أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن هناك الكثير مما يتعين عمله لتهيئة ظروف مواتية لاستئناف مفاوضات جدية وذات مصداقية بين إسرائيل والفلسطينيين وللحفاظ على صلاحية حل الدولتين. وأشار مون - في رسالة له اليوم الخميس بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وأذاعها مركز إعلام الأممالمتحدة في بيروت - إلى مضي 65 عاما منذ اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 181 الذي تضمن اقتراح تقسيم الإقليم الخاضع للانتداب إلى دولتين. ولفت إلى أنه في رحلته الأخيرة التي زار فيها الشرق الأوسط في أعقاب التصعيد الخطير للعنف في غزة وإسرائيل كان شاهد عيان مرة أخرى على العواقب الكارثية خاصة بالنسبة للسكان المدنيين المترتبة على عدم التوصل لتسوية دائمة لهذا النزاع. واعتبر أنه مع استمرار التغير السريع والعميق الذي يشهده الشرق الأوسط، تصبح الحاجة إلى أن يكثف المجتمع الدولي والطرفان الجهود المبذولة من أجل إحلال السلام أشد إلحاحا من أي وقت مضى. كما أكد أن الخطوط العريضة للاتفاق واضحة وهى ترد في قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومبادىء مدريد ومنها مبدأ الأرض مقابل السلام وخريطة الطريق ومبادرة السلام العربية وكذلك الاتفاقيات القائمة بين الطرفين والحاجة الأن تستدعي توافر الإرادة والشجاعة السياسيتين إلى جانب الإحساس بعبء المسئولية التاريخية والتحلي بالبصيرة تحقيقا لخير الأجيال الشابة. وشدد على أهمية الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في الأسبوع الماضي منهيا أكثر من أسبوع من العنف المدمر في غزة وجنوب إسرائيل داعيا إلى توقف القصف الصاروخي من غزة وإيجاد حل حاسم للمسائل التي ظلت معلقة منذ اعتماد قرار مجلس الأمن 1860 في يناير 2009 وهي إنهاء سياسة الإغلاق ومنع الاتجار غير المشروع في الأسلحة وتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية. ونبه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى أن وحدة الصف الفلسطيني الذي يدعم تحقيق حل الدولتين عن طريق التفاوض أمر لا غنى عنه من أجل إنشاء دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية بناء على الالتزامات التي تعهدت بها منظمة التحرير الفلسطينية واستنادا إلى مواقف المجموعة الرباعية ومبادرة السلام العربية. وأثنى مون على الإنجازات التي حققتها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية من خلال جهودها الرامية إلى بناء الدولة وكذلك الحفاظ على وحدة الأرض الفلسطينية التي تحتاجها .. موضحا أن استمرار الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية بما في ذلك القدسالشرقية ينافي أحكام القانون الدولي وما نصت عليه خريطة الطريق. وأكد أن الإجراءات الانفرادية المتخذة على أرض الواقع لن يقبلها المجتمع الدولي .. داعيا إلى السماح بتنمية المنطقة وتخطيطها على النحو الملائم بدلا من أعمال الهدم ومصادرة الأراضي التي تجري فيها. واتهم إسرائيل بأنها لاتزال تبني الجدار في أراضي الضفة الغربية مخالفة بذلك الفتوى الصادرة عن محكمة العدل الدولية في هذا الصدد ومبديا القلق أيضا من جراء تصاعد أعمال العنف من جانب المستوطنين وما ينتج عن ذلك من إصابات في صفوف الفلسطينيين ومن أضرار تلحق بممتلكاتهم. وأشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى أنه في خضم هذه التحديات المتعددة التي تعترض تحقيق الفلسطينيين تطلعاتهم المشروعة إلى إقامة دولتهم فانهم قرروا التماس الحصول على مركز دولة مراقبة غير عضو في الجمعية العامة وهذا أمر يترك البت فيه إلى الدول الأعضاء إلا أنه من المهم أن تتناول جميع الأطراف المعنية هذه المسألة تناولا مسئولا وبناء. وشدد على أن الهدف لايزال هو إحلال سلام عادل ودائم تاقت إليه أجيال وأجيال من الفلسطينيين والإسرائيليين، سلام ينهي الاحتلال القائم منذ عام 1967 ويضع حدا للنزاع ويكفل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة تتمتع بمقومات البقاء وتعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل الآمنة. وأهاب بالزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين أن يدللوا على ما يتحلون به من بصيرة وعزيمة، داعيا المجتمع الدولي إلى مساعدتهم في شق طريق سياسي يؤدي إلى تحقيق التطلعات المشروعة لكلا الجانبين. وتعهد بان كي مون بأن يبذل كل ما في وسعه لدعم تحقيق هذه الغاية معولا بمناسبة الاحتفال بهذا اليوم الدولي أن تتعاون جميع الأطراف المعنية من أجل ترجمة هذا التضامن إلى عمل إيجابي من أجل تحقيق السلام.