شهد محيط الكاتدرائية بالعباسية، حالة من الهدوء التام عقب الإعلان عن فوز الأنبا تواضروس بمنصب البابا رقم 118 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عقب إجراء القرعة الهيكلية على يد طفل معصوب العينين، فيما تستعد الكنيسة لحفل تنصيب البابا الجديد في 18 نوفمبر الجاري. وقامت الكاتدرائية بنصب شاشات عرض خارج الكنيسة لمتابعة إجراءات القرعة العلنية لاختيار البابا، فيما تواجدت 16 سيارة أمن مركزي و8 سيارات إسعاف بمحيط الكنيسة لتأمين عملية اختيار البابا الجديد، في حين تجمع عدد من الأشخاص للتعبير عن فرحتهم باختيار الأنبا تواضروس. وعبر نجيب جبرائيل، محامى الكنيسة، عن فرحته بفوز الأنبا تواضروس في الانتخابات الكنسية، قائلاً: "إنه إعلان من السماء، فنحن في فرحة غامرة والشعب القبطي مبتهج داخل وخارج مصر، مشيرًا إلى أن البطريرك الجديد الأنبا تواضروس يتسم بسعة الصدر ويستطيع استيعاب جميع الأطياف كما أن لديه الخبرة السياسية الكافية ما يمكنه من إدارة الكنيسة في تلك المرحلة الحرجة من عمر الوطن. وأشار جبرائيل إلى أن البابا الجديد أمامه العديد من القضايا الشائكة ومنها عدم وجود قانون يبيح للمسيحيين بناء الكنائس، وملف الأحوال الشخصية، وإجراء حوار بين أبناء الكنيسة خلال الفترة المقبلة. وأكد عماد جاد، الخبير السياسي القبطي، أن الأنبا تواضروس رجل حكيم، ويكفى أنه من تلاميذ الأنبا باخوميوس الذي أدار الفترة الانتقالية في الكنيسة بشكل طيب وخرج بها لبر الأمان، مشددًا على أهمية أن ينفتح البابا الجديد على جميع مؤسسات الدولة، ويقود حوارًا مثمرًا بين الكنيسة والدولة في جميع المجالات. وطالب جاد، البابا الجديد بضرورة وجود حوار قوي وجاد مع مؤسسة الرئاسة المصرية وخلق روح التوافق ونزع الشعور بالتغريب داخل أرض الوطن. فيما أكد القس موسى رزق قس مدينة بورسعيد أن المسيحيين يشعرون بالسعادة الغامرة لنجاح الأنبا تواضروس في انتخابات الكرسي البابوي لخلافة الأنبا شنودة، لأنه "مرشح الإرادة كما يوصف في الكتب السماوية"، بعد انتخابات نزيهة مرت بسلام. ووجه رزق رسالة للبابا الجديد يحثه على الاهتمام بالتربية الكنسية والتعاون مع أبناء الكنيسة لإعادة جمع الصفوف من جديد وخلق روح الوحدة والإخاء بين أبناء الكنيسة.