عقد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، مؤتمرا صحفيا بمقر الجامعة العربية، ظهر اليوم "الأربعاء" فى اليوم التالى لزيارته إلى قطاع غزة، برفقة عشرة من وزراء الخارجية العرب، ووزير خارجية تركيا. وطالب بأن تصطف الدول العربية صفا واحدًا، مشيرًا إلى أنه سيتم التوجه إلى مجلس الأمن مباشرة، لا لشىء جديد وإنما فقط لتنفيذ قراراته خاصة القرار 242 الذى ينص على ضرورة أن يتم الانسحاب الإسرائيلى من جميع الأراضى الفلسطينيةالمحتلة على حدود 67، مشيرًا إلى أنه موضوع أكثر من عاجل، مطالبا مجلس الأمن بأن يتخلى عن حيل إسرائيل التى تبرر اعتداءاته، موضحًا أن غزة لا تزال محتلة وليس كما تزعم إسرائيل التى تحتل كل شبر فيها، مؤكدًا حق الفلسطينيين فى الرد على إسرائيل للدفاع عن أنفسهم كشعب مقاوم للاحتلال. كما لفت إلى الطلب الفلسطينى بعقد قمة عربية طارئة بشأن غزة، تم تعميمه على الدول العربية وفى انتظار أن تكتمل موافقة 14 دولة على طلب القمة. كما كشف عن طلب عراقى قدم للجامعة العربية منذ عشرة أيام لعقد اجتماع طارئ لرؤساء أركان الجيوش العربية، وقد وزع أيضًا على الدول العربية. وطالب العربى الدول العربية ردًا على أحد الأسئلة، حول أوراق الضغط الممكنة على إسرائيل ومنها الاقتصادي، بالقول: "أوراق الضغط التى استخدمت خلال حرب 73 من باب أولى أن يستخدم العرب ما يستطيعون الآن منها لكن المسألة مسألة إرادة". وقدم العربى فى بداية المؤتمر فيلما تسجيليًا للزيارة التى قام بها الوفد الوزاري، وأشار إلى أن هذا الفيلم اعطى فكرة عما يسيل من دماء فى غزة فقد رأينا رجالا ونساء وأطفالا ماتوا وعند مرورنا فى المستشفى رأينا أطفالا صغارا مقتولين ومنهم على قيد الحياة، ومنهم من فقدت عيناه ومصاب بإصابات خطيرة، وهى مشاهد لا يمكن أن تمحى من الذاكرة. وأضاف: الزيارة إلى غزة كانت بناء على قرار وزارء الخارجية العرب الطارئ الأخير، بهدف إظهار التضامن مع جميع الدول العربية مع الشعب الفلسطينى المناضل فى غزة والعمل على توفير الدعم لوقف العدوان وكسر الحصار. وأشار إلى أن الوفد الوزارى كان يشمل العراق، لبنان، مصر، الأردن، تونس، السودان، السعودية، فلسطين، وقطر، إضافةً إلى تركيا، وشاهدنا أمورا لا يمكن تصورها. وأوضح أنها المرة الأولى التى يتوجه إلى غزة وفد عربى بهذا المستوى للاطلاع المباشر على الأوضاع المأساوية فى قطاع غزة لليوم الثامن على التوالي. وحكى العربى قائلا: بعد زيارتنا للمستشفى وفى طريقنا للمعبر لم أسمع انفجارات لكن سمعت بوضوح أزيز الطائرات وعلمنا أنه حصل عدوان آخر، من الأمور الفظيعة أنهم أبلغونا أن 2 من الصحفيين الذين كانوا معنا قتلوا. وأضاف: من أبرز الأمور فى هذه الزيارة التى لمسها أعضاء الوفد التحدى الذى نقرأه فى عيون الأطفال والنساء. وقال: زرنا قبر الشهيد أحمد الجعبري، وأسرته أولاده ووالدته، قائلا: الإنسان ضميره لا يتحمل أكثر من ذلك والعالم ينظر الناحية الثانية..لقد شاهدنا أطفالا فقدوا أعينهم أينما نذهب نرى الدمار فى كل مكان..تم استهداف مناطق سكنية وهى ليست مناطق عسكرية ولا يستطيع أحد أن يزعم أن تلك البيوت لها قيمة استراتيجية عسكرية...هذه وصمة عار على جبين الإنسانية والضمير الإنسانى العالمي". وأكد الأمين العام وهو أستاذ فقيه بالقانون الدولي، بدون شك الحصار وما يحدث للمدنيين يرقى لمستوى جرائم الحرب ضد الإنسانية طبقا لاتفاقات حقوق الإنسان والمواثيق الدولية. وقال بناء عليه فإن المركز لقانونى لغزة تحت الاحتلال وليس صحيح أن إسرائيل تركت غزة بل تسيطر على كل شبر فيها وهى تحت الاحتلال ومن حق الفلسطينيين أن يقاوموا". وأشار إلى أن الاجتماع الوزارى اتجه إلى ضرورة تركيز الجهود والعمل على إنهاء الاحتلال، كما أنه لا يكفى الاتفاقات المرحلية والهدنة رغم أنها مطلوبة، لكن لا بد من النظر للموضوع برمته ومواجهة صريحة للعمل على إنهاء الاحتلال، موضحًا أنه أثاره مع سكرتير عام الأممالمتحدة "بان كى مون" ووأنه سيقوم بطرحه على الجانب الأمريكى فى أقرب فرصة. وشدد العربي، أنه لا سلام ولا استقرار فى المنطقة طالما استمر الاحتلال والاستيطان والتنصل من الحقوق المشروعة للفلسطينيين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية. وقال إن العرب يجب أن يقفوا صفا واحدا، وكذلك الشعب الفلسطيني، موضحًا أن إسماعيل هنية تحدث خلال الزيارة عن وحدة الصف الفلسطينى والمصالحة وهذا موضوع مهم جدا لا بد من إبرازه والتعجيل به، مثنيًا على دور مصر وما تقوم به من مجهود كبير فى هذا الصدد، وحث أطراف المصالحة بالعمل على تنفيذ اتفاقية القاهرة 4 مايو 2011 لمواجهة المآسى التى حدثت وسوف تحدث. وأشار إلى أن العالم العربى لا يستطيع وحده حل مشكلة فلسطين ولابد من مجلس الأمن الدولى أن يترك الحيل التى تتبناها إسرائيل وشماعاتها، منتقدًا اجتماعات اللجنة الرباعية الدولية وآخر اجتماع لها سبتمبر 2012 وذهبت بالأطراف إسرائيل ولا فلسطين إلى دائرة مفرغة. كما أشار العربى إلى أن الوفد حمل بعض المستلزمات الطبية من أحد الشركات الطبية طلبت توصليها إلى قطاع غزة.