يبدأ النادي الأهلي المصري رحلة جديدة في كأس العالم للأندية ليحقق رقما مميزا في المشاركة في هذه البطولة مشاركا مع نادي اوكلاند سيتي ممثل اوقيانوسيا ( اربع مشاركات لكل منهما ) والذي يلتقي في مباراته الافتتاحية مع هيروشيما بطل الدوري الياباني .. حسام البدري من جهته رشح هيروشيما الياباني باعتباره الأقرب للفوز وملاقاة الأهلي في مباراة الدور الثاني التي يشارك فيها الأهلي مباشرة.. الأهلي قبل هذه البطولة وخاصة في المباراة النهائية لكأس الأبطال في تونس قدم ابهارا كرويا عبر عنه استاذنا ( حسن المستكاوي ) مشبها الأهلي ببرشلونة افريقيا .. وحقيقة كان اكثر ما أمتعنا في أداء الأهلي في هذه المباراة النهائية ان الأهلي فرض شخصيته في الملعب .. الأهلي يلعب كفريق كبير له شكل واضح وثابت واعتمد بشكل أساسي على الثقة العالية في الأداء وامتلاك الملعب بالتمرير طولا وعرضا بأقل نسبة فقدان للكرة ( ميس باص ).. مع الاعتماد على مهارات خاصة للحاوي وليد سليمان وتسديدات عبد الله السعيد وسرعة جدو واختراقات سيد حمدي ودقة ومهارة حسام غالي – خاصة عندما يلعب بمزاج – وانطلاقات الأجناب احمد فتحي وسيد معوض أو شديد قناوي .. هذا الشكل المبهر والواثق الذي عبر به الأهلي عن نفسه سيطالب باعادة تقديمه في كأس العالم للأندية في الوقت الذي يصطدم فيه – بنسبة كبيرة – باليربوتات اليابانية التي تتميز بالسرعة الهائلة والدقة في التمرير والتحرك من غير كرة والانطلاق في المساحات الخالية وعبر الثغرات بين وخلف خط الدفاع.. والمواجهة الأخيرة بين الكرة المصرية واليابانية والتي جرت في أغسطس الماضي في أولمبياد لندن كانت قاسية على الكرة المصرية حيث خسرت مصر بالثلاثة في وجود بعض شباب النادي الأهلي ونجومه الثلاثة الكبار ( تريكة – متعب – فتحي !!) فهل تلقي تلك المواجهة الأخيرة بظلالها على أداء الأهلي في اليابان ؟ أم يستطيع الأهلي أن يقدم ابهاره الكروي ويفرض شخصيته على الملعب مع علاج الثغرات وبحث عن حل لمواجهة السرعة الفائقة لليابانيين ؟ وهل يلعب الأهلي في هذه المباراة من أجل النتيجة معتمدا على التكتيك المحكم وغلق المساحات ودفاع المنطقة والتحكم في ( رتم المباراة ) بالاتجاه للبطئ واستهلك الوقت؟ أم يلعب برشلونة افريقيا من أجل المتعة والامتاع والابهار الكروي المتواصل بصرف النظر عن النتيجة مكتفيا أو راضيا بتقديم الكرة المصرية والافريقية بشكل معبر ..؟ الاهلي ممثل افريقيا سبق له أن فاز ببرونزية كأس العالم للأندية ( 2006م ) بينما تجاوزه مازيمبي الكونجولي الذي حقق وصافة نفس البطولة في عام 2010 )..) ما يحدث في مصر الان من انقسام وتشتت سياسي يحتاج من كل الاطراف إلى تحكيم صوت العقل والمنطق .. يحتاج إلى الهدوء .. ثم الهدوء ، ثم الهدوء .. ثم تحكيم الضمير الوطني الذي يعلي مصالح مصر أولا وقبل كل أحد وفوق أي فصيل .. وليتعلم السياسيون من كرة القدم اندية وجماهير عندما يتصارعون على بطولة الدوري أو الكأس تصارعا شديدا – مع تحفظي على وصف الصراع بدل التنافس في مجال الرياضة ولكنه الواقع - يؤدي للاستقطاب الحاد وتنقسم مصر كرويا مثلا بين الأهلي والزمالك أو بين الأهلي والاسماعيلي .. ثم تنتهي المسابقة المحلية ، أو لا تنتهي ، وتأتي استحقاقات المنتخب الوطني .. فيخرج الجميع اهلاويا وزملكاوية واسماعلاويا واتحاديا وبورسعيديا لنهتف جميعا باسم مصر.. واللاعبون في الملعب يسجلون هدفا ويجري لاعب النادي الأهلي ليحتضن لاعب الزمالك أو انبي الذي سجل الهدف لأن لون ( تي شيرت ) منتخب مصر واحد.. في السياسة أيضا لون الدم المصري واحد وفصيلته واحدة وثمنه سيكون وطنا بأكمله .. من منا في اعوام ( 2006 – 2008 – 2010 ) كان يسأل عن انتماء حسن شحاته الكروي قبل أن يصبح مديرا فنيا لمنتخب مصر ؟ ومن منا لم يصدم باختيار جدو لقائمة المنتخب على حساب ميدو.. فإذا بجدو يتحول إلى ( فسوخة ) المنتخب وهداف امم افريقيا وأفضل بديل في البطولة!! الالتفاف حول مصر هو الحل الأمثل للخروج من الأزمة الراهنة وكل الأزمات اللاحقة.. فتوحدوا يرحمكم الله ويثبت خطاكم.. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]