نصب 30 خيمة فى محيط القصر الجمهورى.. ووجبات جاهزة للمعتصمين.. ورسوم جرافيتى ضد الرئيس.. ودومة يحرض الحرس للقبض على "مرسى" احتشد آلاف المتظاهرين المنتمين لبعض الحركات والقوى السياسية مساء الثلاثاء أمام قصر الاتحادية بمصر الجديدة، للمطالبة بإسقاط الإعلان الدستورى ورفض مشروع الدستور الجديد. وردد المتظاهرون هتافات منها: "يا بلدى ثورى ثورى الإخوان سرقوا دستورى".. "اضرب نار اضرب حى وأنت يا مرسى دورك جاي".. "دبدب رجلك طلع نار دى الثورة ودول ثوار".. "احلق دقنك بين عارك يطلع وشك وش مبارك".. "الشعب يريد إسقاط النظام".. و"يسقط يسقط حكم المرشد". وبعد انتهاء الفعاليات غادرت بعض القوى والحركات الثورية قصر الاتحادية عائدة إلى ميدان التحرير إيذانًا بانتهاء فعاليات مليونية "الإنذار الأخير"، مؤكدين أنهم لا ينوون الاعتصام فى محيط قصر الاتحادية، لمنح الرئيس فرصة للاستجابة لمطالبهم، مؤكدين أن مظاهرات أمس حققت أهدافها وشهدت مشاركة غير مسبوقة سواء فى المسيرات إلى قصر الاتحادية أو فى المسيرات التى توجهت إلى التحرير، بينما أعلن مئات المتظاهرين اعتصامهم أمام القصر الرئاسي، لحين تلبية مطالبهم. "المصريون" قضت الليلة الأولى مع المعتصمين أمام قصر الاتحادية، حيث ظل العشرات يتوافدون على محيط القصر طوال الليل، وترديد الهتافات حتى الساعات الأولى من الصباح، لرفض الإعلان الدستورى والمطالبة بالقصاص للشهداء. وشهد محيط قصر الاتحادية توافد العشرات فى مجموعات متفرقة خرجت من عدة مناطق واستمر المتظاهرون فى إغلاق الطرق المؤدية للقصر من خلال الحواجز الحديدية على مدخل شارع الكوربة والميرغني. واحتشد آلاف المتظاهرين أمام أبواب القصر الرئاسي، بعد تراجع قوات الأمن إلى داخل القصر، وطرقوا الأبواب بقوة مرددين هتافات: "ارحل.. ارحل".. "يسقط يسقط حكم المرشد"، فيما قامت قوات الأمن بإطلاق طلقات الصوت والقنابل المسيلة للدموع من خلف الأبواب لتفريق المتظاهرين. وفى الساعه العاشرة والنصف مساء، خرجت مسيرة تضم مئات المتظاهرين حاشدة من أمام قصر الاتحادية إلى ميدان التحرير، للمشاركة فى مليونية "الإنذار الأخير"، مرددين هتافات عبر مكبرات الصوت التى تم تعليقها أعلى سيارات متنقلة، تطالب برحيل النظام وإسقاط حكم المرشد، رافعين الأعلام المصرية واللافتات المناهضة للدكتور محمد مرسى وجماعة الإخوان. ورصدت "المصريون" وجود عدد كبير من بقايا الوجبات الجاهزة داخل علب كرتونية غير مدون عليها أى معلومات خلف إحدى الشركات القريبة من أسوار قصر الاتحادية. وفى الساعات الأولى من صباح الأربعاء، قامت سيارات محملة بالبطاطين بتوزيعها على المعتصمين بمحيط قصر الاتحادية.. وبسؤال السائق عن مصدر هذه البطاطين، رد قائلا: "فاعل خير"، كما تم أيضًا توزيع المياه المعدنية والعصائر على المتواجدين بالمكان بكثرة، حيث يقوم بعض الأشخاص بجلب العلب "الكراتين" بين فترة وأخرى، وكذلك جلب الأطعمة الجاهزة "ديليفرى" وتوزيعها على المعتصمين. وفى الساعة الواحدة والربع صباحا، انخفضت أعداد المتظاهرين بعد انصراف