خيم الحزن والأسى على قرية الحواتكة التى فقدت عشرات الأطفال، وما زال المفقود منهم حتى الآن، ولم يستطع أهاليهم التوصل إليهم من بين الجثث المشوهة وغير المعلومة الملامح. "المصريون" داخل منزل إحدى ضحايا الحادث المروع ترصد جرعات الألم والمرارة التى تجرعتها أم فقدت ثلاثة أولاد من أبنائها. تحكى الأم: أبنائى "أحمد ومحمد وهاشم" أكبرهم محمد فى الصف الأول الإعدادى، وقد كان حافظاً للقرآن ويحثنى على الصلاة وكل يوم يصلى بى الفجر حاضرًا، وهو إمام لى ولأخوته الصغار وكان محبوبًا من الجميع ومتفوقًا فى الدراسة فهو الأول كل عام فى دراسته، وقد كان عطوفًا وحليمًا يفضل أخوته على نفسه فى كل شىء، ومدرسوه يشهدون بأخلاقه وصوته العذب فى قراءة القرآن والأناشيد الدينية. وتبكي الأم: توفاهم الله وهو أحن عليهم منى "ولكن فراقهم صعب ليتنى مت قبلهم" لا أستطيع أن أنظر على سريرهم وهم يرتبونه كل يوم ويساعدونى فى المطبخ. وتواصل الأم آلامها: هاشم كان فى الصف السادس ومتفوقاً لا أدرى كيف أعيش بدونهم وأحمد بالصف الثانى الابتدائي "مش مصدقة مش مصدقة الثلاثة مش هشوفهم تانى". ويحكى والدهم الذي يعمل فى نقطة شرطة نجع سبع عن استقباله الحادث كان فى عمله واتصلت زوجته تقول له بيقولوا الأتوبيس عمل حادثة فرد قائلا لها "حد يقول كدة على الصبح.. حوادث تلاقيها إشاعة وبعد أن تحدثت معه اتصل بالنجدة وسألهم فى حادثة فردوا قائلين أيوة فسأل الأب المغلوب على أمره "فى حد اتعور" فرد عليه رجل النجدة "قول فى حد عايش"، فلم يصدق الوالد من الذهول وتوجه إلى المكان بسرعة رهيبة وهو يصرخ يبحث عن أبنائه وسط الأشلاء والجثث والأعضاء المتناثرة ويصرخ كالمجنون عيالى، عيالى فاتجه إلى المشرحة ووجدهم أمواتا فسقط بجوارهم لم يتماسك أعصابه والناس تواسيه. وتابع ل"المصريون" أبنائي حفظة للقرآن ومتفوقون وهم سندى ولكنى راضى ومسلم لأمر الله، ومهما كنت ربيتهم وعلمتهم ولم أكن أوصلهم لتلك المنزلة العظيمة التى اختارها الله لهم. ويواصل في بكاء: ابني كان صوته جميلاً جداً فى قراءة القرآن، وكان أمله أن يحفظ القرآن كاملاً ثم يسجله بصوته على الإنترنت ويسمعه الجميع ثم انهار في البكاء ولم يكمل الحديث.