في تقرير بالغ الخطورة نشرته اللجنة الاستشارية الدولية للقطن كشف عن عملية تدمير منهجي لأهم منتج زراعي مصري كان يمثل عصبا للاقتصاد القومي وهو القطن المصري طويل التيلة التقرير كشف عن أن هذا التدمير كان المستفيد الأول منه هو الانتاج الأمريكي والانتاج الإسرائيلي الذي لم يعرف القطن حتى عام 1990 الميلادية ، وأصبحت اليوم تنافس القطن المصري وسوف تتجاوزه خلال سنوات قليلة إذا استمر معدل النمو على ما هو عليه الآن اللجنة الدولية كشفت عن أن باب التدمير كان من خلال برامج البحوث المشتركة بين الجانبين الأمريكي والمصري ففي مطلع عام 1986ميلادية أنتهت المرحلة الأولي من برنامج بحوث مشتركة علي سلالات الأقطان المصرية فائقة الطول بأستنباط سلالة جديدة من الأقطان تسمي البيما والتجارب تمت بين خبراء أمريكيين و خبراء مصريين في برنا مج للبحوث المشتركة يسمي ال "نارب" أو المشروع المصري الأمريكي للبحوث التابع لمركز البحوث الزراعية بالجيزة. والمشروع المشار إليه قاده عن الجانب المصري وقتها دكتور احمد ممتاز وهو مشروع ممول أمريكيا. وكان الخبراء في هيئة المعونة الأمريكية أقنعوا نظرائهم المصريين في أطار توفر أرادة سياسية من وزير الزراعة أقنعوهم بضرورة الخلط أو التزاوج ما بين أقطان أمريكية تمكث في الأرض فترة أقل وتدر عائد أكبر وتقاوم الحشرات وبين السلالات المصرية فائقة الطول لأنتاج سلالة أقطان ثلاثة تحمل كل تلك الصفات ويمكن زراعتها في بيئات الشرق الأوسط والولاياتالمتحدة أيضا و بالفعل تم هذا الخلط ونتج عنه سلا لة جديدة تسمي البيما وتسبب هذا التزاوج أو الخلط في محو للصفات الوراثية للسلا لات المصرية وفقا ً لبروتوكول ال "نارب" حصلت واشنطن علي سلالات ال بيما ومنحتها ل أسرائيل فيما بعد والتي عبرها عرفت زراعة القطن لأول مرة وذلك في مطلع عام 1990ميلادية وعندما بدأت تلك البحوث عام 1984ميلادية كانت مصر تنتج ما يصل الي 8 ونصف مليون قنطار من الأقطان تصدر منها أكثر من خمسة ملايين قنطار تدر عائدا ً ماليا كبيرا ً ل مصر من العملات الحرة ، وكان كبار الأدباء الحاصلين علي جوائز عالمية مثل نوبل يتناولون في تفاصيل قصصهم أشخاص يرتدون ملابس من القطن المصري علي أعتبار أنه فائق الجوده ومصدر تيه وفخر من يرتديه ومحط أعجاب النساء والرجال في شتي دول العالم ، وفي إشارة خطيرة لحجم الكارثة تقول اللجنة الأستشارية الدولية للقطن ما نصه حرفيا كان القطن المصري طويل التيلة مسيطرا علي الأسواق العالمية حتي عام 1984 ميلادية ، وأبتداءً من عام 1986 ميلادية بدأت الأقطان الأمريكية طويلة التيلة - والتي لم تكن تعرفها واشنطن من قبل - تغزو الأسواق العالمية بدلاً من الأقطان المصرية ، وخرجت الأقطان المصرية من الأسوا ق العالمية تدريجيا ً ، حتي وصلت الي أدني مستوي عام 1993ميلادية ، حيث نقصت مساحات الأقطان المنزرعة الي النصف ، في الوقت الذي تضاعفت فيه مساحات القطن الأمريكي طويل التيلة. ويبلغ أنتاج مصر حاليا ً من القطن طويلة التيلة بالنسبة للعالم 50% ، ويبلغ أنتاج أمريكا 15% ، وأسرائيل 2% ، والهند 15% وعلي الرغم من ذلك و تبلغ صادرات مصر من القطن طويل التيلة 11% من حجم السوق العالمي وتبلغ الولاياتالمتحدة 40% وإسرائيل 4% ويخلص التقرير الدولي الي ما يلي : أن خروج مصر من السوق العالمي للقطن يجيء لحساب أمريكا وأسرائيل حيث تصدر أسرائيل مطلع عام 1996ميلادية 7الآف طن قطن طويل التيلة ، بينما تصدر مصر 19 الف طن - مع العلم ان اسرائيل لم تكن تزرع القطن حتي عام 1998ميلادية - ، وتصدر أمريكا 70 الف طن ومن المتوقع مطلع عام 2004ميلادية أن تصدر أسرائيل 15 الف طن وامريكا 100 الف طن - وأنقل عن التقرير أيضا ذلك - ما لم تتحرك مصر لأنقاذ سلالتها التاريخية والعودة للأسواق العالمية وتقول اللجنة الدولية في تقريرها بالنص يعتبر القطن المصري السلعة الوحيدة التي اذا ما تواجدت بالأسواق الدولية لا يمكن منافستها باية حال من الأحوال ومما يؤسف له وفقا ص لتقارير التجارة الخارجية المصرية للعام الحالي فأن القاهرة تستورد ما يقرب من مليون قنطار قطنا بعد تحولها لدولة مستوردة جزئيا وتستورد القطن الأمريكي وهو ما جعل خبيرا بارزا يقول لنا لقد قتل الامريكيين اقطاننا والان يمشون بجنازتها