المحكمة تتحول لثكنة عسكرية.. ومسيرة المتظاهرين تشل حركة المرور على الكورنيش.. وصفوت حجازى ينضم للمعتصمين.. ومشادات مع أهالى المنطقة فى تمام الساعة العاشرة من مساء أمس السبت تحركت مسيرة ضخمة من جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية من ميدان جامعة القاهرة إلى المحكمة الدستورية العليا بالمعادى، لمنع أعضاء المحكمة من الدخول والضغط عليهم من أجل عدم حل مجلس الشورى والجمعية التأسيسية لوضع الدستور اللذين حصنهما الرئيس محمد مرسي في إعلانه الدستوري الأخير، فيما رافقتهم مسيرة ضمت العشرات من النساء المحاطات بحائط بشري من الرجال لحمايتهن من الزحام". وردد المشاركون في المسيرة هتافات: "الشعب يؤيد قرارات الرئيس".."بنحبك يامرسى".. "المرة دى بجد مش هنسيبها لحد".. "عبد المجيد يا عبد المجيد بكره تلبس الحديد"، وعند مرورهم بميدان الجيزة وجهوا نداءهم إلى السكان: "انزلوا من بيوتكم عايزين نجيب حقوقكم".."لينا رب اسمه الكريم".. "مش هنسكت على الفساد". وشكلت لجان النظام بالمسيرة دروعًا بشرية تجنبًا لوقوع أية احتكاكات أو مشادات مع المواطنين، فيما استمر التفاعل مع السكان الذين خرجوا من شرفات المنازل مرددين الهتافات المؤيدة للرئيس مرسي. وقام المشاركون في المسيرة بإطلاق الألعاب النارية في الهواء ورفعوا الأعلام الخضراء والعلم المصري بجوارها مكتوباً عليها: "لا إله إلا الله محمد رسول الله".. "الشعب يريد تطبيق شرع الله". وفى الحادية عشرة والنصف مساء، وصلت المسيرة شارع الكورنيش، وسط حالة من التكدس المرورى بطول طريق كورنيش المعادى المتجه إلى حلوان من الاتجاهين، مرددين هتافات: "صوتى ياتهانى دستورنا راجع تانى". ووصلت المسيرة إلى مقر المحكمة الدستورية بالمعادي في الساعة الثانية عشرة والنصف صباح الأحد، وفى هذه الأثناء برزت إحدى السيدات من سيارتها المتوقفة على جانب الطريق موجهة سبابها للمسيرة: "وقفتوا حال البلد.. الله يوقف حالكم"، فيما افترش العشرات الأعلام التي كانوا يحملونها وجلسوا عليها واسترخ البعض عليها نظرًا لطول المسافة والإرهاق الذى أصابهم بعد مليونية "الشريعة والشرعية". وفى الساعة الواحدة صباحًا، قام بعض الشباب بنصب 5 خيام للاعتصام أمام المحكمة، فيما استغرق بعضهم في النوم والبعض الآخر جلسوا في حلقات نقاشية مع أفراد الأمن حول ظروف المجتمع وما يجرى فى ميدان التحرير. وتحول مقر المحكمة الدستورية إلى ثكنة عسكرية حيث كثفت قوات الأمن من تواجدها أمام المحكمة والأماكن المحيطة بها، ونشرت ما يقرب من 1000 جندي من قوات الأمن المركزي، وتواجدت أيضا سيارتا إسعاف لتقديم الرعاية الطبية العاجلة للمعتصمين. وقامت قوات الأمن بإغلاق الشوارع المؤدية إلى مستشفى المعادى العسكري والمحكمة الدستورية، فى الوقت الذي تجمع فيه الآلاف من أفراد جماعة الإخوان المسلمين عند الحديقة المجاورة أمام قسم شرطة دار السلام، مما تسبب في شلل الحركة المرورية. وطالب الداعية الإسلامى صفوت حجازى إلى الاعتصام أمام الدستورية، حتى نظر دعويي حل الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى والإعلان