباطن، الي الحصار الهمجي ضد شعب العراق، الي التواطؤ في حل مشكلة عبد الله اوجلان، وما نشأ بسببه بين سورية وتركيا، فاذا بالوساطة تنتهي بنزع فتيل اوجلان، مع اعتراف نهائي ورسمي، بتبعية لواء اسكندرون الي تركيا، مع شطب (طربوشه) من الخارطة السورية، الي انتفاضة الاقصي الاولي والثانية ودماء جنين والمدن الفلسطينية الي درجة الابادة للانسان والزرع والضرع مع قضم الاراضي وعلي رأسها القدس (عروس عروبتكم) وما تتباكون عليه، الي ثعلب الصحراء علي يد الديمقراطي الامريكي، الي احتلال العراق علي يد الجمهوري الامريكي، الي وساطات الرقص الحيادية والبريئة، بين فلسطينيين واسرائيليين، الي عودة لبنان الي سيرة ملوك الطوائف.. ثم لتستكمل الدائرة في (التصدي) لعالم الارهاب والارهابيين، نقول، عودنا الرئيس مبارك، الا يدعو لقمة عربية، الا اذا كانت واقعة في الهوي الامريكي وما يريد، فمشكلات مثل سياسات الابادة الاسرائيلية للفلسطينيين واكبر منها، احتلال العراق، وفتح السويس للسفن الحربية الامريكية الذاهبة جهارا لقتل شعب العراق، فانها لا تؤرق الرئيس مبارك، بل ولا تهز رموش عينيه، طالما انه يتحصن خلف منطق يقول هوه مين اللي يقدر يحوش امريكا وهل هذا هو حق القول لضابط قاد نسوره في حرب العبور المظفرة، ثم عاد ليستكين في هدأة الوصال والاتصال، ما بين العبور وكامب ديفيد، وليستقر علي ارائك السلاطين بعد اغتيال الرئيس السادات، وفي هذا الصدد اشارت صحيفة فرنسية شهيرة هي (لوفيغارو ديمانش) سبق لمصورها ان التقط صورا للقادة المصريين اثناء العرض العسكري الذي وقعت فيه حادثة الاغتيال، وتحت احدي الصور تعليق يقول في غضون عشر دقائق قبل الاغتيال، نائب الرئيس نظر الي ساعته ست مرات)!. وكان هذا التعليق بعد عشرة ايام من واقعة الاغتيال! ومما لا شك فيه، ان هذا الاتهام المبطن، يمكن ان يكون بدوافع اعلامية صهيونية، فالاطراف المتشددة من مجموعات الضغط اليهودية، لا تطيق عربيا مسؤولا، حتي لو كان في محل تفاهم مع السياسات الاوروبية او الامريكية، فمشكلة الرئيس مبارك، في نظر التشدد اليهودي، هي ان الله خلقه عربيا ومسلما.. وتكفيه تلك المصادفة كي يكون في موقع كراهية واتهام وتشنيع. فاذا كان الرئيس مبارك، غير مصدق لبؤس ما آل اليه وكلاء امريكا، في المنطقة والعالم، فما عليه سوي ان يجيل بصره وبصيرته، فيما انتهي اليه شاه ايران، من حيث هو الخادم الاكبر لسياسات امريكية اسرائيلية طوال نصف قرن (ضعف المدة الرئاسية للرئيس مبارك)، اذ بعد سقوط امبراطور فارس العظيم، حرمت امريكا علي بلدان العالم، استضافته او استقباله حتي للعلاج من مرض السرطان، فيما هي اجازت ذلك للرئيس السادات، ولعل في ذلك حكمة، تشويه السادات بأفعال الشاه. والسؤال الان هو، الي ماذا يرمي الرئيس مبارك في دعوته لقمة طارئة؟ فاذا كان الارهاب هو القصد المقصود، حيث تجميع وتنسيق القوي السلطوية العربية لمحاربته دون غيره، فان الامة بحاجة لمعرفة من تحاربون، وما هي مشكلاتهم وعقائدهم وبرامجهم، بمعني ان الارهاب لا يمكن ان يسقط من فراغ الاسباب، طالما ان الارهابي هو من يقتل اولا، حيث لا منفعة ذاتية، ونحن نتحدي ان رئيسا ما، يجرؤ علي فتح ملف ارهاب الدولة، المدججة باعلي ما في التكنولوجيا من سلاح ابادة جماعية، بمعني آخر، اذا كان الهدف من القمة، هو تجميع القوة وتنسيقها لمحاربة الارهاب، فعليها (اي علي القمة) ان تفسر لشعوبها معني الارهاب الذي تتوجه لمحاربته، فاذا كان الارهاب، هو المقاومة الوطنية المشروعة، (في فلسطين والعراق وافغانستان والشيشان).. فانه هو نفسه ارهاب بوش وبلير، حيث القصد المقصود، هو المقاومة الوطنية لا غيرها، اما اذا كان الارهاب، يتمثل في قتل المدنيين الابرياء، فيجب التأكد من طبيعة القوي (الخفية) الواقفة خلفه، وفيما اذا كانت هي حقا، داعمة للمقاومة الشرعية ام معادية لها، فما من بلد في العالم، يعيش اختلاطات قوي خارجية، لها اهدافها الاقليمية مثلما يعيش العراق اليوم، وفي التاريخ اليهودي، ما يشي بتوافقات يهودية نازية، او يهودية فاشية او يهودية قيصرية (روسيا)، بغاية ارهاب اليهود المحليين او قتلهم.. من اجل حملهم علي الهجرة الي فلسطين. فاذا كانت هذه هي مدرسة السياسات الصهيونية علي صعيد العالم، فما الذي يمنعها من ممارسة شيء مماثل، تجاه الكنس والكنائس والمساجد، لتضع هذه الافعال الاجرامية، علي كاهل المقاومة الوطنية؟ ما الذي يمنع من ان يكون التصميم اسرائيليا او امريكيا، والتنفيذ عربيا او كرديا او اشوريا.. مأجورا بلهفة المال والحاجة اليه! اننا لا نعتقد ان النوابغ من قادة العرب، غافلون عن كل هذه التفاصيل وسواها، فهم مقبلون علي قمة يعرفون سلفا، ما هي اهدافها ودواعيها، اذ بعد الاهداف تجيء الدواعي، فالمنطقة فعلا تعيش علي بركان متفجر، وقد انتقلت عمليات ما يسمي بالارهاب، الي دول، سبق لها الاستقرار المديد في تواريخها، وها هي تثور، تارة في السعودية واخري في الكويت وثالثة في اليمن، ومثيلاتها في البحرين والصومال وموريتانيا والجزائر وتونس، ناهيك عن الزلازل في العراق وفلسطين وافغانستان. وهذا يعني ان القرن الامريكي القطبي، بدأ يدخل في متاعب جدية، عسكرية واقتصادية وبشرية، وهو ما يبدو في ارتداد الشعب الامريكي، وتنبهه المسبق الي خسارة الحرب في العراق، وان حكومة بوش، كانت قد عمدت الي تضليل الشعب، في ذرائعها لخوض الحرب ضد العراق. ان هذا الوضع المأزقي، الذي وضعت ادارة بوش نفسها فيه، بحاجة ماسة الي مخرج، ومن الطبيعي ان يكون المخرج، بالنسبة لدولة عظمي مثل امريكا، دون اراقة لماء الوجه، علي ان اراقة ماء الوجه لاخرين، يمكن ان يجد طريقه في براغماتية سياسية امريكية معهودة، ومن هنا يأتي الدور علي قمة عربية استثنائية، فباسم مقاومة الارهاب، يأتي التجمع (في شرم الشيخ)، للاتفاق علي اعداد برنامج مرسوم (قد يكون بيانه الختامي قد اعد ووفق عليه)، من اجل مجابهة طاريء المرحلة المقبلة وماتشي به من دور وكالة او انابة. فاذا اردنا ان نتعرف علي ما لا يقوله الرئيس مبارك في علنيته، فاننا نستطيع كشف اسرار الرئيس، من خلال ما يجهد به مفتي الازهر مثلا، واليكم هذه الفتوي التي حظي بها، اياد علاوي، كحكم شرعي من شيخ الازهر. يقول مفتي الازهر محمد سيد طنطاوي في فتواه عن المقاومة العراقية، التي قدمها هدية للعلاوي: يجب تطبيق حد الحرابة عليهم، لانهم يقومون بأعمال تخريبية ضد المدنيين في العراق، ان اعمالهم هي اسوأ انواع الفساد في الارض، ليسوا مسلمين، بل اصحاب نوايا سيئة لا تريد