وقعت جريدة" الشروق" في سقطة صحفية تعمدت خلالها تشويه الرئيس محمد مرسي عندما نشرت صورته على عمودين وفي مكان بارز وعلى اليسار في الصفحة الأولى وكتبت إلى جوار صورة الرئيس "من هو كبير القردة؟"، وبالكلمة والصورة هو الرئيس مرسي. وكان محرر الشروق قد نقل نصًا مقتبسًا من تعليقات المعلقين الأمريكيين في صحيفة الواشنطن بوست حول حديث الرئيس مرسي إلى مجلة التايم الأمريكية، الذي تحدث فيه عن الفيلم الخيالي الأمريكي «كوكب القردة» وكان الرئيس يقصد من سرد الفيلم إرسال رسالة للأمريكان تقول إن مصر قادرة على حل مشاكلها الخاصة بنفسها وأنها ترى أن هذا هو الحل.. لكن الصحفيين الأمريكان استمروا في حديث الرئيس عن رئيس المحكمة العليا للقردة في توجيه رسالة ساخرة لقضاة مصر تقول إذا سحب الرئيس مرسي الصلاحيات الخاصة بكم فإنه على الأقل لا يعتقد أنكم حفنة من القرود الكبيرة.. ومما يؤكد عدم براءة "الشروق" من تهمة السخرية من الرئيس أنها اختارت في يمين الصفحة الأولى وفي مواجهة صورة الرئيس مرسي في اليسار الأستاذ محمد حسنين هيكل ليكون منصة لإطلاق الصواريخ موجهة ضد الإسلام السياسي. هي سقطة لأنها صدرت من «الشروق» التي كنا ومازلنا نراهن على أنها جريدة خاصة تتميز بأنها بلا أجندة.. تحكمها قيم مهنية وأخلاقية تحول بينها وبين إهانة شعب بأكمله في شخص رئيسه.. فإذا كان الرئيس الذي انتخبناه كبير القردة.. فنحن جميعًا وبلا استثناء قردة أليس كذلك؟ كان غريبًا أن يقع الأستاذ هيكل هو الآخر في فخ الاستقطاب الذي جعله يظهر أمام الرأي العام وعلي صفحات جريدته «الشروق» بأنه يؤيد وقفة العلمانيين والليبراليين ضد قرارات الرئيس مرسي وذلك عندما قال: إن هناك أزمة في سيطرة تيار الإسلام السياسي وهي تكمن في غياب الحوار فالوعد والتبشير والجنة والنار كلها أشياء لا تمهد لاختيارات سياسية لأنها تعبر عن مقادير مكتوبة ومحسوبة.. ولم ينس الأستاذ هيكل أن يهاجم الإخوان المسلمين في شخص الرئيس عندما قال إن تيار الإسلام السياسي في مصر لا يقبل مبدأ الاختلاف الفكري وهذا ليس الآن فقط، وإنني أختلف مع المقولة الأساسية للأستاذ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان بأن الإسلام دين ودولة.. فإن هذه المقولة تحمل الكثير من التناقض فالدين ثابت والسياسة نسبية. وإذا جاز لنا أن نعلق على ما قاله الأستاذ هيكل في جريدة "الشروق" فإن الحقيقة التي ربما يتجاهلها أستاذنا الأستاذ هيكل أن مصطلح الإسلام السياسي هو عنوان لحملة مفتعلة للتشهير بالهوية الإسلامية الحقيقية وأنه الاسم الكودي أو الحركي للمواجهة الحاصلة بين النموذج الحضاري الإسلامي المستقل والنموذج الحضاري التابع للغرب والملحق به.. كما قال الصديق الصدوق للأستاذ هيكل وهو الأستاذ فهمي هويدي الذي قال الحقيقة في مقالاته الممنوعة في عام 1992.. وهو بالمناسبة من أبرز كتاب "الشروق" اليوم.. على هامش السقطة هناك واقعة تاريخية يتحتم استدعاؤها لا لشيء إلا من أجل التاريخ والذي يجب ألا تتحكم فيه العواطف.. مصرع السفاح عبد الناصر في باكتسان كان هو العنوان الرئيسي بالخط العريض في صحيفة الأخبار بتاريخ 10/4/1960 وهذا الخطأ المطبعي أدى إلى قيام عبد الناصر بمصادرة الصحيفة في ذلك اليوم ومحاصرتها بقوات الأمن، وترجع خلفية هذا الخطأ إلى انشغال الرأي العام المصري وقتها بقضية السفاح محمود ابن سليمان والذي ارتكب جرائم قتل كثيرة. وكان الرئيس عبد الناصر مهتمًّا بهذه القضية وحدث أن قرر عبد الناصر السفر إلى باكستان متمنيًا أن يتم القبض على السفاح قبل عودته وحدث أن قتل السفاح في نفس يوم سفر عبد الناصر فكتبت الأخبار على صفحتها الأولى جملة مصرع السفاح وتحتها كتبت بنفس الخط عبد الناصر في باكستان فظهرت وكأنهما جملة واحدة.. ولا تعليق..