وصلت أسعار النفط إلى أرقام قياسية بسبب عدد من العوامل العالمية المجتمعة يأتي في طليعتها القلق الدائم الذي تسببه تحذيرات أمريكية في منطقة الخليج إضافة إلى صدور قانون جديد وقع عليه الرئيس الأمريكي يهدف إلى تخفيض اعتماد الولاياتالمتحدةالأمريكية على الواردات النفطية . فقد ارتفع سعر النفط الأمريكي الخفيف بنسبة 2.5 % ، أما مزيج برينت البريطاني الخام فقد ارتفع بنسبة 2.4 % . من جهة أخرى قررت واشنطن إغلاق بعثاتها الدبلوماسية في الرياضوجدة ليومي الاثنين والثلاثاء بعد أن استلمت ما وصفته بتهديد ضد المنشآت الحكومية . ويأتي هذا بعد مرور أقل من أسبوع على وفاة الملك فهد بن عبد العزيز ، الأمر الذي كان قد أدى بدوره إلى ارتفاع في أسعار النفط . كما حذرت واشنطن من التنقلات غير الرسمية للموظفين في سفارتها بالسعودية ، وحثت جميع المواطنين الأمريكيين العاملين في البلاد على توخي الحذر الشديد . وجاء ارتفاع الأسعار وسط مشاكل تعاني منها بعض المصافي في الولاياتالمتحدة، ما أدى إلى مخاوف من نقص في النفط ؛ فقد تم إغلاق مصفاتان في ولايتي تكساس وبنسلفانيا بسبب إصلاحات بعد اندلاع النيران فيها ، وبلغ عدد المصافي التي شهدت مشاكل إلى تسعة في الأسبوعين الأخيرين . ويزيد من المخاوف المحيطة بسوق النفط تدهور العلاقات بين إيرانوواشنطن بالإضافة إلى المشاكل القائمة في المصافي الأمريكية ، ما جعل الأسعار تقارب الأرقام القياسية تاريخيا . وقد زادت أوبيك من انتاجها اليومي ب 300 ألف برميل نفط خلال الأسبوعين الأخيرين في محاولة للتخفيف من حدة الأزمة ، غير أن محللين اعتبروا أن ذلك لن يكون له أثر كبير نظرا لاستمرار تأزم الأوضاع الجيوسياسية من جهة والطلب الكبير على الطاقة عالميا من جهة . وفي غضون ذلك وقع الرئيس الأمريكي جورج بوش على قانون مثير للجدل يتضمن إعفاء شركات نفطية ونووية من مليارات الدولارات من الضرائب كحوافز، وذلك في إطار ما يعتبره بوش تخفيف درجة اعتماد الولاياتالمتحدة على مصادر خارجية للنفط. ويهدف التشريع الجديد إلى تحسين الفعالية في مجال الطاقة من خلال توسيع مصادر الوقود القابل للتجديد وتخفيض الطلب المحلي على النفط بكمية مليون برميل يوميا. وأقر بوش بأن القانون هو مجرد خطوة أولى في خطته لإصلاح انتاج الطاقة في البلاد. غير أن بعض منتقدي القانون اعتبروا أنه لن يحقق الهدف المعلن بتخفيض الواردات النفطية، بل سيكون مجرد عبارة عن تسهيلات ضرائبية لشركات النفط الأمريكي . يذكر أن التشريع الجديد لم يتضمن الجزء الأكثر إثارة للجدل الذي كان بوش يخطط لتضمينه في القانون، وهو السماح بالتنقيب عن النفط في منطقة معينة في ألاسكا معروفة بحيواناتها البرية .