توقفت أمام حديث الرئيس لمجلة "تايم" الأمريكية عند صورة الغلاف فهي أجمل ما قدمته الكاميرا للدكتور محمد مرسي وما كتب تحت الصورة: "الرجل الأكثر أهمية في الشرق الأوسط". لم يهمني أن المصور "نداف كاندير يهودي ولد في تل أبيب" وهاجرت أسرته إلي جنوب افريقيا وقيل إن أباه فقد إحدي عينيه في حرب إسرائيل مع العرب. وهو ما نفاه لأنه كان حادثاً عادياً. يهمني أنه مصور فنان حاز علي لقب أفضل مصور عالمي قبل ثلاثة أعوام وجوائز أخري. ولقد اختارته "التايم" لتصوير الغلاف وحديثها الأخير مع رئيس مصر ليس لأنه يهودي وإنما لأنه أفضل المصورين. ولكننا ركزنا علي دينه وتاريخه فعدنا بذلك إلي أيام الستينيات.. وما أدراك ما الستينيات! وتذكرت مثلما ضرب مثلاً بفيلم اعجبه في شبابه وهو "كوكب القرود" خيال علمي برعت فيه هوليود مأخوذ عن رواية فرنسية ل "بيير بول" تحولت إلي سينما قبل أربعة وأربعين عاماً. افتتن بها المشاهدون واستنسخها السينمائيون فقدموا عن نفس القصة ستة أو سبعة أفلام أخري آخرها كان العام الماضي وعرض في القاهرة. تعطلت سفينة فضاء أمريكية واضطرت للهبوط علي كوكب مجهول يحكمه القرود وعبيده الإنسان.. الشرطة والعسكر وصيادو الرؤوس للغوريلا.. والإداريون والسياسيون والمحامون للقرود الغاب والمفكرون والحكماء هم الشمبانزي.. أما البشر الذين أصبحوا "بكم" لا ينطقون فللأعمال اليدوية الحقيرة. لا داعي لاستعادة قصة "كوكب القرود" فأحسب أن كثيرين سوف يعودون لمشاهدتها وسوف يجدونها علي الإنترنت.. وقد يتحمس التليفزيون المصري فيذيعها علي قنواته أكثر من مرة.. حباً في الرئيس وليس في الفيلم! في الرواية الفرنسية كان البطل صحفياً تحول في الفيلم الأمريكي إلي رائد فضاء.. وكان البشر في الرواية الأصلية عرايا. فألبسهم مخرج الفيلم جلود الحيوانات. تحدث الدكتور "مرسي" عن النسخة القديمة من الفيلم وليس الجريدة التي يراها غير جيدة.. ويركز علي قرد كبير كان رئيساً للمحكمة العليا - في الفيلم - والإنسان الذي يخدمه. وقد كان عالماً كبيراً. عندما تجرأ وقال: لا تنس أنك قرد.. أجابه: وأنت إنسان. أنت الذي فعلت ذلك.. لقد فعلتم بأنفسكم ما هو أسوأ. تعتقد صحيفة "واشنطن بوست" أن الرئيس أقحم فيلم "كوكب القرود" علي حديثه مع مجلة "تايم". ويري صاحب مدونة شهيرة علي موقع صحيفة "نيويورك تايمز" أن المقصود في الفيلم هو أن البشر أثبتوا أنهم لا يمكنهم حكم الأرض فقد دمروا أنفسهم من خلال الحرب النووية. وذكرت المدونة أن كبير القردة لم يظهر في الفيلم رئيساً للمحكمة العليا!! لا تعجبني شخصياً أفلام الخيال العلمي ولكنني أشارك الرئيس إعجابه بفيلم "ذهب مع الريح" الذي أسعدني أن عرض مؤخراً علي شاشة إحدي القنوات التليفزيونية العربية المهتمة بإعادة إذاعة الأفلام الكلاسيكية.. حب وحرب ومشاعر إنسانية يقدمها أبطال الزمن الجميل "كلارك جيبل وفيفيان لي" شتان ما بين "ذهب مع الريح" و"كوكب القرود".