حتى لا نستيقظ على خبر عزل الرئيس محمد مرسي, حتى لا تقع كارثة, هي تتقدم إلينا كل يوم كجبل جليد مليء بالصخور, من يظن أن الأمور في طريقها للتحسن, بهذا الأسلوب الحالي, فهو واهم.., ومن يعتقد أن الثناء المستمر على الرئيس وعلى معاونيه خاصة من الإخوان هو طريق التمكين, فهو غافل, ومن يظن أن شريعة الله هي معركة بين عبد الله بدر وإلهام شاهين, تدار على طريقة وجدي غنيم, فهو يسيء للشريعة. مصر اليوم أسوأ من مصر أمس, وغدًا لا يبدو مشرقًا, فحتى هذه الساعة لا توجد قبضة قوية قادرة على إرساء الأمن, ولا توجد رؤية واضحة للعبور بالسفينة, ففي كل مكان تذمر وغضب وغليان وتدهور ورشق لفظي أو بالأيدي بين من يتصدرون المشهد. الغضب والتذمر وصل للمؤسسة التي هي أمان مصر الحقيقي, والأمور وصلت لحد لا يمكن إخفاؤه, ومعظم القيادات في المستويات الوسطى الفعلية, يشعرنا آداؤها أن هناك اتفاقًا مخفيًا على إفشال الرئيس. فلا الشرطة تعمل كما يليق بالأمانة التي تحملها, ولا البلطجة والمخدرات في انحسار, بل في تزايد مستمر, والمنسحبون من اللجنة التأسيسية لوضع الدستور, هدفهم واضح, ليس مجرد الاعتراض على بعض المواد, لكنه التربص والاتحاد والكمون في وجه استمرار بقاء مرسي بقصر القبة, ومعهم فئات معروفة, وفضائيات مفتوحة, وكل هؤلاء لا يمكن لومهم, فهذا هدفهم, والعاجز هو من يجعل من عراقيل أعدائه مشجبًا "شماعة" لتعليق إخفاقاته المتتالية. يا أيها الرئيس الذي انتخبناه, الحكومة الحالية لا تليق بالمرحلة, وأغلب المستشارين لك لا هم لهم سوى التشابك وإحداث المعارك وجرجرة الرئاسة لمسرحيات سخيفة. مصر اليوم تستأهل وقفة حقيقية قوية, وتقديم أهل الخبرة على أهل الولاء, فالواضح المؤسف أن أهل الولاء لا خبرة لهم, وبعضهم بلا عقل ويمارس الحمق العلني, مصر بحاجة لإدارة حازمة لا تسعى لإرضاء الجميع.. مصر مريضة بجملة باطلة وهي "حق التظاهر مكفول للجميع".. ففي أوقات الأزمات والنوازل لا حق لأحد غير الانصياع والطاعة. الاحتمالات واردة بطرق متعددة, من أول توقع حكم المحكمة ببطلان التأسيسية, ثم بطلان قرارات مرسي بإزاحة المجلس العسكري السابق, ثم شغب متواصل لعزل الرئيس, يقابله رد من الإخوان, فانقلاب... أرجوك أيقظني من هذا الكابوس. [email protected]