على الرغم من اتجاه أنظار العالم إلى الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة لمتابعة السباق بين المرشحين الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري ميت رومني ، يدور سباق آخر بعيدا تماما عن دائرة الضوء وهو السباق إلى المجلس التشريعي أو ما يعرف ب(الكونجرس الأمريكي). وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) - في تقرير لها اليوم الأحد - أن انتخابات التجديد النصفي للكونجرس بغرفتيه (النواب والشيوخ) سوف تجرى في نفس يوم الانتخابات الرئاسية وهو السادس من نوفمبر الجاري ، حيث سيختار الناخبون فى 50 ولاية أمريكية ممثليهم فى الكونجرس رقم 113 في تاريخ بلادهم. ويتم في الانتخابات تجديد أعضاء مجلس النواب بالكامل وعددهم 435 عضوا بينما يجري الاقتراع على ثلث أعضاء مجلس الشيوخ البالغ إجمالي عدد مقاعده 100 مقعد. وقال المحلل السياسي الأمريكي فلويد كيرولي - في تصريح خاص لهيئة الإذاعة البريطانية - إنه في الوقت الذي تجمع التوقعات على أن الانتخابات لن تغير الكثير فى مجلس النواب حيث سيحتفظ الجمهوريون على الأغلب بالسيطرة عليه ، إلا أن الوضع يختلف كثيرا فى مجلس الشيوخ..مشيرا إلى أن هناك خمسا أو ست معارك انتخابية فى مجلس الشيوخ قد تحدد مصير المجلس كليا. ويسيطر الديمقراطيون حاليا على مجلس الشيوخ وهو المجلس الأعلى بأغلبية 53 مقعدا مقابل 47 مقعدا للجمهوريين بما يعني أن الحزب الجمهوري يحتاج إلى كسب أربعة مقاعد إضافية فقط عما كسبه في انتخابات عام 2010 حتى يسيطر على هذا المجلس أيضا. أما في مجلس النواب فيسيطر الجمهوريون منذ عام 2010 بأغلبية 242 مقعدا مقابل 193 مقعدا للديمقراطيين. ويتم انتخاب كامل أعضاء مجلس النواب كل عامين بينما ينقسم أعضاء مجلس الشيوخ إلى ثلاثة أقسام يتم انتخاب قسم منهم كل عامين، بحيث تستمر عضوية الفائز بكرسي مجلس الشيوخ لمدة ست سنوات..ويبلغ عدد الناخبين المسجلين بالولاياتالمتحدة أكثر من 180 مليون ناخب. ويؤكد الخبراء أنه بالرغم من أن انتخابات الكونجرس لا تحظى بذات الاهتمام الذي يحظي به السباق الرئاسي من قبل وسائل الإعلام والناخبين على حد سواء إلا أنها قد تكون الأكثر تأثيرا على مستقبل الولاياتالمتحدة خلال السنوات القادمة. وتقول جنيفر دافي من موقع (كوك بوليتيكال ريبورت) المتخصص في الانتخابات إن السيطرة على مجلس الشيوخ هو عنق الزجاجة بالنسبة للديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء..موضحة أن مجلس الشيوخ هو ما يحدد السياسات بطرق عدة فهو المكان الذى تخرج فيه القوانين إلى الضوء أو ينتهي أمرها تماما. ويحظى كلا المجلسين المشكلين للكونجرس بسلطات متساوية تقريبا..لذا يجمع المراقبون على أنه فى حال استمر وضع ميزان القوى على ما كان عليه فى انتخابات 2010 لينقسم الكونجرس بغرفتيه ما بين الحزبين فإن حالة الجمود التى سادت ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما ستستمر على الأقل لعامين آخرين ، حيث يتوقع أن يعمل أحد الحزبين على عرقلة أي قانون يقترحه القابع فى البيت الأبيض الذى ينتمي للحزب المضاد. وستحتدم المعركة بكل تأكيد فيما يخص الاقتصاد، حيث يتوعد الجمهوريون بالفعل برفض أى من القوانين التي يقترحها المعسكر الديمقراطي ومنها رفع الضرائب على الأثرياء وكذلك فيما يخص النظام الذي اقترحه الرئيس أوباما للرعاية الصحية.