معارك بالمولوتوف والحجارة فى الشوارع الجانبية.. وخروج أعضاء التأسيسية من الباب الخلفى.. وفاة 3 أشخاص.. وإشعال النار فى المدرسة الفرنسية تواصلت الاشتباكات لليوم الثانى على التوالى بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزى بشارعى قصر العينى ومحمد محمود، وبدأت عمليات الكر والفر بين الجانبين، حيث تمركز المتظاهرون فى تقاطع شارعى قصر العينى مع الشيخ ريحان، فى حين احتشدت قوات الشرطة أمام مقر مجلس الشورى وتقاطع شارع وزارة الصحة. وقام المحتجون برشق قوات الأمن بالحجارة وزجاجات المولوتوف، فيما ردت قوات الأمن بإطلاق الغازات المسيلة للدموع بكثافة ناحية المتظاهرين لتفريقهم. واسترجع المتظاهرون فى ليلتهم الثانية فى ميدان التحرير هتافات الثورة منها "عيش حرية عدالة اجتماعية" و"ياحرية فينك فينك الداخلية بينا وبينك" و"الشعب يريد إسقاط النظام" و"انت فاكر نفسك إيه احنا الثورة يا سعادة البيه" و"ولا فلول ولا أحزاب الشرعية فى الميدان" و"حكم الشهدا لازم يمشى". وفى الحادية عشرة من ليل الثلاثاء، قامت قوات الأمن المركزى بتفريق المتظاهرين ومطاردتهم فى ميدان التحرير، وذلك بإطلاق الغازات المسيلة للدموع بكثافة، مما أدى إلى حدوث حالات اختناق وإغماء بين صفوف المتظاهرين. وفى الساعة الثانية عشرة صباح الأربعاء، ازدادت حدة الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، فيما خرج أعضاء التأسيسية من الباب الخلفى لمجلس الشورى، وذلك بعد محاولات من قبل قوات الشرطة فى إفساح الطريق لهم. وعند الساعة الواحدة من صباح الأربعاء استولى المتظاهرون على بعض أجولة الأسمنت الخاصة بإحدى شركات المقاولات المكلفة بترميم بنك الائتمان الزراعى، وقاموا بعمل لعرقلة حركة سير قوات الأمن والمدرعات فى مطاردتهم، قبل أن تتمكن قوات الأمن بإزالة هذه الحواجز أثناء مطاردة المتظاهرين. وازداد عدد المتظاهرين فى الساعات الأولى من صباح الأربعاء، حيث احتشد البعض منهم داخل ميدان التحرير، والبعض الآخر فى الشوارع الجانبية، وأثناء الأحداث ألقى عدد من الشباب القبض على شخص أثناء تحرشه بالفتيات خلال عمليات الكر والفر، وقاموا بتكبيله وأوسعوه ضربًا قبل أن يتدخل البعض فى تخليصه من براثنهم. وفى الساعة الثانية صباحًا، سادت حالة من الهدوء داخل شارعى قصر العينى ومحمد محمود، وقامت تشكيلات من قوات الأمن بتغيير الخدمة من الجنود والضباط، بالإضافة إلى تسليحهم مرة أخرى بالذخيرة والقنابل استعدادًا لخوض اشتباكات جديدة مع المتظاهرين. ومن جانبه، أعلن المستشفى الميدانى المتواجد داخل شارع محمد محمود عن وفاة ثلاثة متظاهرين من بينهم جابر صلاح عضو حركة 6 إبريل الذى توفى نتيجة إصابته أمس الثلاثاء، وإصابة 90 شخصًا مابين حالات كسور وطلق خرطوش، تم نقلهم إلى مستشفى قصر العينى إضافة إلى إصابات تمت معالجتها داخل المستشفى. وفى الساعة الثالثة، انتقلت الاشتباكات إلى شارع محمد محمود مرة أخرى حيث تبادل الطرفان الرشق بالحجارة والمولوتوف مع إطلاق وابل من الغازات المسيلة للدموع. وعلى الجانب الآخر، سادت حالة من الهدوء داخل شارع قصر العينى، والذى تراجعت فيه قوات الأمن ووقف الاشتباكات وعدم إلقاء القنابل المسيلة للدموع. حيث تمركزت أمام محطة وقود التعاون خلف وزارة الصحة وأوقف المتظاهرون إلقاء الحجارة ووقف الاشتباك. وللمرة الثانية على التوالى، قام بعض المجهولين بإشعال النيران فى المدرسة الفرنسية المجاورة للجامعة الأمريكية, بشارع محمد محمود، وذلك بعد اشتعال الجزء الأمامى منها أمس الثلاثاء. وقامت قوات الأمن المركزى باعتلاء أسطح المبانى بشارع محمد محمود، لإلقاء الحجارة على المتظاهرين والغازات المسيلة للدموع. وفى الساعة الرابعة، أحكمت قوات الأمن سيطرتها على شارع قصر العينى ومحيط مجلس الوزراء، وذلك بعد أن قاموا بإغلاق جميع المداخل المؤدية إليه عبر الحواجز الحديدية والدروع البشرية من قوات الأمن، حيث تمكنوا من طرد المتظاهرين للشوارع الجانبية لميدان التحرير. وقامت قوات الأمن بنصب المتاريس فى محيط المنشآت الهامة وتولت الدفاع عنها ضد الهجوم بالمولوتوف والحجارة الذى قام به عدد من المتظاهرين، والذى أسفر عن تدمير ألواح زجاجية بمقر وزارة الشئون القانونية والنيابية وإلحاق تلفيات بأسوار المجلس. وانتقلت الاشتباكات مرة أخرى فى الساعة الخامسة، بين المتظاهرين وقوات الأمن إلى شارع قصر العيني، حيث قامت قوات الأمن بملاحقة مئات المجهولين، بعد محاولة لاقتحام مستشفى قصر العينى الفرنساوى ومجلسى الشعب والشورى. وأدى ذلك إلى تراجع مئات المتظاهرين إلى ميدان التحرير وبدأوا فى إغلاق مداخل الميدان من ناحية المتحف المصرى وكوبرى قصر النيل، مما أدى لإصابة الميدان بارتباك مرورى شديد وكذلك الشوارع المؤدية والخارجة منه، حيث تسير السيارات فى عكس الاتجاه بشوارع البستان وباب اللوق وطلعت حرب. وقام المتظاهرون بتحويل حركة سير السيارات من شارع قصر العينى إلى شارع كورنيش النيل، حيث قامت قوات الأمن بالانسحاب من شارع قصر العينى، للتمركز فى محيط مجلس الوزراء ومجلس الشعب، فيما تواجد عدد آخر من قوات الأمن خلف الجدار الخرسانى لمدخل شارع الشيخ ريحان الواصل بشارع قصر العينى. وفى الساعة السابعة من صباح الأربعاء، قامت قوات الأمن مدعمة بسيارتين مصفحتين بمطاردة متظاهرى ميدان التحرير، وشارع محمد محمود وطلعت حرب والشوارع الجانبية، وسط إطلاق مكثف للقنابل المسيلة للدموع. وفى حوالى الساعة السابعة والنصف، توقفت الاشتباكات تمامًا بين المتظاهرين وقوات الأمن، وانخفضت أعداد المتظاهرين، فيما عادت الحياة لطبيعتها داخل الميدان، باستثناء شارع قصر العينى الذى توقفت فيه حركة المرور من أمام مجلس الشورى.