الدستوري المكمل، مرددًا هتافات منها:" والله زمان.. وبعودة.. ليلة أبوكم ليلة سودا".. "عيش .. حرية .. عاوزينها إسلامية". وطالب المعتصمون الدكتور محمد مرسى بحل المحكمة الدستورية بعد الاستفتاء على الدستور، مهددين بالاعتصام أمامها لحين الاستجابة لمطالبهم. ووزع أحد المتواجدين أمام المحكمة الدستورية بياناً حصلت "المصريون" على نسخة منه، على المعتصمين كان فيه "إن هناك 2 مليار جنيه تم صرفها على انتخابات مجلس الشعب السابق المنتخب بواسطة 30 مليوناً، وأنه تم حله بجرة قلم من المحكمة الدستورية؛ بسبب خطأ لا يتحمله الشعب، بالإضافة إلى مليار جنيه صرفت على انتخابات مجلس الشورى. وأكد البيان أن أهداف الإعلان الدستوري الأخير تتمثل في إعادة محاكمة قتلة شهداء الثورة وإقرار جزء من حقوق الشهداء والمصابين بتخصيص معاش لهم، والسعي لبناء مؤسسات الدولة ووضع دستور جديد محترم حتى تستقر البلاد وتوفير حقوق المواطن العادية من رغيف الخبز والمواصلات والعمل والراتب المحترم, والسعي لحماية مطالب الثورة وإرادة الشعب, بالإضافة إلى تعيين نائب عام جديد مخلص يستجيب لإرادة الشعب ولا يحمي الفاسدين، وتحصين قرارات الرئاسة من عبث عملاء النظام السابق وأصحاب المال الفاسدين. وفي الثالثة إلا ربع، توافد المئات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وبعض مؤيدى الدكتور مرسى إلى مقر الدستورية، معلنين الاعتصام، مرددين هتافات منها: "طهر طهر يا إخوانى لسه الزند ولسه تهانى".. "اوعى تعيش فى الدور عمرو موسى أصله فلول".. "يا صباحى يا صباحى الشعب المصرى صاحى صاحى". ورصدت "المصريون" قيام بعض معتصمى المحكمة الدستورية بتلاوة القرآن الكريم ،وقام البعض الآخر بأداء شعائر قيام الليل على الرصيف الموازى للمحكمة فى حين قام البعض الآخر بعمل حلقات نقاشية مع المارة لإقناعهم بعوار حكم المحكمة الدستورية بحل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور وحل مجلس الشورى. وفى الوقت ذاته، حدث اشتباك بالأيدي بين أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وشخص آخر، وتدخل العقلاء لفض الاشتباك ومنع الاحتكاك مجددا. وفى الساعة الرابعة وعشر دقائق وقعت مشادات بين المعتصمين وعدد من أهالي منطقة دار السلام، بعد اتهام الأهالى للمعتصمين بأنهم مأجورون، ما أثار غضبهم، فتبادلوا معهم السباب والشتائم التي كادت تصل إلى الاشتباك بالأيدي لولا تدخل العقلاء منهم لاحتواء الموقف. وقبل موعد أذان الفجر بنصف ساعة، تم توزيع بعض الأطعمة والمشروبات على المعتصمين من خلال سيارة محملة بالأطعمة، فيما تمت إذاعة قرآن الفجر عن طريق أحد مكبرات الصوت في سيارة تابعة للمعتصمين. ومع أذان الفجر توجه العشرات من المعتصمين إلى المساجد القريبة للوضوء، والبعض استمر فى مكان اعتصامه، فيما فضل البعض الآخر الصلاة جماعة أمام المحكمة. وفى الساعة السادسة، سادت حالة من الهدوء أمام مقر المحكمة، بعد انخراط معظم المعتصمين فى النوم لأخذ قسط من الراحة قبل بدء يوم جديد من المظاهرات أمام المحكمة، في الوقت الذي سادت حالة من السيولة المرورية أمام المحكمة.