كان لصدمة غياب مصر عن القائمة التي ضمت أفضل 500 جامعة في العالم ، كثير من الدوي والجدال بين كثير من الأوساط العلمية والبحثية في مصر ، حيث مثل غياب جميع جامعات مصر عن القائمة تأكيدا على تدني البحث العلمي والأكاديمي والنشر العلمي في جامعات مصر عموما ، كما أكد على ضياع آخر مؤكد وهو أن الأبحاث العلمية التي تقوم بها الجامعات والمعاهد ومراكز البحوث المصرية مصيرها دائما إلى الأرفف وأدراج المكاتب ، وليست إلى ترقية علمية أو تزكية مادية أو شيء من هذا القبيل . وقد أثار غياب الجامعات المصرية العديد من الآراء اختلفت بالطبع حول هذا الموضوع ، ولكن الدكتور الدكتورة ثناء هلال الأستاذ بكلية الطب بجامعة عين شمس حاولت توضيح سبب هذا الغياب العام لجماعات مصر ، فقالت : أود أن أشرح بعض النقاط الخاصة بغياب جميع الجامعات المصرية عن القائمة التي تضمنت أفضل 500 جامعة في العالم عن عام 2004 ، وأحاول إيجاز هذه الأسباب في بعض النقاط ، أهم هذه النقاط أن التقييم الذي أجرته جامعة شنغهاي شمل مجال البحث والنشر العلمي فقط وبالتالي فقد نبهنا هذا التقرير إلى تخلفنا في مجال البحث العلمي ، وحيث أنني أعمل في هذا المجال منذ أكثر من ثلاثين عاما وقمت بنشر ما يزيد على خمسين بحثا بعضها في مجلات عالمية أرجو أن تسمحوا لي بشرح بعض الأسباب التي أدت إلى قلة عدد الأبحاث المصرية المنشورة عالميا . أولا : عدم اشتراط نشر أي أبحاث في مجلات عالمية للترقية إلى أستاذ مساعد أو حتى إلى أستاذ وبالتالي لم يكلف عضو هيئة التدريس بالجامعة نفسه عناء نشر أبحاثه عالميا خاصة أن ذلك عملية صعبة وتحتاج لوقت ومجهود ومواصفات خاصة للبحث حتى يتم قبوله في أي مجلة عالمية .. وقد يعترض البعض على هذا الشرط بحجة أنه يحتاج إلى تكلفة عالية والرد على ذلك أنه يكفي اشتراط نشر بحث واحد فقط للترقية لأستاذ مساعد وبحثين لدرجة أستاذ ويمكن أن تشجع الجامعة ذلك بأن تتحمل نفقات نشر أي بحث يتم قبوله في المجلات العالمية وتجدر الإشارة إلى أن هذا النظام (اشتراط النشر عالميا للحصول على الترقية الجامعية) معمول به في معظم الدول حتى الدول الأفريقية مثل نيجيريا فلماذا نتقاعس عن تطبيقه في بلادنا ؟ ثانيا : عدم مشاركة رأس المال الخاص في تمويل الأبحاث العلمية كما يحدث في الدول المتقدمة واقتصار التمويل على المصادر الحكومية فقط . ثالثا : عدم تشجيع الجامعة لأعضاء هيئة التدريس الذين يقومون بعمل أبحاث قيمة ويبذلون قصارى جهدهم لنشرها في مجلات عالمية بل إنه عادة ما تتساوى هذه الأبحاث مع تلك التي تنشر في مجلات مصرية والتي قد لا تكون لها قيمة عالمية . رابعا : عدم إدراج معظم المجلات المصرية ضمن المجلات العالمية مما يجعل الكثير من الأبحاث المصرية القيمة والتي لا تقل عن أي مستوى عالمي مغمورة لا يعلم عنها أحد شيئا ولا تحسب ضمن الأبحاث العالمية . وختاما أتمني أخذ هذه الأسباب في الاعتبار كخطوة أولى لتطوير البحث العلمي في بلادنا .