أكثر من فعالية أقامتها حركات الشارع الإصلاحية في أقل من 24 ساعة قبل انعقد الجمعية العمومية لنادي القضاة أمس للوقوف وراء القضاة وتأييد مطالبهم حيث نظم التحالف الوطني من أجل الإصلاح - والذي يشارك فيه كل من حزب العمل والوفديين والاشتراكيين الثوريين والشيوعيين والإخوان المسلمين- مظاهرة حاشدة مساء أمس الأول أمام نقابة المحامين وأعقبها مؤتمر جماهيري تحت عنوان "القضاء أمل الأمة" وبحضور عدد من القيادات الحزبية والحركية ، وفي الوقت نفسه نظم أعضاء حركة كفاية وشباب من أجل التغيير وحزب العمل وحركات التغيير الأخرى مظاهرة قوية عقب صلاة الجمعة أمس أمام نقابة الصحفيين لتأييد القضاة أيضا. مظاهرة التحالف التي ضمت أكثر من ألفي متظاهر بحضور واضح للإخوان تعد المظاهرة الثالثة التي يقيمها التحالف للتضامن مع مواقف القضاة والتي تميزت بالهدوء التام مع قوات الأمن التي حاصرت المظاهرة ولم تحتك بالمشاركين فيها اللذين أخذوا يرددون علي مدى الساعة ونصف الساعة الهتافات المؤيدة للقضاة "إن في مصر قضاة لا يخشون إلا الله" ، "يا الله يا الله نصرك نصرك للقضاة" والهتافات المنددة بالعملية الانتخابية والمناهضة للرئيس مبارك تحت شعار "لاتنتخبوه..حاكموه" ، كما شارك أيضا أهالي المعتقلين –المعتصمين في النقابة منذ أكثر من شهرين- في المظاهرة حيث رفعوا صورا لذويهم مطالبين بالإفراج عنهم. أما المؤتمر الجماهيري الذي عقد عقب الانتهاء من المظاهرة مباشرة تحت عنوان "القضاء أمل الأمة" فكان أول المتحدثين به الأستاذ/ أحمد سيف الإسلام حسن البنا أمين عام نقابة المحامين والذي أكد علي أن النقابة دائما قلعة الحريات وملاذ الشعب وأن النقابة تؤمن بمطالب القضاة وأنه قررت أيضا في جلستها الأخيرة تشكيل لجنة لمراقبة الانتخابات توزع المحامين المشاركين فيها علي كل المراكز الانتخابية في البلاد. وفي كلمته تعجب مجدي أحمد حسين أمين عام حزب العمل وعضو الأمانة العامة للتحالف من عدم إصدار قانون الفصل بين السلطة القضائية والسلطة التنفيذية منذ عام 1971 مع أن الدستور نص علي ذلك ضمنا وأخذ القضاة يطالبون بذلك منذ عام 1991 وشدد في كلمته علي أن مصر قادمة علي مهزلة انتخابية كبري إذا استبعد القضاة من الإشراف عليها ، ودعا حسين في نهاية كلمته كل القوى الوطنية للعصيان المدني في قلب ميدان التحرير يوم 7سبتمبر احتجاجا علي هذه المهزلة. أما د.عبد المنعم أبو الفتوح القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين وعضو الأمانة العامة للتحالف فقد تساءل عن المستفيد من منع إصدار قانون السلطة القضائية والتي أصبحت الآن جزئ من الحزب الحاكم وأن الشعب قد يصبر علي فساد السلطة التشريعية أو التنفيذية ولكنه لا يصبر علي فساد السلطة التنفيذية . وفي كلمته طالب محمد علوان القيادي البارز في حزب الوفد الشعب بالذهاب إلي صناديق الإقتراع يوم 7 سبتمبر لا لانتخاب مرشح الوفد د.نعمان جمعة ولكن لكي يقول الشعب كلمته ويفوت الفرصة علي الحكومة في تزوير الانتخابات. وفي كلمته أمام المؤتمر أكد حمدين صباحي وكيل مؤسسي حزب الكرامة -تحت التأسيس- أن الانتخابات القادمة لن تعبر عن رغبة الشعب حتي لو تمت بنزاهة لأن المرشحين فيها هم من الأحزاب المصرية فقط والتي تمثل 3% فقط من الشعب المصري أما باقي الشعب فقد منعوا من الترشيح ، وأكد صباحي في كلمته علي ضرورة أن تستمر حركة الشارع ولاتضعف بعد الانتخابات فأمامها نضال طويل لكي تنال حريتها. وعلي صعيد آخر نظمت حركة كفاية مظاهرة قوية أمام نقابة الصحفيين بمشاركة حركات التغيير الأخرى في تمام الثانية ظهر أمس لتأييد القضاة بدأت بهدوء نسبي ما لبث أن انقلب إلي مشاحنات ومعارك بين المتظاهرين وعناصر الأمن عندما حاول المتظاهرين فك الطوق الأمني المضروب عليم والنزول إلي الشارع مما أدي إلي استخدام قوات الأمن العصي والهراوات في قمع المتظاهرين مما أصاب القيادات الأمنية بالذعر خوفا من تكرار مشهد يوم الاستفتاء أويوم مظاهرات التحرير أمام كميرات الصحافة في هذا الوقت الحرج حتى قام اللواء/ نبيل العزبي مدير أمن القاهرة شخصيا وبعض القيادات الأمن بفك الاشتباك وتخليص المتظاهرين من أيدي جنود الأمن والسماح لهم بنزول الشارع حيث أغلق تماما لمدة ساعتين أمام المارة والسيارات. وكان المتظاهرين قد رفعوا لافتات معادية للنظام ومطالبة بمقاطعة الانتخابات والمؤيدة لمطالب القضاة. والجدير بالذكر أن الحركة تلقت رسالة من نادي القضاة قبل انعقاده يشكرهم فيها علي دعمهم لمواقف القضاة وطلب منهم فض المظاهرة قبل الرابعة عصرا للتمكن من عقد اجتماع النادي .