اعترض أستاذ الفيزياء النووية عميد معهد البحوث والاستشارات في جامعة طيبة سابقا الدكتور خالد علي كماخي على الآراء التي تقول بأن علم الفلك لم يزدهر ويعرف كعلم مستقل بذاته سوى في العصر العباسي، مؤكدا على أنه عرف قبل نزول القرآن الكريم بكثير. ونقلت جريدة الوطن السعودية عن كماخي قوله : أنه إلى جانب جملة من الظواهر الفلكية التي عرفها العرب ودلت عليها تركتهم العلمية وآراؤهم الفلكية الواسعة في هذا الباب، غير أنه تأسف على ضياعها "لأنها لم تكن مكتوبة ومدونة بالشكل الذي يتيح الاطلاع والرجوع إليها في أي وقت، بحكم أنهم كانوا أمة أمية". ويرى كماخي أن هناك ما يؤكد معرفة العرب بالظواهر الفلكية قبل العصر العباسي بكثير، وذلك أنهم خوطبوا حين ظهور الإسلام ونزول القرآن الكريم بآيات كونية تدل على معرفتهم ودرايتهم الفلكية الواسعة التي يحاول البعض إغفالها. وحول عدد من الظواهر الفلكية المكتشفة بين الفينة والأخرى، ومن بينها اكتشاف جملة من الكواكب السيارة، قال كماخي: إنه لا غرابة في ذلك بالنظر إلى النص القرآني الصريح في هذه المسألة، حين قال الله تعالى على لسان سيدنا يوسف عليه السلام "إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين". ويلاحظ من تلك الآية - حسب رأي كماخي - فصل الشمس والقمر عن بقية الكواكب الأحد عشر، وهو الذي يؤكد أن رؤية الأنبياء حق، في تأويلها وفي حقيقتها، أي وجودها في الطبيعة. ويضيف أن العلماء اكتشفوا مصداق تلك الآية الكريمة في أواخر القرن العشرين فيما أعلن عن الكوكب الحادي عشر في المنظومة السيارة عام 2006، لتكتمل بذلك منظومة الكواكب الشمسية المشار إليها في سورة سيدنا يوسف. وحول ما إذا كان هناك مجال لاكتشاف نجوم أخرى غير ال11 كوكبا التي نصت عليه الآية الشريفة السابقة، أكد أستاذ الفيزياء النووية أن ذلك الأمر مستحيل بالنظر إلى التحديد الإلهي الذي أشارت إليه الآية، مضيفا أن اكتشاف أي كوكب آخر لن يتم على حد قوله لنفس المجموعة الشمسية التي أكدت عليها الآية، ولكنه سيكون حتما متصلا بنظام شمسي آخر في القبة السماوية. وتأسف كماخي على الإهمال الذي تعرض له علم الفلك في الآونة الأخيرة عكس ما كان عليه في عصوره المختلفة، إذ "لم يعد له وجود ملفت في كثير من المؤسسات الثقافية لدينا" رغم الأهمية التي يشكلها في فهم كثير من المسائل المرتبطة بالعلوم الدينية والاجتماعية خصوصا ما يتعلق منها بقضية المواقيت وغيرها من أمور تدخل في نطاق العبادة. ويشير كماخي إلى أن استحداث المسلمين لعلم المواقيت انطلاقا من قوله تعالى "يسألونك عن الأهلة، قل هي مواقيت للناس والحج" يشير إلى أن معرفتهم بالوقت كانت سابقه بكثير لنظرية "النسبية" الخاصة لأينشتاين.