أكد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين أنه من الظلم البين إطلاق لفظ انتخابات على المهزلة التي شهدتها مصر في الأيام الماضية ، معتبرا أن الانتخابات افتقدت لأهم شرط وهو المنافسة . وقال أبو الفتوح ، في تصريحات خاصة ل " المصريون " ، إن الرئيس مبارك يحكم مصر منذ 24 عاما بالحديد والنار ومنع منافسيه من مواجهته في الانتخابات بالتعديل الأسوأ للمادة 76 ، لذا فمن الظلم أن نطلق على ما حدث من مسرحية هزلية معروف نتائجها مسبقا وصف انتخابات . ونفى القيادي الإخواني أن تكون الأصوات التي حصل عليها الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد في الانتخابات الرئاسية هي أصوات الإخوان ، مشددا على أن الجماعة لم تصدر توجيهات بتأييد مرشح بعينه بل تركت الأمر يخضع لرغبة كوادرها . وأوضح أن هناك الكثير من الإخوان امتنعوا عن التصويت وآخرين أبطلوا أصواتهم اعتراضا على المرشحين العشرة. وشدد أبو الفتوح على استمرار الإخوان في دعم المطالبة بالإصلاح وإعطاء تحالفهم مع القوى الوطنية ، في إطار التحالف الوطني مع أجل التغيير ، زخما للاستمرار لتحقيق الهدف الذي من أجله دشن هذا التحالف مشيرا إلى المشكلة الأبرز للقوى المطالبة بهذا الإصلاح هو عجزها عن توفير الدعم الشعبي لبرامجهم ، محذرا من أنه في حالة استمرار هذا الوضع ستبقى المطالبة بالإصلاح حبرا على ورق. من جانبه ، طالب المرشد العام للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف الرئيس مبارك بتنفيذ وعوده التي وعد بها الشعب المصري أبان حملته الانتخابية بدعم الديمقراطية وإلغاء الطوارئ. وقال عاكف إن الشعب المصري في انتظار وعود الرئيس مبارك في برنامجه الانتخابية من دعم الديمقراطية وإطلاق الحريات، وجاء الوقت لكي ينفذ برنامجه، ويلغي حالة الطوارئ ويطلق الحريات العامة ويفرج عن المسجونين السياسيين ويلغي كافة القوانين المقيدة للحريات. وأضاف أن نتيجة الانتخابات الرئاسية التي أعلن عنها أمس الأول وفاز فيها الرئيس مبارك ب88.5% كانت معروفة سلفًا منذ التعديل الذي أُدخل على المادة 76 من الدستور حيث أُدخلت تعديلات أحالت دون وجودِ منافسٍ قوي وحقيقي للرئيس مبارك ومنعت الإخوان والمستقلين من حقهم الدستوري في المشاركة في العملية الانتخابية. وقال إنه منذ تعديل المادة 76 بهذه الطريقة الهزلية وأنا لدي قناعة بأنه لا أمل في أية إصلاح طالما ظلت هذه العقليات التي تربت على ثقافة الاستبداد والسلبية تدير دفة الحكم في مصر. وقال مرشد الإخوان إن الحسنة الوحيدة لهذه الانتخابات الرئاسية التي لم يكن بها جديد تمثلت في هذه الحركة التي شهدها الشارع المصري لمرشحي الرئاسة الذين جالوا مصر من أقصاها إلى أدناها يعقدون المؤتمرات الجماهيرية ويطرحون برامجهم التي كانوا لا يستطيعون طرحها في وقت سابق تذرع فيه النظام بأن المؤتمرات خطر على الأمن وضد الاستقرار وآمل أن تستمر هذه الحركة التي شهدناها فترة انتخابات الرئاسة.