للعراق الا الخراب والدمار.. اني اطالب المجتمع الدولي بالوقوف امام تلك المقاومة بالمرصاد وان يعاقبوا اشد عقاب، لان ذلك واجب شرعي . وفي اسرع من البرق، كان علاوي، عميد البنتاغون الامريكي في العراق، يبث فتوي طنطاوي عبر جميع الاقنية المحلية والاقليمية والدولية. وبالمناسبة فان العديد من الصحف المصرية، كانت قد اشارت بصريح العبارة، بان فتوي طنطاوي للعلاوي، هي التي قتلت السفير المصري في بغداد، اي بمعني بديل، ان سياسة الحكم المباركي في مصر، تجاه العراق، منذ قمة القاهرة (اب 1990)، كانت سياسة امريكية دون حيدان، فاضافة الي الوقائع والمواقف التي قد لا تحتاج الي دليل، هناك واقعة ذات دلالة ملموسة، يشير اليها الكاتب والصحافي الامريكي الشهير، بوب وودورد في كتابه الاخير خطة هجوم، وهذه الواقعة تقول (صفحات: 167، 446، 447، 448 من النسخ المعربة علي يد الاستاذ فاضل جيتكر) ما يلي: مع الاسبوع الاول من شباط 2003، اي قبل شن الحرب بأربعين يوما، التقي الامير بندر سفير السعودية في واشنطن بالرئيس مبارك، حيث ابلغه الاخير، ان لدي المصريين كمية كبيرة من مصادر معلومات استخباراتية داخل العراق، وهذه المعلومات تؤكد بان هناك مخابر متحركة لصنع اسلحة دمار شامل.. ثم
اضاف: وصلني مبعوث من صدام وابلغني عن وجود عائلات، سيجري تحديد هوياتهم لاحقا راغبين بالمجيء الي مصر، كما ان هناك خزنات عملاقة، قادرة علي استيعاب مليارين من الدولارات، نقدا او علي شكل سبائك ذهبية.. وقد اجبت مبعوث صدام، اعقدوا صفقة مع الامريكيين، والا فسأتولي انا دعوة الامريكيين للتدخل المصدر المشار اليه صفحة 446).. وفي صفحات اخري من الكتاب، يصور لنا وودورد، مدي اللهفة الجنونية التي كان يبديها قادة السعودية ومصر والكويت، الي درجة التوسل، كيلا يتردد الرئيس بوش هذه المرة، في الاسراع بشن حرب، من شأنها الاطاحة بصدام ونظامه، حتي لو ادت الحرب الي احتلال الراق والسيطرة عليه. لم تكن معلومات الاستخبارات الامريكية عن اسلحة الدمار الشامل في العراق، من مصادر معارضة عراقية بائسة كي يصدقها الامريكيون (فمستوي العيش مع مومسات من الدرجة الرابعة) كما وصفت وزيرة الخارجية السابقة السيدة مادلين اولبرايت، المعارضة العراقية في حينه، لا يصلح لاستسقاء المعلومات، ففضيحة اكذوبة الدمار الشامل، كان قد اسدل الستار علي ابطالها الحقيقيين، فلا جورج تينت ولا الجلبي ولا علاوي والحكيم.. هم ابطال الرواية المنكودة، كما انه ليس من المعقول ان تشير امريكا الي مصادرها الحقيقية في قامة رؤساء ما زالت تشتري خدماتهم بادامتهم. فحذار من قمة طارئة تشرعن لارسال قوات عربية الي العراق او فلسطين، حذار من تحريف القتال الي وجهة عربية عربية، فاذا كان لابد لكم من دخول المحظور، فانا نبشركم بانضمام قوات الامة الي المقاومة، فخرائط الشرق الاوسط الجديد، كانت قد سقطت في الفلوجة، عاصمة الكبرياء العربي والاسلامي، ولا راد لها، فاذا ما عزمتهم، فتوقعوا جحيم نار عراقية جديدة، لم تقدر امريكا علي اطفاء جذوتها، ثم توقعوا مع الجحيم العراقي، سقوط انظمتكم علي يد شعبنا تحت كل سماء. --------- صحيفة القدس العربي اللندنية في 4 -8 -2005

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.