كاطو: سحب السفير ليس قطعًا للعلاقات.. والوزير المفوض يُسير أمور السفارة ربيع: إسرائيل "أجبن" من أن تفتح جبهة مع مصر سعيد: الأمن المصرى مُهدد بسبب تصعيد مصر ضد إسرائيل ثار جدل بين الخبراء حول أثر تصعيد الإدارة المصرية مع الكيان الصهيونى على خلفية أحداث غزة، على الأمن المصري، ومحاولة إسرائيل المساس بالسيادة المصرية أو تهديد الأمن القومى المصري، فريق أكد أن إسرائيل أجبن من أن تلجأ لخيار الصدام مع مصر وفتح جبهة جديدة معها، منوهين إلى أن الاعتداء على غزة وحد صفوف المصريين على مختلف أطيافهم فيكف سيكون الوضع إذا حاول إسرائيل مس السيادة المصرية، مؤكدين أن حالة التصعيد لا تستدعى تهديد الأمن، حيث إن سحب السفير ليس معناه قطع العلاقات مع الكيان الصهيونى فالوزير المفوض وهو الرجل الثانى فى السفارة المصرية هناك يسير أمورها، وما تم هو استدعاء السفير للمشاورة فقط. الفريق الثانى حذر من رد فعل الجانب الإسرائيلى لاسيما أن مصر موقعة على معاهدة السلام مع الجانب الإسرائيلى، وهو ما كان يوجب التحاور والتشاور قبل أخذ قرارات تصعيدية وإطلاق خطاب شديد اللهجة والتهديد. فى البداية، رفض اللواء عبد المنعم كاطو، الخبير الاستراتيجى، مصطلح التصعيد، مشيرًا إلى أنه لفظ خطأ لكن مصر تمارس دورها الإقليمى والعربى بعد الثورة تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن ما تفعله إسرائيل يعتبر خطأ فى حق فلسطين والمنطقة كلها. وأشار كاطو فى تصريحات خاصة ل"المصريون" إلى أن مصر هى الدولة الوحيدة التى تستطيع التدخل والتهدئة وهى الوحيدة القادرة على خلق مناخ من الاستقرار فى المنطقة بثقلها السياسى والأمنى. وقال الخبير الاستراتيجى إن مصر تسير فى 3 اتجاهات تجاه الأزمة الحالية أولا: التهدئة، وتمثلها زيارة رئيس الوزراء هشام قنديل لقطاع غزة للاتفاق على التهدئة بين الأطراف، والاتجاه الثانى هو الاتصالات المستمرة بين مصر وإسرائيل والاتصالات مع الدول الكبرى كروسيا والوليات المتحدةالأمريكية، والاتجاه الثالث هو محاولة دعم قطاع غزة إنسانيا هناك أكثر من 250 مصابًا والدولة المصرية هى الوحيدة القادرة على إسعافهم. وأشار كاطو إلى أن مصر تمارس دورها فى تهدئة المنطقة ومتمسكة بمعادلة السلام مع إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية وتراعى 4 تغييرات مهمة وهى الانتخابات الداخلية فى إسرائيل وثانيا إعادة انتخاب الرئيس الأمريكى أوباما، وثالثا الأزمة الاقتصادية العالمية التى تطال مصر أيضًا ثم أخيرًا الأمن القومى المصرى، مطالبًا الإدارة المصرية بأن تدير الأزمة بذكاء وحساسية شديدة جدًا وبمعيار الذهب حتى لا يفهم أن مصر تصعد من أجل الحرب. وأوضح الخبير الاستراتيجى أن سحب السفير المصرى ليس معناه قطع العلاقات بين البلدين وغلق السفارة المصرية هناك ولكن فقط هو استدعاؤه من أجل المشاورة وإشارة إلى غضبنا تجاه الموقف وأننا نستطيع أن نفعل أكثر من ذلك، مشددًا على أن المستشار أو الوزير المفوض وهو رقم 2 فى السفارة يقوم بتسيير أمور السفارة حاليًا. وشاطره الرأى الخبير الأمنى اللواء محمد ربيع إن إسرائيل أجبن من أن تفتح جبهة مع مصر، فهى على يقين بأن مصر الثورة تغيرت وأنها احتلت مقعد القوة، مؤكدًا أنها ستسعى لاسترضاء الإدارة المصرية أو على الأقل طلب التهدئة. وأشار ربيع إلى إن الكيان الصهيونى لم يتوقع رد الفعل المصرى، وقصد من خلال هجمته إحراج الإدارة المصرية بين الالتهاء بالداخل ومشاكله على حساب أهل غزة وبين ترك الداخل بمشاكله والتحول للدفاع عن غزة وفى كلتا الحالتين هو الكسبان إما استعداء الداخل أو أهل غزة، لكن الشعب المصرى أظهر أنه أوعى بكثير من تخطيط الكيان الصهيونى، حيث إنه وقف خلف إدارته السياسية للدفاع عن قضية كل المصريين، مع الاحتفاظ بإصلاح الداخل، فالقضية الفلسطينية توحد كل التيارات السياسية بل والدينية، وهو ما يجعل خيار تهديد الأمن المصرى أمرًا مستبعدًا، فالقضية الفلسطينية وحدت المصريين فكيف إذا حاولت إسرائيل مس السيادة المصرية. على الجانب الآخر، قال الدكتور قدرى سعيد، رئيس وحدة الدراسات العسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الجانب المصرى أظهر تصعيدًا كبيرًا ضد الجانب الإسرائيلى وهو ما من الممكن أن يؤثر بشكل كبير على الأمن المصرى ومن الممكن أن تؤدى لعملية نزاع كبيرة بيننا وبينهم. وأشار سعيد فى تصريحات خاصة ل"المصريون" إلى أنه كان من المفترض أن نتدخل فى الأزمة بطريقة أكثر إيجابية، فالمفروض أن هناك اتفاقية سلام مشترك بيننا وكان يجب أن تذهب قيادة مصرية لقاء الجانب الإسرائيلى ويقف على الخطأ الذى ارتكب ويتم التنبيه على عدم تكراره مرة أخرى لتلاشى التدخل. وأوضح أن زيارة قنديل لقطاع غزة جيدة وحديثه كان متوازنًا حيث ذكر أن مصر تسعى للسلام وعلاقات مع كل الأطرف، غير أنه كان يجب أن يكون هناك أيضًا زيارة للطرف الآخر، منوهًا أن خطاب الرئيس مرسى اليوم كان شديدًا ومن الممكن أن يحدث حالة أمنية متوترة مع الجانب الإسرائيلى والغربى على السواء. وأكد سعيد أن الجانب الأوروبى والأمريكى يرى أن العداء قادم من قبل غزة بإطلاقها صواريخ على الجانب الإسرائيلى وبغض النظر عمن من المخطئ لكن كان من المفترض أن يكون هناك عمل دبلوماسى أكثر حنكة وتلاشى انفجار الموضوع بهذا الشكل ولو أن الجانب الغربى أخذ موقف من مصر فإن ذلك من الممكن أن يؤثر علينا اقتصاديًا وسياسيًا. وعن سحب السفير المصرى قال "سعيد" إنها خطوة غير موفقة لأن السفير المصرى هناك له دور مهم فى التحاور ونقل الأمور بين الجانب المصرى ونظيره الإسرائيلى للوصول لحل لوقف الحرب الدائرة.