لأول مرة في صنعاء ، يحتفل الحوثيون اليوم ب" عيد الغدير" ،الذي يوافق 18 ذي الحجة من كل عام هجري ، وسط إجراءات أمنية مشددة . وبحسب الروايات الشيعية أن الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم "، حين كان عائدا من حجة الوداع في عام 11 ه وفي منطقة "غدير خم"، وقال قولته الشهيرة "من كنت من مولاه فهذا علي مولاه"، وأمر المسلمين بإتباع علي بن أبي طالب من بعده على انه خليفة المسلمين، ومن وقتها والشيعة يستدلون بتلك الخطبة على أحقية علي بالخلافة والإمامة بعد وفاة النبي محمد.
وكان الحوثيون يحتفلون بذكرى الغدير منذ عدة سنوات، وكانت الاحتفالات قبل ثورة اليمن الشبابية تتم خارج صنعاء في صعده في مناطق بعيدة عن أنظار السلطة، التي كانت تمنع الاحتفال بهذه المناسبة.
وقال مسئول العلاقات العامة، لتكتل شباب الصمود، التابع لجماعة الحوثي، محمد حيدرة بأن الحوثيين سيحتفون اليوم بذكرى الغدير، في صنعاء وعدد من المحافظات التي تتواجد فيها الجماعة.
وأكد حيدرة ، في تصريحات صحفية ، أن الاحتفال بذكرى الغدير في صنعاء سيشهد إطلاق الألعاب النارية في سماء صنعاء، وبعض المحافظات، بالإضافة إلى حفل خطابي .
ونفى المصدر ما تردد حول إقامة الحفل بذكرى الغدير بجوار منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي بصنعاء، وقال بأن مكان الاحتفال سيكون في منطقة الجراف بجوار مقر التلفزيون اليمني بصنعاء.
وقال المصدر بأن لن يتم إطلاق الرصاص والأعيرة النارية، وسيقتصر الأمر على الألعاب النارية، واصفا إطلاق الرصاص بالإسراف الذي يقلق السكينة العامة، محملا من يقوم بتلك الأعمال مسؤولية ما سيترتب عليها.
تصدير الغدير ويرى الكاتب اليمني عبد الفتاح البتول أن يوم الغدير انتقل إلى اليمن من إيران الصفوية، وأن احتفال الحوثيين بيوم الغدير إساءة لأهل السنة الذين يشكلون 95% من الأمة الإسلامية.
واعتبر البتول ، في تصريحات صحافية له ، هذه المناسبات، مثل "الغدير" و"عاشوراء" "وكربلاء"، تأكيداً على إصرار المحتفلين بها في إحداث الفتنة بين المسلمين.
وحسب الكاتب د.محمد جميح في صحيفة "الشرق الأوسط" فالحوثيون بهذه التحركات يهيئون أنفسهم لمعارك ومواجهات مسلحة قادمة، سعياً منهم لإفشال العملية السياسية، ومؤتمر الحوار الوطني، وكانت وكالة الأنباء الصينية "تشيخوا" تحدثت عن كميات كبيرة من الأسلحة، كدسها الحوثيون في مناطق قريبة من صنعاء مثل شبام كوكبان غرب العاصمة ومناطق بالقرب من المدخل الشمالي لصنعاء.
مراقبون وناشطون حقوقيون وسياسيون حذروا من تسخير الحوثيين "ليوم الغدير" في ابتزاز الحكومة اليمنية والقوى السياسية، وفرض أجندات جديدة على طاولة الحوار الوطني، حال تم المؤتمر وشاركوا فيه.
حالة تأهب وقالت مصادر مطلعة أن السلطات الرسمية رفعت من حالة التأهب الأمني وشددت من الحماية الأمنية على السفارة الأمريكية لمنع اي هجوم من قبل أنصار الحوثي على مقر السفارة خاصة وان قيادي في الجماعة كان هدد باستخدام "الرد المشروع" في أي هجوم على الحوثيين من قبل واشنطن.
كما شددت السلطات اليمنية من إجراءاتها الأمنية في عدد من المحافظات، خصوصاً في العاصمة صنعاء، تحسباً لأي حوادث قد تشهدها احتفالات جماعة "الحوثي" اليوم السبت، بمناسبة ما يعرف لدى الجماعة ب"عيد الغدير" المستمد من طقوس تحييها إيران ودول أخرى.
وفيما لوحظ استحداث نقاط تفتيش في عدد من شوارع صنعاء، أشارت مصادر أمنية إلى تكثيف تلك الإجراءات المشددة حول سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية والمداخل المؤدية لها، وذلك تحسباً لتنظيم مسيرة للحوثيين صوب مقر السفارة، خصوصاً بعد تهديدات أطلقها زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي وتوعد فيها بالرد على ضربة نفذتها مؤخراً طائرة أمريكية من دون طيار على منطقة في صعدة أفادت معلومات بتمركز عناصر للقاعدة فيها.
استعراض للعضلات وأكدت مصادر مطلعة أن جماعة الحوثي وزعت أسلحة وأموالاً على زعماء قبائل ووجاهات عشائرية واجتماعية من أجل إنجاح احتفالات الغدير وحشد جموع غفيرة من المواطنين في توجه يرى فيه "استعراض عضلات" وبعث رسائل تتراوح بين تحدي الأطراف الداخلية المناوئة للحوثيين ورسائل خارجية مطمئنة للحلفاء، خصوصاً إيران التي تتهمها السلطات اليمنية بتقديم كافة أنواع الدعم المادي والعسكري والسياسي للحوثيين.
وخلال الأيام الماضية تصاعدت شكاوى أهالي العاصمة صنعاء من أعمال التشويه التي طالت معالم المدينة وشوارعها بفعل الشعارات التي لون بها الحوثيون كثيراً من جدران المساكن والواجهات العامة وحملت مضامين منسوخة من لافتات يرفعها أنصار الخميني في إيران على شاكلة "الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل". مواد متعلقة: 1. شيعة العراق يحيون "عيد الغدير" بالنجف 2. "الغدير" يندمج مع المؤتمر الشعبي الناصري 3. استنفار أمني في محافظة النجف لحماية زوار «عيد الغدير»
