اعتبرت صحيفة " الجارديان " البريطانية أن نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في مصر الأربعاء القادم ، أثبتت أنه لا مجال لقيام ديموقراطية حقيقية متعددة الأحزاب ما لم يتسن لحركة الإخوان المسلمين، أكبر وأقدم حركة معارضة في مصر، المشاركة بشكل شرعي في الانتخابات. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن نسبة الإقبال على المشاركة في الانتخابات والتي لم تتعد 30% " تشير إلى لا مبالاة واسعة النطاق، بالرغم من أنها أول مرة يسمح فيها بتنافس مرشحين آخرين". ومضت قائلة إن "أحدا في الشرق الأوسط لم يحبس أنفاسه انتظارا لنتيجتها النهائية". وأكدت الجارديان أن حملة مبارك الانتخابية لم تفلح في إخفاء أخطاء من بينها "تفاوت الموارد والزمن المخصص للحملات الانتخابية بشكل كبير، إضافة إلى الترهيب وحشو صناديق الاقتراع" إضافة إلى رفض تواجد مراقبين أجانب. وعلى الرغم من ذلك ، إلا أن الصحيفة البريطانية اعتبرت أن هذه الانتخابات تمثل "علامة بارزة، ليس لأنها عرضت اختيارا حقيقيا الآن، بل لأن استبدال نظام الاستفتاء على مرشح واحد، أظهر بطريقة كاريكاتورية جزئية أن المنافسة المتعددة الأحزاب الحقيقية يمكن أن تكون بمثابة رفع للتوقعات لما سيكون عليه الأمر في المستقبل". وأوضحت الصحيفة أن "إقدام أطراف معارضة في مصر على انتقاد البطالة والفساد وقوانين الطوارئ وانتهاكات حقوق الإنسان والبيروقراطية لم يكن ليحدث دون ضغط الولاياتالمتحدة على أقرب حلفائها العرب، لكي تتجسد رؤية الرئيس الأمريكي جورج بوش للإصلاح في الشرق الأوسط . ورأت الجارديان أن الأثر الذي ستحدثه انتخابات الرئاسة المصرية سيكون ضئيلا على المدى القصير ، مشيرة إلى أن الانتخابات فشلت في الإجابة على سؤالين رئيسيين : الأول عمّن سيخلف مبارك، والثاني عن الدور الذي ستلعبه الأحزاب الإسلامية. وشددت الصحيفة على أن الشئ الذي يتعين مراقبته الآن هو "ما إذا كان نظام مبارك سيسعى لإخماد أحزاب المعارضة، أم أنه سيسمح لها بالتنافس بحرية في الانتخابات التشريعية التي ستجرى في نوفمبر القادم، عندها فقط يمكن لمصر أن تشهد تغييرا حقيقيا".