الآلاف، فيما نصبت الأحزاب والقوى والحركات السياسية ما يقرب من 30 خيمة فى محيط القصر منها: "المصريين الأحرار والتحالف الشعبى الاشتراكى والدستور وبعض النشطاء المستقلين والمتظاهرين"، حيث تم نصب 12 خيمة فى حديقة مسجد عمر بن عبد العزيز و15 أمام القصر الرئاسي، و3 فى أماكن متفرقة، فيما تم إطلاق الألعاب النارية بين الحين والآخر، فى أجواء من السعادة بسبب نجاح المظاهرة المليونية. وقام رسامى الجرافيتى لأول مرة بالرسم على سور قصر الاتحادية، بعد عبورهم الحواجز الأمنية والأسلاك الشائكة والوصول إلى بوابات القصر خلال تظاهرات أمس، معبرين بعبارات تنعى الشهداء، ورسائل كتابية لجماعة الإخوان المسلمين، فيما قام الرسامون برسم صورة الدكتور محمد مرسى داخل قضبان السجن، كما كانت ترسم للرئيس المخلوع سابقًا على جدران محمد محمود الذى شهد أحداث ثورة 25 يناير. وقام عشرات المعتصمين بتكوين حلقات غنائية فى أول يوم اعتصام أمام القصر الرئاسي، مرددين الهتافات والشعارات الرافضة الإعلان الدستوري، والاستفتاء على الدستور. ووزع حزب التحالف الشعبى الاشتراكى على المعتصمين بياناً تحت عنوان "نرفض دستور الاستبداد والظلم الاجتماعى والوصاية العسكرية"، مؤكدًا أن الدستور الجديد يكرس لدولة الاستبداد وحكم الفرد والظلم الاجتماعى والوصاية العسكرية، مشددًا على رفض الحزب للطريقة التى تم بها اختيار أعضاء الجمعية التأسيسية والتى خرجت غير معبرة فى تشكيلها عن كل مكونات الشعب المصري، معلنًا رفضه القاطع للمنتج النهائى الذى خرج عن هذه الجمعية المشوهة، حسب تعبير البيان. واستؤنفت الحركة المرورية بصورة طبيعية حول المناطق القريبة من قصر الاتحادية والمؤدية إليه، حيث تدفقت السيارات عبر ميدان روكسى، وشارع الخليفة المأمون ومناطق حدائق القبة وشارع صلاح سالم. وبعد الساعة الثالثة صباحًا انطلقت مسيرة تضم عشرات المتظاهرين طافت الشوارع الجانبية للقصر الرئاسي، تؤكد على مطالب مليونية "الإنذار الأخير". وفى الساعة الرابعة والنصف، عادت قوات الأمن بصورة جزئية للانتشار فى الأماكن التى كانت قد تراجعت عنها عقب اندفاع المتظاهرين نحو محيط القصر الرئاسى لتجنب المواجهات مع المتظاهرين الغاضبين، فيما تمركز 10 جنود وضابط أمام البوابات متسلحين بالعصا والدروع وراء الحواجز الحديدية التى أقامها المعتصمون. فيما ناشد اللواء أشرف عبدالله، مدير الأمن المركزى بالقاهرة، خلال تفقده محيط القصر، المتظاهرين بعدم الاحتكاك بقوات الأمن المكلفة بتأمين القصر، وهو ما رد عليه المتظاهرون بهتاف: "إيد واحدة.. إيد واحدة". من جهته، طالب الناشط السياسى أحمد دومة من خلال مكبرات الصوت، الحرس الجمهورى بإلقاء القبض على الرئيس محمد مرسي، الذى سقطت شرعيته وإعلان التضامن مع المتظاهرين. وبعد صلاة الفجر، قام المتظاهرون بافتراش المساحات الخضراء فى محيط القصر ومسجد عمر بن عبدالعزيز، بعد يوم شاق من الهتافات، فيما سادت حالة من الهدوء التام ودخل البعض إلى الخيام وانخرط فى نوم عميق، بينما غادر الآخر لارتباطهم بأعمالهم.