شهدت بعض المناطق اليمنية تصعيدا أمنيا رغم الهدوء الحذر الذى يسود معظمها، وذلك حيث كشف مصدر يمنى النقاب اليوم عن أن عناصر ووحدات عسكرية تشارك حاليا فى عملية نوعية بمحافظة لحج حيث تحاصر قرية الحمراء. وقال المصدر - فى تصريح له اليوم الثلاثاء - "إن قوات الجيش والأمن المركزي تحاصر القرية لضبط مطلوبين من عناصر تنظيم القاعدة بينهم القيادي علي حسن البان وعدد أخر من المطلوبين". وفى سياق متصل، استبعد محللون يمنيون أن يتمكن الحوثيون من إسقاط العاصمة صنعاء، مقللا من تحركاتهم الميدانية وقيامهم بتخزين السلاح والدفع بالعناصر المسلحة حول صنعاء وداخلها، مؤكدا أن موازين القوى في صنعاء تغيرت بعد الثورة السلمية. وكانت تقارير قد تحدثت مؤخرا عن تحركات لعناصر مسلحة للحوثيين في مناطق قبلية حول العاصمة صنعاء، وتزامنت هذه التحركات مع قيام الحوثيين يوم السبت الماضي بالاحتفال بما يسمى "عيد الغدير" الذي يوافق 18 ذي الحجة من كل عام. ورأى مراقبون أن إصرار الحوثيين على الاحتفال بهذه المناسبة عبر حشد أنصارهم وإطلاق الأعيرة النارية والمفرقعات، هي محاولة "لاستعراض القوة"، وهو ما أدى إلى اشتباكات بين الحوثيين ومجاميع قبلية محسوبة على حزب الإصلاح في عدة مناطق. ولفت الخبير العسكري العميد محسن خصروف - في بيان صحفى له اليوم الثلاثاء - إلى أن صنعاء لن تسقط بقبضة الحوثيين، ليس لأن الحوثيين لا يريدون ذلك، بل لأنه من المستحيل أن يحققوا أي نجاح إلا بدعم من قوة عسكرية رئيسية، وذلك غير ممكن عمليا حيث أنه ممنوع دوليا الحرب الأهلية في العاصمة صنعاء. وأشار إلى وجود نوع من التحالف بين الحوثيين وعناصر أخرى في مواجهة حزب الإصلاح الذي يمثل "الإخوان المسلمين"، فضلا عن وجود قوات الفرقة الأولى مدرع، المؤيدة للثورة السلمية، إلى جانب ضم ألوية من الحرس الجمهوري تحت سيطرة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وكانت احتفالات الحوثيين ب"عيد الغدير" قد أثارت الكثير من الانتقادات، حيث اعتبرها البعض إيقاظا للفتنة الطائفية ودعوة عنصرية، فيما اعتبرها آخرون استحقاقا من استحقاقات اليمن الجديد الذي يجب أن يحترم فيه التنوع والاختلاف.